أزمة خبز في لبنان

بيروت- تستمر معاناة اللبنانيين، حيث أعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية الاثنين، رفع سعر الخبز “الأبيض” المنتج والمباع في السوق المحلية، بعد ارتفاع سعر الطحين وسعر صرف الدولار، ونفاد منحة طحين عراقية.
وكانت صوامع تخزين الحبوب في محيط مرفأ بيروت قد تضررت بشكل كبير في الانفجار المدمر، الذي ضرب المرفأ في الرابع من أغسطس الماضي.
وقالت وزارة الاقتصاد والتجارة في بيان، إن خطوة رفع الأسعار تأتي بعد نفاد منحة طحين، كان العراق قد قدمها للبلاد خلال وقت سابق من العام الماضي.
وذكرت أن “الهبة العراقية استخدمت في إنتاج ربطة الخبز العربي من تاريخ 23 نوفمبر الماضي حتى الأحد، ما سمح بالحفاظ على سعر ربطة الخبز خلال هذه الفترة، في ظل ارتفاع سعر القمح عالميا”.
ويعاني لبنان نزيفا في احتياطاته من العملة الصعبة، الأمر الذي يجعله عاجزا عن توفير المواد الأساسية، التي يتم استيراد معظمها من الخارج بما في ذلك القمح.
وحدد وزير الاقتصاد راؤول نعمة سعر ووزن الخبز اللبناني “الأبيض”، بمبلغ 2250 ليرة بعد أن كانت تبلغ 2000 ليرة، للربطة وزن 900 غرام كحدّ أدنى.
وأكد نعمة أن القرار جاء بناء على دراسة علمية لمؤشر سعر ربطة الخبز، مشيرا إلى أنه “سيصدر قرارا بخفض سعر ربطة الخبز في حال انخفاض سعر صرف الدولار أمام الليرة أو سعر القمح عالميا”.
والليرة اللبنانية مربوطة رسميا عند 1507 للدولار، لكن يجري تداولها الآن في السوق السوداء عند حوالي 8400 ليرة لكل دولار، بعد انخفاضات حادة في الأيام القليلة الماضية. وفي يونيو الماضي، كانت الحكومة اللبنانية أعلنت رفع سعر الخبز المدعوم جزئيا، بنسبة 33 في المئة.
وتخيّم على لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 – 1990)، ما فجّر منذ 17 أكتوبر الماضي احتجاجات شعبية غير مسبوقة تحمل مطالب اقتصادية وسياسية.
ويرجح أن تتفاقم هذه الأزمة في ظل ضبابية المشهد السياسي وعجز الفرقاء عن تشكيل حكومة، بعد أن استقالت حكومة حسان دياب عقب انفجار بيروت.