أزمة تيغراي تسير نحو فقدان سيطرة أديس أبابا

أديس أبابا - دعت الولايات المتحدة الجمعة إلى اتخاذ خطوات “فورية لخفض التصعيد” في إقليم تيغراي المتمرد في إثيوبيا، بهدف التوصل إلى “إنهاء النزاع”.
وقال مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية تيبور ناغي “نندد بالمجزرة بحق المدنيين في ماي-كاديرا” في جنوب-غرب تيغراي، مضيفاً في تغريدة عبر تويتر “من الضروري إعادة السلام وحماية المدنيين”.
ومن جانبها، عبرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت الجمعة عن "قلق متزايد" إزاء الوضع في منطقة تيغراي، محذرة من خروجه التام عن السيطرة.
وأضافت أنه إذا تأكد ارتكاب أحد طرفي الصراع لعمليات القتل الجماعي التي أبلغت عنها منظمة العفو الدولية، فإنها تصل إلى حد جرائم الحرب.
وقالت من خلال متحدث في جنيف "لا بد أن يكون هناك تحقيق مستقل ومحاسبة كاملة عما حدث". وعبر الاتحاد الأوروبي في بيان الخميس عن قلقه من "الإجراءات التي تستهدف عرقيات، وخطاب الكراهية، ومزاعم ارتكاب أعمال وحشية في إثيوبيا".
ويثير النزاع في تيغراي مخاوف حقيقية من أن يتحول إلى حرب أهلية في وقت تزداد الضغوط الدولية زخما لتجنّب امتداد نيران الصراع الذي قد تمتد ألسنته إلى منطقة القرن الأفريقي المضطرب.
وأقال الاتحاد الأفريقي مفوض السلم والأمن جبرجزيابير مبراتو ملس بعدما اتهمته حكومة بلاده بعدم الولاء في خضم تصاعد القتال الدائر بين القوات الحكومية وقوات إقليم تيغراي، والذي يخشى من "خروجه عن السيطرة".
وأمر مكتب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد بإقالة جبرجزيابير بعد خطاب أرسلته وزارة الدفاع الإثيوبية عبّرت فيه عن مخاوف تتعلق بولاءاته.
وأشارت وزارة الدفاع الإثيوبية إلى الصراع في خطابها للاتحاد الأفريقي واتهمت جبرجزيابير بعدم الولاء للاتحاد الأفريقي ولا الحكومة الإثيوبية.
وعلى خلاف مواقف المجتمع الدولي المنتقدة والمتخوفة من الصراع الدائر في إقليم تيغراي، بدا موقف الاتحاد الأفريقي باهتا وأقرب إلى أديس أبابا، وهو ما ترجمه قراره بإقالة المسؤول الإثيوبي.
واتخذ الاتحاد الأفريقي منذ بداية الأزمة موقفا رسميا غير فاعل في الأزمة حيث اكتفى بدعوة طرفي الصراع إلى وقف فوري للأعمال الحربية وبدء حوار سياسي لحل الأزمة.
وبدأ الصراع في الرابع من نوفمبر، عندما أمر رئيس الوزراء آبي أحمد بشن هجوم بعدما اتهم زعماء تيغراي بإصدار أمر بمهاجمة قاعدة عسكرية اتحادية والتمرد على سلطته.
وأسفر القتال عن مقتل مئات وتدفق لاجئين على السودان وأثار انقسامات عرقية في البلاد.
ويرى متابعون أن إطالة أمد الصراع قد تنقلب على رئيس الوزراء الإثيوبي المتحمس للعملية العسكرية، وقد ينذر بحرب أهلية في إثيوبيا تمتد تداعياتها لتطال القرن الأفريقي في ظل التشابكات القبلية.