أزمة أوبن أي.آي الوجودية تفاقم مخاطر الذكاء الاصطناعي

الشركة تواجه خطر الزوال بعد إقالة رئيسها سام ألتمان في تطوّر أثار أزمة كبيرة على خلفية مخاوف من المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي.
الأربعاء 2023/11/22
نقطة تحول في خط التقنيات المتقدمة، أليس كذلك؟

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) - تواجه شركة أوبن أي.آي التي برزت قبل عام في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، خطر الزوال بعد إقالة رئيسها سام ألتمان، في تطوّر أثار أزمة كبيرة على خلفية مخاوف من المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي.

ووقّع نحو 700 من أصل 770 موظفاً في الشركة الناشئة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، مساء الاثنين الماضي، رسالة يهددون فيها بترك الشركة في حال رفض مجلس الإدارة الاستقالة، على ما نقلت وسائل إعلام كثيرة.

ويتّهم مجلس إدارة الشركة ألتمان بإعطاء أولوية للتطور السريع لأوبن أي.آي، التي ابتكرت برنامج تشات جي.بي.تي، من دون تخصيص وقت لتحليل المخاطر المرتبطة بذلك، بحسب وسائل إعلام أميركية.

ويعتبر بريندان دولان غافيت، وهو أستاذ في علوم الكمبيوتر لدى جامعة نيويورك تاندون، أنّ هذه الفرضية أُثبتت بتعيين رئيس تنفيذي جديد للشركة خلفاً لألتمان. ويقول “لقد أعرب مرات كثيرة عن مخاوفه بشأن الأمان في الذكاء الاصطناعي".

فينود كوسلا: التركيز على المخاطر لا يعني إبطاء تقدم هذه التكنولوجيا
فينود كوسلا: التركيز على المخاطر لا يعني إبطاء تقدم هذه التكنولوجيا

وفي مقالة نشرها موقع “ذي أنفورميشن”، يقول مؤسس شركة كوسلا فنتشرز المساهمة في أوبن أي.آي فينود كوسلا "وصلنا إلى هذه المرحلة لأنّ أشخاصاً يحبّون الخيال العلمي وصحافيين يسعون إلى الإثارة، ضخّموا عدداً من المخاطر الصغيرة".

ومن بين المخاطر التي يطرحها تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي هو احتمال أن تُستخدَم البرامج لأغراض عسكرية، أو للتضليل، أو أن تصبح مستقلة وتهاجم البشر.

ويقول كوسلا "آن الأوان للتركيز على مخاطر الذكاء الاصطناعي، لكن ليس إلى درجة إبطاء تقدّمه وحرماننا من فوائده".

وسلطت الأحداث التي سُجّلت خلال الأيام الأخيرة الضوء على حدود نموذج أوبن أي.آي الرامي إلى وضع شركة يراهن عليها اللاعبون الماليون بالمليارات من الدولارات، تحت سيطرة شركة قابضة غير ربحية.

وتقول كارولينا ميلانيسي من شركة كرييتف ستراتيجيز إن المسؤولين “فقدوا المنظور العام”، متوجهة إليهم بالقول “كيف يمكنكم أن تبقوا مؤسسة غير ربحية بمجرد أن توافقوا على مبالغ من جهات كمايكروسوفت؟”.

وأقرّت شركة ريدموند العملاقة، بحسب وسائل إعلام، اعتمادات بقيمة 10 مليارات دولار خدمةً لشراكتها مع أوبن أي.آي، بمنحها قدرات هائلة في معالجة البيانات وتطوير نماذجها على وجه التحديد.

وقال المتخصص في الذكاء الاصطناعي ورجل الأعمال غاري ماركوس، في منشور عبر منصة إكس، إنّ التطوّرات الحاصلة “تسلط الضوء على فكرة عدم السماح للشركات بتنظيم الذكاء الاصطناعي بصورة ذاتية، في وقت تُسجّل تناقضات داخل إدارتها الخاصة”.

ويتابع “من فضلكم لا تتخلّوا عن قانون الذكاء الاصطناعي، فنحن في حاجة إليه أكثر من أيّ وقت مضى”، في إشارة إلى لائحة قواعد ترمي إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي وتتم مناقشتها راهناً في الاتحاد الأوروبي.

ويرى الرئيس التنفيذي لشركة فيريتون لتحليل البيانات راين ستيلبرغ أن تفكك أوبن أي.آي “سيساهم في تسريع أمور كثيرة من الناحية التنظيمية”.

راين ستيلبرغ: تفكك الشركة سيسرع أمورا كثيرة من الناحية التنظيمية
راين ستيلبرغ: تفكك الشركة سيسرع أمورا كثيرة من الناحية التنظيمية

وتلفت ميلانيسي إلى أنّ “ذلك لن يبطئ السباق في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي”، مضيفةً “إنها مجرد تغييرات في مجلس الإدارة، حملت تأثيراً إيجابياً على مايكروسوفت”.

ومع أنّ استقرار الوضع يبدو بعيداً عن أوبن أي.آي، يتّضح أن الشركة المبتكرة لـ”ويندوز” هي الفائز الأكبر في هذه التطورات.

ومن دون أيّ جهود، وظّفت مايكروسوفت ألتمان ومسؤولين سابقين كثراً في أوبن أي.آي اختاروا ترك الشركة.

ويؤكد ميغيل فييرو، أحد المسؤولين في مايكروسوفت، أنّ الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا التزم بتوظيف كل موظفي أوبن أي.آي، الذين قرروا الاستقالة بسبب عدم ترك المسؤولين في مناصبهم.

واستولى عملاق أنظمة التشغيل والحوسبة من بعد الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، على القوى الفاعلة في أوبن أي.آي من دون أن يقلق بشأن الحصول على موافقة الجهة التنظيمية.

وتقول ميلانيسي "لو حاولت مايكروسوفت شراء أوبن أي.آي، لما حصلت على موافقة من هيئات المنافسة".

ويشير بول باريت، نائب مدير مركز الأعمال وحقوق الإنسان في جامعة نيويورك ستيرن، إنّ "مايكروسوفت أنجزت أرخص عملية استحواذ على الإطلاق".

ويضيف بانفعال "ما يقلقني هو أن هذه التطوّرات ستسرّع السباق نحو الذكاء الاصطناعي، بقيادة شركات خاصة تسعى إلى الربح، وسيجعل الناس ينسون أنّ كل ما يحصل ينبغي أن يخضع لنقاش عام".

غراف

 

11