أروى جودة: أتوقع تراجع الدراما التلفزيونية وانتعاش السينما

ولدت الممثلة المصرية أروى جودة في المملكة العربية السعودية في عام 1984، وعاشت لسنوات طويلة هناك، ثم عادت إلى مصر، وبدأت مشوارها الفني وهي في سن صغيرة منذ كان عمرها اثني عشر عاما، عندما عملت في مجال عروض الأزياء، وأصبحت بذلك أصغر عارضة أزياء، ثم بدأت التمثيل من خلال فيلم “الحياة منتهى اللذة”، واستطاعت أن تلفت إليها الأنظار بدورها في هذا الفيلم.
الثلاثاء 2016/03/15
شخصية صعبة ومتناقضة

أروى جودة واحدة من طابور طويل من الفنانات اللاتي انتقلن من منصات عرض الأزياء إلى عالم الفن، لكنها على عكس أغلب من سبقنها سعت منذ فيلمها الأول “الحياة منتهى اللذة” من إنتاج نهاد رمزي، إلى أن تبتعد عن الصورة النمطية التي تلاحقها باعتبارها مجرد عارضة أزياء جميلة، وأن تقدم نفسها فنيا بشكل مختلف.

لم تفارق ذهن المخرجين بداية أروى كعارضة أزياء ما جعلهم يضعونها في أدوار الفتاة الأرستقراطية، وبذلت المزيد من الجهد لتثبت أنها ممثلة تستطيع تقديم كل الأدوار.

تستعيد أروى تفاصيل البدايات فتقول لـ“العرب” إنها رفضت العديد من الأعمال التي حاولت أن تحصرها في أدوار الفتاة الرومانسية الهادئة أو “الموديل”، اعتمادا على الشكل فقط دون الالتفات إلى قدراتها الفنية، وأضافت “لذلك ظللت أبحث عن العمل الذي أخرج به عن هذا الإطار، وهذا ما حدث في فيلم ‘زي النهارده’ الذي جسدت فيه دور مدمنة مخدرات، وبدأ الجميع يدرك قدراتي على تجسيد أدوار مختلفة”.

القوية والمتناقضة

برزت الممثلة وعارضة الأزياء المصرية أروى جودة في تقديم دور المرأة القوية والمتناقضة، إلاّ أنها شخصية ديناميكية في الحياة بحسب وصفها، وقالت إنه عندما يعرض عليها دور فتاة بسيطة ومكسورة تشعر بأنه من الصعب تقديمه، لأنها تعشق الأدوار الصعبة والمركبة والتي تتميز بالقوة، وهذا ينبع من رفضها للمرأة الضعيفة أو المنكسرة.

وأكدت أروى لـ“العرب” أنه لا يمكن لها أن تقدم عملا لا ترضى عنه من منطلق أنها الوحيدة التي ستدفع ثمن ذلك الاختيار، وعندما تختار شخصية تحبها تمنحها أكثر مما تطلبه وتلهمها المزيد من الأفكار الجديدة.

واعتبرت أروى مشاركتها في مسلسل “خطوط حمراء” مع الفنان أحمد السقا بمثابة المنعطف المهم في مشوارها الفني القصير، لكن سعادتها لم تقتصر فقط على ما حققته من انتشار عبر المسلسل، وإنما بتحقيق حلمها في العمل مع فنان كبير مثل أحمد السقا، على حد قولها.

وصرحت جودة أن دورها في فيلم “زي النهارده” للمخرج المصري عمرو سلامة سبب نجاحها، كما أن العمل كله كان تميمة حظها في المجال الفني، لكنها تعتز جدا بشخصية “ليلى” التي قدمتها في مسلسل “المواطن إكس” لأنها قريبة من شخصيتها الحقيقية.

لا بد أن تكـون لدينـا القـدرة علـى أن نـرى عيوبنـا، لأن ذلـك بدايـة الطريق نحو التطوير والمعالجة

وقالت لـ“العرب” إنها لا تبحث عن البطولة المطلقة، لأن وجود عدد كبير من النجوم في عمل واحد يعطيه شكلا مختلفا ويخلق تنافسا في ما بينهم، حيث يسعى كل فنان إلى تقديم أفضل ما لديه، وبالتالي ينعكس ذلك على الشاشة التي تجذب المشاهد، الذي يبحث عن العمل الجديد ويفضل الروح الجماعية في الأداء.

على عكس الكثير من الفنانات ممن يصطنعن التكلف تعترف أروى ببساطة أنها لا تضع خارطة طريق لعملها الفني، فهي تصنف نفسها من الناس الذين لا يضعون الخطط، ولا يفكرون كيف يبنون المستقبل، وقالت “أعيش الحياة كما هي فقط، وعنـدما يعـرض عليّ عمل أجتهد، ولست من الشخصيات التي تحسب ما ستقدمه اليوم وما ستقدمه بعد عامين، لأنني إنسانة عادية جدا لا أفكر بهذا الشكل”.

وحول تجربتها في تقديم برنامج “ذا فويس” على قناة “أم بي سي” وما إذا شجعتها على المضي في مجال تقديم البرامج، قالت أروى “استمتعت بالتجربة رغم صعوبتها، لكنني لا أعرف ما إذا كنت سأكررها مجددا أم لا”.

التأثير الأكبر

قدمت المصرية أروى جودة رأيها حول السينما والتلفزيون، والذي يخالف واقعهما الحالي، فبينما تعاني الأولى من أزمة واضحة تبدي أروى تفاؤلها بمستقبل الفـن السابع، معتبرة أن السينما بدأت تأخذ منعطفـا إيجابيا بعد عودة العديد من الممثلـين إليهـا مرة أخرى، كما أن القصـص أصبحت مختلفة.

أروى جودة تقدم دور المرأة القوية والمتناقضة، لأنها تعشــق الأدوار الصعبــة والمركبة والتي تتميز بالقوة

وقالت أيضا “انحسار الإنتاج التلفزيوني الضخم في السنوات الماضية، كان بسبب المشاكل الاقتصادية وتأثير الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية من حولنا”.

وتوقعت أن يشهد الموسم الرمضاني المقبل تراجعا من حيث عدد المسلسلات، والذي قد لا يتجاوز بضعة وعشرين مسلسلا بخلاف الزخم الذي شهده العام الماضي.

وتوضح جودة مشكلة الوطن العربي الأولى، بقولها “إننا نجامل بعضنا البعض إلى حد النفاق، وهو ما يتسبب في الفشل أحيانا، ما يعني أنه لا بد أن تكون لدينا القدرة على أن نرى عيوبنا، لأن ذلك بداية الطريق نحو التطوير والمعالجة، وأرفض تناول الإيجابيات فقط”.

واعترفت أنها بدورها عانت من المجاملة، بعدما قبلت المشاركة في أعمال لمجرد مجاملة بعض الأصدقاء، فقدمت أدوارا بلا طعم ولا لون بالنسبة لها، رغم ردود الفعل المتباينة حول هذه المشاركات.

وقالت أروى عن حياتها الشخصية إنها تهوى المنزل نوعا ما، ولا تشاهد الكثير من الفضائيات لأنها تحب الطبيعة والسفر وممارسة الرياضة، وأنها أيضا من المولعين بروايات إحسان عبدالقدوس وباولو كويلهو وجبران خليل جبران، كما أنها تقرأ “مجلة ميكي” الخاصة بالأطفال عندما تحب أن تخرج من العالم الحقيقي بمشاكله وأحزانه.

وتعتقد أن جبران خليل جبران وجلال الدين الرومي هما صاحبا التأثير الأكبر على تفكيرها، وترى أن جميع تجاربها الحياتية ساهمت في تشكيل وجدانها الفني، وليست الكتب فقط. وتتمنى أروى جودة عودة اعتماد الأعمال الفنية على قصص إحسان عبدالقدوس أو الاعتماد على الرواية في المشاريع الفنية.

16