أرفع جائزة للتصوير الصحافي تتوج الشباب التواق إلى الحرية والعدالة

مصور فرانس برس ياسويوشي تشيبا يفوز بجائزة "وورلد برس فوتو" 2020، وقد اعتبرت لجنة التحكيم أن صورته ترمز إلى "الأمل".
الجمعة 2020/04/17
صورة شاب سوداني ثائر تفوز بجائزة "وورلد برس فوتو"

لاهاي – فاز مصور وكالة فرانس برس ياسويوشي تشيبا الخميس بجائزة التصوير الصحافي العريقة “وورلد برس فوتو” للعام 2020، مكافأة لصورة شاب يقف وسط أضواء هواتف محمولة وهو يلقي قصيدة بين متظاهرين يطالبون بحكومة مدنية في الخرطوم، اعتبر أعضاء لجنة التحكيم أنها ترمز إلى “الأمل”.

وقال أعضاء اللجنة أن الصورة التي منحت أرفع جائزة للتصوير الصحافي، تعكس قدرة الشباب والفن.

وحصل ياسويوشي تشيبا المصور الياباني المقيم في نيروبي بهذه الصورة أيضا، على الجائزة الأولى “للصورة المفردة” في فئة “الأخبار العامة”.

ولفت تانفي ميشرا وهو عضو في لجنة التحكيم إلى أن صورة ياسويوشي تشيبا “تظهر قوة الشباب وقوة الفن. إنها تظهر الأمل”.

وتظهر صورة ياسويوشي تشيبا التي التقطت في 19 يونيو من العام الماضي في الخرطوم شابا فمه مفتوحا يقف وسط مواطنين في العاصمة السودانية يرددون شعارات، فيما يقرأ “قصيدة احتجاجية”، وفق ما قالت لجنة الحكام.

ويبدو هذا الشاب بقميص أزرق فاتح فيما يوجه عشرات المتظاهرين أنوار هواتفهم المحمولة إليه.

وقال ياسويوشي تشيبا إنها “الجائزة الأرفع مستوى في عالم التصوير الصحافي المحترف، ويسرني أن أكون بين المصورين الذين حصلوا على جوائز. وأنا مسرور أيضاً لدعم الشعب السوداني الذي يناضل من أجل إحلال ديمقراطية حقيقية”.

وأضاف أن “الصورة تعكس الشغف الذي يشعر به المتظاهرون. كنت أشعر كأنني واحد منهم. لقد كنت شاهداً على إرادة شعب لا تتزعزع، ولا يمكن للعنف أن يكسرها. أنا سعيد لأنني كنت هناك في ذلك اليوم، وكان ذلك مجرد صدفة”.

وأكد أن “هذه الصورة نتيجة عمل فريق بكامله والسودان مكان من الصعب تغطيته، ولما كنت سأتمكن من تحقيق هذا العمل لولا مساعدة مكتب وكالة فرانس برس” في الخرطوم.

درس ياسويوشي تشيبا، المصور الياباني المقيم في نيروبي، التصوير والتصوير الثلاثي الأبعاد في طوكيو. بدأ مسيرته المهنية في صحيفة “اساهي شيبوم”، ثم أصبح مصوراً يعمل لحسابه الخاص عندما انتقل للإقامة في كينيا في العام 2007 حين بدأ التعاون مع وكالة فرانس برس خلال أعمال العنف التي تلت الانتخابات في البلاد.

انضم الى وكالة فرانس برس في العام 2011 وتوجه الى ساو باولو ومن ثم الى ريو دي جانيرو في 2013، وهو يعمل في نيروبي منذ العام 2016.

من جهته، قال مدير الأخبار في وكالة فرانس برس فيل تشتويند إن فرانس برس “فخورة بالفوز بهذه الجائزة المرموقة”، مؤكدا أن “العمل اللافت الذي قام به تشيبا دليل على موهبته وشجاعته وعمله الدؤوب ومهنيته”.

وأضاف أن “الجائزة دليل أيضا على التزام فرانس برس بتغطية أحداث من مناطق صعبة على غرار السودان، وتقدير لشبكة مصورينا المميزة في إفريقيا”. وقال “نشعر أيضا بفخر كبير لأن هيئة التحكيم توقفت عند النوعية الممتازة للتحقيقات المصورة التي قمنا بها حول الاضطرابات في هونغ كونغ، وتغطيتنا لمواضيع الرياضة والبيئة”.

كما أشارت مديرة التصوير في فرانس برس ماريال أود إلى أنها المرة الثانية التي تفوز فرانس برس بجائزة وورلد برس فوتو” في غضون ثلاث سنوات، بعد جائزة رونالدو شيميت في 2018 عن صورته لمتظاهر اشتعلت فيه النيران خلال صدامات مع شرطة مكافحة الشغب في فنزويلا.

وهنأت تشيبا الذي “يعتمد دائما مقاربة إنسانية في عمله (…) ومصورينا الثلاثة الآخرين الذين حازوا جوائز لهذا العام”. وقالت إن “هذا تكريم مميز يكافئ مقاربة مرسخة على الأرض وفي الزمن، ويبرز نوعية العمل الذي يحققه مصورونا في مختلف أنحاء العالم”.

وفاز نيكولا عصفوري المقيم في بكين، بالجائزة الأولى للتحقيقات المصورة في فئة "الأخبار العامة” عن سلسلة الصور بعنوان “اضطرابات في هونغ كونغ”.

وفي واحدة من صور نيكولا عصفوري، تظهر تلميذات في هونغ كونغ يرتدين ملابس زرقاء ويضعن الأقنعة ويمسكن بأيدي بعضهن البعض، وفي أخرى، متظاهر يركض حاملا مظلة حمراء ولافتة صفراء مكتوب عليها “حب”.

كما رُشحت صوره أيضا ضمن فئة جديدة أُدرجت هذا العام بعنوان “قصة العام لوورلد برس فوتو”. وكان عصفوري حصل في السابق على جائزة الامتياز عن عمله في هونغ كونغ ضمن فئة “الاخبار العامة” لصور العام 2020.

وحلّت صورة “مركز الإجلاء من حريق الغابات” لشون ديفي، التي تظهر فيها فتاة تضع قناعا وتلعب مع أصدقائها داخل مركز استضافة في استراليا خلال الحرائق المستعرة التي شهدتها البلاد، في المرتبة الثانية للصور المفردة في فئة “قضايا معاصرة”.

ويتمتع ديفي المقيم في استراليا حيث يتم عرض أعمال له بانتظام، بخبرة من أكثر من عشرين عاما في تغطية اخبار البلاد.

كما حلّ أولي سكارف في المرتبة الثالثة للصور المفردة في فئة الرياضة” عن صور “عرض الفوز لليفربول” التي يظهر فيها مد بشري من مشجعي ليفربول انتشروا في الشوارع للاحتفال بفوز فريقهم على توتنهام هوتسبور ضمن مسابقة دوري أبطال اوروبا.

وكان سكارف المقيم قرب مانشستر فاز في العام 2018 عن الفئة نفسها.

وكان المنظمون ذكروا أن أعضاء لجنة التحكيم اختاروا 44 من أصل 74 ألف صورة أرسلها أربعة آلاف مصور من العالم بأسره.

وقد فاز المصور الفرنسي رومان لورندو بالجائزة الأولى في الفئة الرئيسية الأخرى “التقرير المصور للعام” بسلسلة من الصور بالأبيض والأسود عن الشباب الجزائري خلال الحراك في الجزائر العام الماضي.