أرستقراطية تحلم بتمثيل دور الفتاة الشعبية

تحد كبير خاضته الفنانة المصرية الشابة هنا الزاهد في رمضان الماضي، حينما أقدمت على تجسيد شخصية الفتاة الثرية في مسلسلين جماهيريين في نفس الوقت، وهما دور لينا في مسلسل “الميزان” ونيفين في مسلسل “مأمون وشركاه”.
الخميس 2016/07/21
سيلفي لهنا مع فريق مسلسل "مأمون وشركاه"

واجهت الفنانة المصرية هنا الزاهد في رمضان المنقضي تحديا كبيرا، أثناء تقديمها شخصية لينا في مسلسل “الميزان” ونيفين في “مأمون وشركاه”، لكن كل واحدة بشكل مختلف، رغم التشابه في ثيمة الدورين والمتمثلة في تجسيدها الفتاة الأرستقراطية، وهو ما تعتقد أنها نجحت فيه بمساعدة السيناريوهين اللذين حددا التفاصيل الصغيرة لكل شخصية.

في شخصية نيفين في “مأمون وشركاه” كانت فتاة مرحة ماديا وطيبة ورومانسية، ما في قلبها يخرج سريعا على لسانها، وهي متهورة، لكن بدرجة متوازنة إلى حد ما.

أما لينا في “الميزان” فهي متهورة ومتكبرة، تحصل على الحب بطريقتها الخاصة دون علم الأسرة التي كانت سببا في وجود هذه الصفات السيئة في شخصيتها، ما نتج عن ذلك مشاكل نفسية تدفعها إلى حب رجال ممن هم أكبر سنا.

وتكمن المفارقة في أن الزاهد تتمنى أن تخرج من عباءة الفتاة الأرستقراطية، وترى أن ملامحها الأوروبية لن تكون عائقا أمام أي شخصية تقدمها، فالأهم بالنسبة إليها المضمون، وهي تجد لديها القدرة على تجسيد فتاة الحارة الشعبية، بكل ما يتطلبه الأمر من تغيير في مظهرها.

سنة البروز

في حوار مع “العرب” اعترفت هنا الزاهد بأنها واجهت مشكلة تشابه الشخصيتين في بداية التحضير لهما، خاصة عندما جلست مع رامي إمام مخرج مسلسل “مأمون وشركاه”، وأحمد خالد موسى مخرج مسلسل “الميزان”، وأصر كل منهما على أن تحتفظ بمظهرها المعتاد دون تغيير.

تألق هنا الرمضاني تكلل بمشاركتها في مسرحية “أهلا رمضان” مع النجم محمد رمضان، التي بدأ عرضها مع حلول عيد الفطر، وتعتبرها بمثابة دورة تدريبية لها وخبرة تضاف إليها، لا سيما أنها المرة الأولى التي تقف فيها على خشبة المسرح.

عن وسيلتها للتغلب على رهبة الاحتكاك المباشر مع الجمهور لأول مرة، قالت هنا بعفوية إنها تعمدت خلال وقوفها على خشبة المسرح ألاّ تنظر إلى الجمهور حتى لا تنشغل بمراقبة ردود أفعاله، وظلت كذلك حتى كسبت الثقة والقوة.

العمر الفني لهنا الزاهد بدأ مع المطرب تامر حسني في “فرق توقيت” عام 2014، ثم صنعت نجوميتها على مدى العامين الماضيين من خلال المشاركة في مسلسلي “مولانا العاشق” مع مصطفى شعبان و”ألف ليلة وليلة” كما شاركت في بطولة مسلسل “البيوت أسرار”، إلاّ أنها لم تحظ بنفس الجماهيرية الواسعة التي حققتها هذا العام.

عن هذا الأمر تحدثت ببساطة قائلة إن الفضل في نجاحها يرجع لوجودها إلى جوار فنان كبير مثل عادل إمام في مسلسل “مأمون وشركاه”، وفريق متميز من كبار النجوم في مسلسل “الميزان”.

وقالت إن عادل إمام يسهم في نجاح أيّ ممثل يقف أمامه، لكن هذا النجاح لا يغريها وتعتبره مؤقتا، فالمهم في مسيرة أيّ فنان صاعد، تنمية قدراته التمثيلية وامتلاك أدواته الفنية وتعزيز قدرته على تجسيد مختلف الأدوار، فيتقبله الناس في النهاية.

هنا الزاهد تستنكر لجوء البعض لدخول المجال الفني عن طريق الوساطة، لأنها لا تمنح الممثل سوى فرصة المرة الأولى فقط

انفتاح على الشباب

تخرجت هنا الزاهد من كلية الإعلام ولديها موهبة الرسم، ورغم ذلك تجد أن الفنان يجب أن ينمي قدراته بالمزيد من الجهد والتعلم وأيضا المشاركة في ورش تمثيل متعددة، مع ذلك فإن التمثيل لم يأخذها من أدوات الرسم حتى الآن.

وحول ما ردده بعض النقاد عن اجتياح الشباب لدراما رمضان هذا العام، قالت “الوسط الفني في مصر مفتوح أمام الشباب طوال الوقت، ولا يوجد تضييق عليهم، لكن الصعوبة في إقناع مخرج العمل بقدرة الممثل أو الممثلة الشابة على أداء شخصية عن أخرى”.

واستنكرت الزاهد لجوء البعض لدخول المجال الفني عن طريق الوساطة، لأن الموهبة هي التي تحدد مسار أي فنان، والوساطة لن تمنح الممثل سوى فرصة المرة الأولى فقط وعليه أن يثبت موهبته بعدها من عدمها.

وأكدت أنها دخلت مجال التمثيل عن طريق الصدفة، ولم تسع إلى ذلك، لكنها عملت على تطوير أدواتها الفنية لتأكيد حضورها داخل الوسط الفني، ولا تخجل من استذكار أيّ دور قبل الشروع في تجسيده.

ولم تخش الزاهد مقولة “إن ما يأتي يسيرا ينتهي سريعا”، لأنها تبذل الجهد والعرق في سبيل أن تخرج إلى الجمهور متميزة ومختلفة، وحتى يجد الجمهور تمثيلها مختلفا من عمل إلى آخر بحكم التجربة والخبرة.

وعلى عكس ما يؤمن به الفنانون الشباب من أن السينما هي المدخل للنجومية رأت هنا أن الدراما هي مستقبل أي فنان شاب في الانتشار والنجومية، لأن التلفزيون موجود داخل كل منزل بعكس السينما التي ترى أنها غير موجودة في الفترة الأخيرة بسبب المشاكل الاقتصادية.

ولا تمانع هنا رغم ذلك من المشاركة في فيلم سينمائي بشرط أن يقدمها إلى الناس بشخصية مختلفة تلفت انتباه الجمهور، واعترفت بأنها رفضت المشاركة في فيلمين مؤخرا، لأنها لم تجد فيهما ما قد يضيف إليها فنيا.

الشيء الوحيد الذي تخشاه هنا الزاهد على مشوارها الفني هو التكرار، فهي تخاف أن تقع أسيرة للأدوار المتشابهة ويتم حصرها في دور الفتاة “الدلوعة” الأرستقراطية، فتنطفئ جماهيريتها بشكل تدريجي مثل الكثير من الفنانات قبلها.

والطريف أن هنا أكدت لـ“العرب” أنها حتى الآن لا تستوعب أن لديها جمهورا يعرفها ويعجب بما تقدمه من أعمال، فهي لا تعتبر نفسها وصلت إلى مرحلة النجومية في الوقت الراهن، لأنها دائما تتناسى أنها فنانة، وكل ما تتمناه أن تكون عند حسن ظن من وثقوا بها.

16