أردوغان يكشف استعداد الإدارة السورية لاجتثاث حزب العمال الكردستاني

أنقرة - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد إن القيادة السورية الجديدة عاقدة العزم على اجتثاث الانفصاليين هناك، واعتبر أن حزب العمال الكردستاني، أصابته "خيبة أمل" كبيرة بسبب الأحداث الأخيرة في سوريا.
وأطاحت فصائل المعارضة المسلحة المقربة من تركيا بالرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي. ومنذ ذلك الحين تشتبك القوات السورية المدعومة من تركيا من حين لآخر في الشمال مع القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تعتبرها أنقرة إرهابية.
وقال أردوغان في خطاب ألقاه خلال مشاركته في المؤتمر العام الثامن لحزب العدالة والتنمية بولاية طرابزون (شمال شرق) "آمال المنظمة الإرهابية الانفصالية تتبدد.. في ظل الثورة في سوريا".
وأضاف "الإدارة الجديدة في سوريا تظهر موقفا حازما للغاية في الحفاظ على وحدة أراضي البلاد وهيكلها الموحد".
وتابع أردوغان "نهاية التنظيم الإرهابي اقتربت. لا خيار لأعضائه سوى تسليم أسلحتهم والتخلي عن الإرهاب وحل التنظيم. سيواجهون قبضة تركيا الحديدية".
وذكر أن استراتيجية تركيا في القضاء على "التنظيمات الإرهابية" بمعاقلها، آتت ثمارها خلال الفترة الأخيرة.
وعلى نحو منفصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن عمليتها في شمال سوريا "حيدت" 32 من أعضاء حزب العمال الكردستاني. وعادة ما يشير مصطلح التحييد إلى القتل. وقالت إن الجيش التركي "حيّد" أيضا أربعة من أعضاء حزب العمال الكردستاني في شمال العراق حيث يتمركز المسلحون.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قالت الأسبوع الماضي إن وقف إطلاق النار بين تركيا والقوات التي يقودها الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة في مدينة منبج ومحيطها بشمال سوريا ما زال صامدا.
وتوسطت واشنطن في وقف إطلاق نار أولي الشهر الماضي بعد اندلاع القتال مع تقدم المعارضة المسلحة نحو دمشق والإطاحة بحكم الأسد. لكن في 19 ديسمبر، قال مسؤول بوزارة الدفاع التركية إنه لا يوجد حديث عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين أنقرة وقوات سوريا الديمقراطية.
وتعتبر تركيا حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية "جماعات إرهابية"، وتشن هجمات عسكرية في مناطق تمركزهم في العراق وسوريا.
ودارات اشتباكات في شمال سوريا بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وفصائل موالية لتركيا، خلال الأيام الماضية، وتركزت في جنوب وشرق مدينة منبج بمحافظة حلب.
وسبق أن قال أردوغان إنه على المسلحين الأكراد في سوريا إلقاء أسلحتهم وإلا "سيُدفنون" في الأراضي السورية مع أسلحتهم".
وتعهد أردوغان بـ"حماية أراضي سوريا ووحدتها تحت أي ظرف كان"، مؤكداً عزم بلاده على مواصلة تنفيذ عمليات عسكرية "دقيقة" ضد من أسماهم "الإرهابيين في سوريا" دون إلحاق أي ضرر بالمدنيين.
ومنذ سقوط نظام الأسد، في الثامن من ديسمبر الماضي، برز الحديث عن مصير ما يُعرف بـ"الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا"، وذلك في خضم التوترات العسكرية بين "قسد"، التي تسيطر على هذه المنطقة، وفصائل موالية لتركيا.
وباتت المنطقة التي تديرها الأقلية الكردية محطاً للأنظار، انطلاقاً من أهميتها الاستراتيجية بالنسبة لباقي المناطق السورية، حيث تُعتبر "خزان النفط والغاز" لاقتصاد البلاد، بالإضافة إلى مستقبل "قسد" كقوة عسكرية، ترفضها تركيا.
وتتولى "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" إدارة المنطقة منذ أكثر من عقد من الزمن، وهو ما دفع مسؤوليها لوضْع قوانين وشكل حكم خاص بهم، بعدما كانت هذه المناطق تحت سيطرة تنظيم داعش قبل طرده على يد التحالف الذي قادته الولايات المتحدة.
واستمرت "الإدارة الذاتية" في توسيع نطاق الأجزاء الخاضعة لها من مدن شمال الحسكة ومدينتَي عين العرب (كوباني) وعفرين، باتجاه شرق وجنوب الحسكة ومركز مدينة الرقة وغالبية مناطقها الإدارية، بالإضافة إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات في دير الزور بمدنها وبلداتها في الفترة بين عامي 2014 و2019، مما يجعل الحديث عن مستقبلها العسكري والإداري أمراً مهماً لدى الإدارة السورية الجديدة، وفي ظل أهميتها الاقتصادية كذلك.
وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" هي الحليف الرئيسي في التحالف الأميركي المناهض لتنظيم داعش في سوريا. وتقود هذه العملية وحدات حماية الشعب، وهي الجماعة التي تعتبرها أنقرة امتداداً لمسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا والذي يقاتل الدولة التركية منذ 40 عاماً.
والتقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الإثنين الماضي وفدا من قوات سوريا الديمقراطية، وفق ما أفاد مسؤول مطلع مشيراً إلى أن المحادثات كانت "إيجابية" في أول لقاء بين الطرفين.