أردوغان يقاضي رئيسة حزب معارض شبهته بنتنياهو

زعيمة حزب "أيي" المعارض ميرال أكشينار: نتنياهو يسبب كما أردوغان أزمات للبقاء في السلطة.
الخميس 2021/05/20
أردوغان يعود إلى المتاجرة بورقة القضية الفلسطينية

أنقرة - رفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوى على زعيمة للمعارضة شبهته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما ذكرت وسائل الإعلام التركية.

وفي شكواه طالب أردوغان زعيمة حزب "أيي" المعارض ميرال أكشينار، بتعويضات بقيمة 250 ألف ليرة تركية (24475 يورو).

وأعلنت أكشينار الثلاثاء أمام الكتلة البرلمانية لحزبها أن نتنياهو يسبب كما أردوغان أزمات للبقاء في السلطة.

وقالت "بنيامين نتنياهو الذي هو نوعا ما النسخة الإسرائيلية لأردوغان لم يتردد في استهداف المدنيين والأطفال لتقويض فرص خصومه السياسيين والبقاء بهذه الطريقة في منصبه"، في إشارة إلى الغارات الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.

ومساء الأربعاء خلال حديث متلفز مع الشباب، انتقد أردوغان بشدة أكشينار ووصفها بأنها تصرفت "بعدم أخلاق" بوضعه "على نفس مستوى نتنياهو".

وقال "الآن لدينا سياسيون تجردوا من أخلاقهم إلى درجة أنهم يضعونني في نفس الكفة مع نتنياهو، دون خجل ولا ملل".

وأوضح أنه عندما يسمع اسم فلسطين تتحرك مشاعره، أما هي (أكشينار) فإنها "مسكينة إلى درجة أنها لا تعرف مكان فلسطين على الخارطة".

وتابع "أما أنا فقد شرحت باستخدام الخارطة في الجمعية العامة للأمم المتحدة كيف احتلت دولة إسرائيل الإرهابية أراضي فلسطين منذ عام 1947 وحتى اليوم".

وأردف "لم ألتق نتنياهو أبدا حتى اليوم. كما تعلمون كانت لي واقعة مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في مؤتمر دافوس، والعالم بأسره يعلم ردي عليه حينها".

وذكر أن الإسرائيليين يقتلون الأطفال والنساء والمسنين، وأنه قال ذلك خلال مؤتمر دافوس في وجه بيريز، وكذلك في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبدت تصريحات الرئيس التركي متناقضة مع دعواته الأخيرة إلى تحسين العلاقات مع تل أبيب، حيث أكد أردوغان في ديسمبر الماضي أن بلاده ترغب في إقامة علاقات أفضل مع إسرائيل.

والاثنين هاجم بشدة القادة الإسرائيليين بسبب الغارات التي تنفذ منذ العاشر من مايو الجاري على قطاع غزة. وقال "إنهم قتلة إلى درجة أنهم يقتلون أطفالا بعمر خمس وست سنوات. لا يشبعهم إلا سفك الدماء".

وانتقدت واشنطن الثلاثاء هذه التصريحات ووصفتها بأنها "معادية للسامية"، وردت تركيا بالقول إن هذه الاتهامات "غير مقبولة بتاتا".

ويدرك أردوغان حساسية الموضوع الفلسطيني الذي راهن عليه على مدى سنوات، لكنه في المقابل حافظ على التنسيق الأمني والعسكري الذي تضمنته اتفاقيات سابقة مع إسرائيل.

وكانت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب قد تدهورت بشكل حاد خلال السنوات الأخيرة، إثر مقتل 10 مدنيين أتراك على أيدي عناصر من قوة كوماندوز إسرائيلية في عام 2010، عندما داهمت الأخيرة أسطولا تركيا للإغاثة الإنسانية متجها إلى قطاع غزة.

وانتهى التصعيد بشأن سفينة مرمرة التي قتل فيها تسعة نشطاء أتراك إلى اتفاق مصالحة دفعت إسرائيل خلاله 20 مليون دولار كتعويضات لتركيا، فيما استمر أردوغان في لعبته بإطلاق تصريحات الدعم للفلسطينيين في مفارقة وضحت ازدواجية المعايير التي ينتهجها النظام التركي في علاقته بكل من إسرائيل وفلسطين.