أردوغان يعمل على دمج اللاجئين رغم التلويح بإعادتهم

رغبة النظام التركي في دمج اللاجئين السوريين تتقاطع مع مصالح الاتحاد الأوروبي الذي انخرط بقوة في هذه العملية.
السبت 2019/03/30
ورقة سياسية مهمة

أنقرة – لا يتوانى مسؤولو حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان في الأيام الأخيرة عن التشديد في خطاباتهم على ضرورة توفير الظروف الملائمة لإعادة نحو 4 ملايين لاجئ سوري إلى ديارهم.

ويرى متابعون أن الواقع مخالف فجل الخطوات تؤكد بأن نظام أردوغان يمهد الطريق في هدوء لدمج الكثيرين من هؤلاء، لأنهم يشكلون ورقة سياسية مهمة في مواجهة خصومه، وسيضمن خزانا انتخابيا مهما باعتبار أنهم سيكونون موالين له بشكل كامل.

ومازال معظم اللاجئين في تركيا مسجلين كلاجئين. وهناك قلة منهم غير مسجلة بينما حصل قطاع صغير قوامه 55 ألفا على الأقل على الجنسية التركية، لكن خلف الأرقام هناك تحول أوسع على مستوى الدعم الذي يحصل عليه السوريون.

وتتقاطع رغبة النظام التركي في دمج اللاجئين السوريين مع مصالح الاتحاد الأوروبي الذي انخرط بقوة في هذه العملية، حيث يركز الآن دعمه على مشاريع طويلة الأجل مثل إعداد السوريين للمنافسة في سوق العمل وتمويل دورات في اللغات.

وقال سفير الاتحاد الأوروبي كريستيان بيرجر لـ“رويترز” “هناك تحول طفيف من توفير المساعدات الإنسانية الأساسية إلى مساعدة أطول أمدا وهو ما يؤدي أيضا إلى دمج اقتصادي واجتماعي أفضل للاجئين… لمن يريدون البقاء في تركيا”.

وفي بعض الأحياء تسود حالة استياء شعبي إزاء اللاجئين. أما حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان في الفترة السابقة للانتخابات البلدية التي تجري مطلع الأسبوع القادم فسعت إلى التضخيم من شأن احتمالات عودة السوريين الوشيكة إلى ديارهم، لكنّ مسؤولا حكوميا تركيا كبيرا قال “في حين أن أنقرة تود عودة اللاجئين إلى سوريا بمجرد استعادة الاستقرار فإنه أقر بأن البعض سيريدون البقاء في تركيا”. وأضاف “سيكون هناك من أقاموا مشاريع مستقرة وتزوجوا. لن نجبرهم على العودة”.

ونتيجة لاعتقاد معظم السوريين في البداية أنهم سيعودون إلى بلادهم في نهاية المطاف فإنهم ألحقوا أبناءهم بمراكز تعليمية تدرس المواد باللغة العربية وبمدارس مسائية توفر معظم المواد بلغتهم الأم.

وفي عام 2016 بدأت وزارة التعليم والاتحاد الأوروبي إغلاق هذه المراكز التعليمية تدريجيا ونقل الأطفال السوريين إلى مدارس تركية ووفرا دورات مكثفة في اللغة التركية لغير الناطقين بها.

Thumbnail

وتقيم تركيا، بدعم من الاتحاد، مستشفيات في خطاي وكلس وهما إقليمان جنوبيان على الحدود مع سوريا بالإضافة إلى 55 مدرسة ومركزا اجتماعيا وتدريبيا.

واتفق الاتحاد الأوروبي مع تركيا على الشريحة الثانية من المساعدات وقيمتها ثلاثة مليارات يورو خصص منها 500 مليون يورو للمشاريع التعليمية والبنية التحتية للمدارس من أجل اللاجئين.

وبالإضافة إلى هذه البرامج سهلت حكومة أنقرة على السوريين الحصول على تصاريح العمل مما ساعدهم على دخول سوق العمل الرسمية في تركيا التي يبلغ عدد سكانها 82 مليون نسمة.

وقال موظف إغاثة في تركيا طلب عدم نشر اسمه “حين تتيح دخول سوق العمل وتسعى لإغلاق مراكز التعليم المؤقتة ودمج السوريين في المدارس التركية وتفتح مراكز صحية للمهاجرين فإن هذا هو الدمج”.

وقبل الانتخابات التي تجري الأحد أكد أردوغان أنه يسعى لتهيئة الظروف في سوريا حتى يعود أبناؤها إليها. وترددت تصريحات مشابهة في مؤتمرات خلال حملة انتخابات الرئاسة العام الماضي ودأبت الحكومة على التصريح بأن مئات الآلاف من السوريين عادوا بالفعل إلى أجزاء من شمال سوريا حيث نفذت تركيا عمليتين عسكريتين.

وصرح موظف الإغاثة “تتوقف رؤية تركيا بشأن السوريين على المناخ السياسي، لكن على الصعيد العملي تركيا قامت بعمل رائع في مجال الدمج في السنوات الثماني الماضية”.

ورفض اللاجئ جمال سحلبجي القادم من حلب في العام 2012 تصريحات أردوغان عن عودة كل السوريين، قائلا بابتسامة تكسو محياه “هذا حكي انتخابي، بس تخلص الانتخابات، انتهى”.

2