أردوغان يعلن من نيويورك اعتزامه زيارة إسرائيل

نيويورك - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمجموعة من القادة اليهود في نيويورك إنه يعتزم زيارة إسرائيل، وفق وكالة "التلغراف اليهودية" الإخبارية.
واعتبرت الوكالة أن هذا التصريح أوضح مؤشرا حتى الآن على أنه عازم على إعادة العلاقات المضطربة منذ فترة طويلة.
ونقلت الوكالة عن أحد المشاركين في الاجتماع قوله إن "أردوغان أخبر غرفة مليئة بقادة المنظمات اليهودية - الأميركية أن معاداة السامية هي جريمة ضد الإنسانية".
وذكرت أن الاجتماع عقد بعد ظهر الاثنين برعاية السفارة التركية ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية - الأميركية الكبرى، في مدينة نيويورك، حيث جمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة دبلوماسيين عالميين هذا الأسبوع.
وأشارت إلى أن أردوغان لم يذكر موعد الزيارة، فيما لم يصدر تعقيب من أنقرة على ما ذكرته الوكالة.
بينما نشر الحساب الرسمي للحكومة التركية على تويتر الأحد مقطع فيديو لأردوغان وهو يتجول في سنترال بارك في نيويورك، تضمن لقاء مرحا مع الحاخام راشيل غولدنبرغ من كوينز الأميركية.
وجاءت تصريحات أردوغان قبل ساعات على لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإن كانا تحدثا في السابق على الهاتف.
والسبت الماضي، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن لقاء سيجمع الرئيس التركي برئيس الوزراء الإسرائيلي في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، وذلك لأول مرة منذ عودة العلاقات بين البلدين.
وقال مكتب لابيد إن "من المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء بالرئيس التركي خلال زيارته لنيويورك".
وسيكون هذا اللقاء أول لقاء رسمي لرئيس وزراء إسرائيلي والرئيس التركي، منذ آخر اجتماع جمعه مع رئيس الوزراء الأسبق أيهود أولمرت في العام 2008.
وزار لابيد أنقرة في وقت سابق من هذا العام كوزير للخارجية للقاء نظيره مولود جاويش أوغلو، فيما يعتبر لقاءه مع أردوغان خطوة أخرى في التقارب المستمر بين البلدين.
وأعلنت تركيا وإسرائيل الشهر الماضي أنهما تخططان لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل، بعد قطيعة منذ عام 2010، عندما شنت إسرائيل غارة مميتة على سفينة تركية حاولت خرق الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
وعلى الرغم من الخلافات الدبلوماسية في السنوات الأخيرة، فإن التجارة استمرت وظلت تركيا وجهة مفضلة للسياح الإسرائيليين.
والاثنين، صادقت لجنة التعيينات في وزارة الخارجية الإسرائيلية على تعيين إيريت ليليان سفيرة لدى تركيا، بانتظار موافقة الحكومة الإسرائيلية على هذا التعيين، وفق ما أوردت هيئة البث الرسمية "كان".
ويرتقب أن تقوم أنقرة بخطوة مماثلة بتعيين سفير لها في تل أبيب.
وشهدت العلاقات الإسرائيلية - التركية تحولا في الآونة الأخيرة، بعد زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ لتركيا في مارس، في أول زيارة لرئيس إسرائيلي إلى هذا البلد منذ 2007.
وزار أردوغان إسرائيل للمرة الأخيرة في العام 2005، حيث التقى مع رئيس الوزراء آنذاك أرئيل شارون.
ويرى مراقبون أن أردوغان يريد أن يحصل من خلال الزيارة المرتقبة على اعتراف إسرائيلي برغبته في أن يحوّل تركيا إلى معبر لغاز شرق المتوسط نحو أوروبا، كما يريد أن يتأكد من مشاركة تركيا في عمليات التنقيب عن الطاقة في شرق البحر المتوسط، والتي تقودها حتى الآن إسرائيل واليونان.
ولفت هؤلاء إلى أن أردوغان دأب خلال تقاربه الأخير مع دول خليجية أو مع مصر على الفصل بين التعاون الاقتصادي وما سواه، ولم يعلن عن أيّ مواقف تفيد بأنه راجع الأخطاء القاتلة التي قادت إلى عزلة تركيا وخسارة فرص كبيرة للاستثمار، معتبرين أنه سيحاول أن يسلك نفس الأسلوب مع إسرائيل، وهو لأجل هذا يضع الأولوية في حديثه لموضوع الغاز.
وتقيم أنقرة علاقات قديمة مع إسرائيل، وكانت تبيع للفلسطينيين بعض الشعارات والمواقف العامة الهادفة إلى تحسين صورتها في العالم الإسلامي، وخاصة بعد موجة الربيع العربي، لكنها لم توقف تعاونها مع تل أبيب عسكريا واستخباريا واقتصاديا، وهي تبحث عن مكاسب أوسع في الوقت الرهان في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها.