أردوغان يشترط انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي للموافقة على التحاق السويد بالناتو

اسطنبول - أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين أنّه سيدعم عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشرط أن يعيد الاتّحاد الأوروبي إطلاق مفاوضات انضمام بلاده للتكتّل.
وقال أردوغان في تصريحات نقلها التلفزيون قبيل مغادرته للمشاركة في قمة الحلف في ليتوانيا "أولاً، افتحوا الطريق أمام عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي ثم نفتحه أمام السويد، تماما كما فتحنا الطريق أمام فنلندا".
وأوضح أردوغان أن إحراز تقدّم في عضوية السويد بالناتو مرهون بتنفيذ ما تم التوصل إليه في الاتفاق الثلاثي بمدريد. مضيفا أنه لا ينبغي التوقع بأن تقدم أنقرة تنازلات.
وتابع قائلا "سأكرر خلال قمة الناتو دعوتنا لحلفائنا الذين يفرضون عقوبات وقيود على تركيا للعدول عن هذا الخطأ بسرعة".
وتشهد قمة حلف الناتو في ليتوانيا، بالقرب من حدود بيلاروسيا، ملفات رئيسية أبرزها احتمال فتح الباب أمام أوكرانيا، وسط الحرب الطاحنة مع روسيا، وموقف السويد المعلق.
وقمة حلف الناتو في ليتوانيا، الثلاثاء والأربعاء 11 و12 يوليو/تموز 2023، هدفها الرئيسي هو إبداء التضامن مع أوكرانيا في حربها ضد روسيا، ويرى بعض الأعضاء أن فتح الباب أمام كييف للانضمام السريع إلى الحلف هو المؤشر الأبرز على هذا التضامن.
وعشية انعقاد القمة السنوية للناتو، عقد الرئيس التركي ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في فيلنيوس الاثنين لإجراء مفاوضات أخيرة أملا في أن تتخلى تركيا عن موقفها المعارض لانضمام السويد إلى الحلف العسكري.
ويسعى ستولتنبرغ إلى أن تُظهر الدول الـ31 الأعضاء في الحلف جبهة موحدة ضد روسيا، وقال الخميس إن "من الممكن تماما" الحصول في ليتوانيا على "قرار إيجابي" من تركيا لناحية انضمام ستوكهولم.
من جهته وعد أردوغان الجمعة باتخاذ "القرار الأفضل، أيا يكُن"، في إشارة إلى أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة.
وينتقد أردوغان السلطات السويدية لتساهلها المزعوم مع المسلحين الأكراد الذين لجأوا إلى أراضيها ويدعو إلى تسليم العشرات منهم.
وقد عبّر أردوغان مجددا عن تحفظاته. وتساءل "كيف يمكن لدولة لا تنأى بنفسها عن المنظمات الإرهابية أن تساهم في الناتو؟". وهو كان انتقد السويد مرارا الشهر الماضي بسبب سماحها بحرق نسخة من المصحف.
ويقول كريسترسون إن السويد قد عدلت القوانين المتعلقة بذلك كما رفعت الحظر على تصدير الأسلحة إلى تركيا.
وتركيا والمجر هما الدولتان الوحيدتان في الحلف اللتان لم تصدقا بعد على عضوية السويد، على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها الدولة الاسكندنافية، بما في ذلك تعديل دستورها واعتماد قانون جديد لمكافحة الإرهاب.
والأسبوع الماضي، حكمت السويد على مواطن تركي من أصل كردي بالسجن لأربع سنوات ونصف بتهمة "الابتزاز" و "محاولة تمويل الإرهاب" لصالح حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره انقرة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، ما يشكل سابقة في الدولة الاسكندنافية.
ويرى محللون أن أحد مفاتيح الملف يكمن في واشنطن، حيث استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء رئيس الوزراء السويدي، مشيرين إلى أن الموافقة التركية مرتبطة بتسليم أنقرة مقاتلات اف-16 الأميركية، وهذا ما تنفيه تركيا.
وقال أردوغان اليوم الاثنين إن توسع حلف الأطلسي وشراء طائرات إف-16 من الولايات المتحدة أمران منفصلان.
وتسعى تركيا لشراء مقاتلات "إف-16" بقيمة 20 مليار دولار من الولايات المتحدة، لكن عملية البيع تعثرت بسبب اعتراضات الكونغرس رغم تكرار حكومة بايدن القول إنها تدعم الصفقة. ويرجع تحفظ الكونغرس على الصفقة إلى اعتراضه على ما يقول إنه سجل أنقرة في مجال حقوق الإنسان وسياستها تجاه سوريا.
غير أن الكونغرس وافق هذا العام على حزمة أصغر بكثير قيمتها 259 مليون دولار، تشمل تحديث برامج إلكترونيات الطيران لأسطول تركيا الحالي من مقاتلات "إف-16″، بعد أيام من تصديق أنقرة على انضمام فنلندا إلى حلف الناتو.
وأوضحت الرئاسة التركية مساء الأحد أن الرئيسين أردوغان وبايدن أجريا خلال النهار محادثة هاتفية تطرّقا خلالها خصوصا إلى انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي وتسليم تركيا مقاتلات اف-16، وأعلنت أن الزعيمين سيلتقيان على هامش قمة الحلف التي تستضيفها ليتوانيا.
والجمعة، أعرب البيت الأبيض عن قناعته بأن انضمام السويد الى حلف شمال الأطلسي سيتم في "مستقبل غير بعيد"، مشيراً إلى أنه "من الممكن" أن ترفع أنقرة وبودابست تحفظاتهما خلال قمة الحلف.
يرى بعض المراقبين أن أردوغان الذي كان يعرقل الانضمام منذ 14 شهرا، لا يمكنه المخاطرة بتأجيج التوترات من جديد مع الغرب.
وفي اسطنبول، لدى استقباله الجمعة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي تسعى بلاده للانضمام إلى الحلف، اعتبر أردوغان أن كييف "تستحق" ذلك.
وكان زيلينسكي قد انتقد لتوه الافتقار إلى وحدة الموقف داخل التحالف بشأن انضمام السويد وأوكرانيا.
وأكد أنّ روسيا تُعوّل على "ضعف الحلف وانقسامه" وهو ما "لا يمكن السماح به".