أردوغان يستعجل حملة أوسع على أكراد سوريا وداعش

أنقرة – تستثمر تركيا نفوذها في سوريا وعلاقاتها المتينة مع القيادة الجديدة بعد أن لعبت دورا حاسما في اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، لصالح أجندتها وفي مقدمتها القضاء على المتردين الأكراد الذين تعتبرهم تهديدا لأمنها القومي أو أقله تحجيم نفوذهم بعد أن تحولوا بفضل الدعم الأميركي إلى قوة منظمة تضم عشرات الاف المقاتلين وترسانة أسلحة ضخمة.
وقد سارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى توظيف هذا الوضع لجهة الحشد لحملة عسكرية ضد الجماعات الكردية السورية والعمل في الوقت ذاته على دفع دول غربية لإنهاء دعمها لتلك الجماعات.
وقال الجمعة إن بلاده تتوقع أن تسحب الدول الأجنبية دعمها للمقاتلين الأكراد في سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد وذلك في وقت تسعى فيه تركيا إلى عزل الأكراد الذين قاتلوا لفترة طويلة إلى جانب القوات الأميركية كرأس حربة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وحاول أردوغان أن يضع الجماعات الكردية وتنظيم داعش في سلة واحدة باعتبارهما جماعات إرهابية وقد سبق أن أبلغت أنقرة الجانب الأميركي بأنه لا يمكن الاعتماد على تنظيم إرهابي (في إشارة للأكراد السوريين) لقتال تنظيم ارابي (في إشارة لداعش)
وفي حديث للصحفيين خلال رحلة العودة من اجتماع منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي الذي استضافته مصر، قال أردوغان إنه لم يعد هناك أي سبب يدعو القوى الأجنبية لدعم مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. ونشرت الرئاسة التركية هذه التعليقات اليوم الجمعة.
ووحدات حماية الشعب الكردية هي المكون الرئيسي في تحالف تدعمه الولايات المتحدة في شمال سوريا، لكن تركيا تعتبر الجماعة امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي قاتل الدولة التركية لفترة طويلة وتصنفه أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
وفي تعليقاته، قارن أردوغان وحدات حماية الشعب المدعومة من الولايات المتحدة بتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد. وقال إن الجماعتين ليس لهما أي مستقبل في سوريا.
وتابع "لا نعتقد أن أي قوة ستواصل التعاون مع المنظمات الإرهابية خلال الفترة المقبلة. سيتم القضاء على قادة المنظمات الإرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب في أقرب وقت ممكن".
وللولايات المتحدة 2000 جندي على الأرض في سوريا يعملون جنبا إلى جنب مع التحالف الذي تقوده وحدات حماية الشعب الكردية والمعروف باسم قوات سوريا الديمقراطية (قسد). ولعبت قوات 'قسد' دورا مهما في إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية في الفترة من 2014 إلى 2017 بدعم جوي أميركي، ولا تزال تتولى حراسة السجناء من المقاتلين المتشددين في مقار الاحتجاز.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الخميس إن لديها 2000 جندي في سوريا وليس 900 كما كان معلنا في السابق، موضحة أن هذا العدد موجود في سوريا قبل الإطاحة بالأسد.
وشنت أنقرة، بمساعدة جماعات سورية متحالفة معها، عدة هجمات عبر الحدود ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، بينما طالبت مرارا واشنطن، العضو مثلها في حلف شمال الأطلسي، بوقف دعمها للمقاتلين الأكراد.
وتصاعدت الأعمال القتالية منذ الإطاحة بالأسد قبل أقل من أسبوعين واستولت تركيا والجماعات السورية المدعومة منها على مدينة منبج من قوات قسد في التاسع من ديسمبر، مما دفع الولايات المتحدة إلى التوسط في وقف هش لإطلاق النار.
وقال أردوغان للصحفيين إن تركيا تريد رؤية سوريا جديدة يمكن لجميع المجموعات العرقية والطوائف الدينية أن تعيش فيها في وئام. ولتحقيق ذلك يرى الرئيس التركي أنه "يتعين القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني ومن على شاكلته من الجماعات التي تهدد بقاء سوريا".
وأضاف "منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية وامتداداتها على وجه الخصوص وصلت إلى نهاية عمرها الافتراضي".
وأمس الخميس قال القائد لعام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لرويترز إن المقاتلين الأكراد من خارج سوريا الذين انضموا إلى صفوف التحالف سيعودون لبلدانهم إذا تم التوصل إلى "هدنة كلية" مع تركيا، وهو أحد مطالب أنقرة الرئيسية منذ فترة طويلة.
وفي تصريحاته، اعترف عبدي لأول مرة بأن مقاتلين أكرادا من دول أخرى، بما في ذلك أعضاء حزب العمال الكردستاني، كانوا يساعدون قوات سوريا الديمقراطية، لكنه قال إنه لن تكون هناك حاجة إليهم بعد التوصل إلى هذه الهدنة.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع التركية إنه لا يوجد حديث عن وقف إطلاق النار بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، مضيفا أن أنقرة ستواصل اتخاذ تدابير لمكافحة الإرهاب حتى "يلقي حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب سلاحه ويغادر مقاتلوه الأجانب سوريا".