أردوغان يستبعد مغادرة القيادة السياسية لحماس قطر

الرئيس التركي يؤكد أن سيطرة إسرائيل بالكامل على غزة ستفتح الباب أمام المزيد من الاجتياحات للأراضي الفلسطينية.
الثلاثاء 2024/04/23
خلفية إخوانية واحدة

أنقرة – نقلت وسائل إعلام عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله اليوم الثلاثاء إنه لا يعتقد أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ستغادر قطر التي تتخذها مقرا، مضيفا أنه لم يشهد أيضا أي مؤشرات على ذلك من جانب الدوحة.

ونقلت قناة خبر ترك ووسائل إعلام أخرى عنه القول للصحافيين خلال رحلة العودة من زيارته للعراق إن سيطرة إسرائيل بالكامل على غزة "ستفتح الباب" أمام المزيد من الاجتياحات للأراضي الفلسطينية.

ومنذ وصول أردوغان للسلطة لأول مرة قبل أكثر من 20 عاما، تعتبر تركيا داعما قويا للفلسطينيين، كما أن الحزب الحاكم حاليا يؤيد حماس لأنه تجمعهما خلفية واحدة وهي جماعة الإخوان المسلمين.

وكانت الحكومة التركية قد منحت أعضاء حماس جوازات سفر قانونية وسارية، كما يتمتع مسؤولو حماس بحرية على المستوى العملياتي في تركيا، وهو ما تسبب في توتر العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.

وقال أردوغان سنواصل كشف الحقائق والصدح علنا بجرائم القتل التي ترتكبها إسرائيل. مضيفا "هتلر العصر نتنياهو وشركاؤه في الجريمة لن يفلتوا من المساءلة".

وسبق لأردوغان مقارنة إسرائيل مع ألمانيا النازية في الماضي، لكن الحرب الكلامية الأخيرة سلطت الضوء بشدة على مدى المرارة التي تمر بها العلاقات التركية الإسرائيلية، بعد أشهر فقط من التحسن الكبير.

وتأتي تصريحات أردوغان تزامنا مع تصريحات للمتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الذي قال اليوم الثلاثاء إنه لا يوجد مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس الفلسطينية في الدوحة بينما تستمر جهود الوساطة في حرب غزة.

وأضاف الأنصاري في مؤتمر صحافي أن قطر لا تزال ملتزمة بالوساطة لكنها تعيد تقييم دورها في ظل "إحباطنا من الهجمات ضد قطر".

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قد كشفت السبت، عن اعتزام مسؤولي حماس مغادرة قطر والانتقال لعاصمة أخرى، مشيرة إلى أن الحركة تواصلت مؤخرا مع دولتين على الأقل بالمنطقة بشأن انتقال قادتها السياسيين إليهما، لكنها لم تُسمهما.

وتزامن ذلك مع محادثات أجراها زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، مع الرئيس التركي في إسطنبول، السبت، مع تعثر محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بعد تصريحات قطر بأنها تعيد تقييم دورها كوسيط في مفاوضات الهدنة.

وزيارة هنية إلى إسطنبول، التي تعد أول رحلة له إلى تركيا منذ أن بدأت إسرائيل حملتها على غزة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، أثارت تساؤلات بشأن الدور التركي وعما إذا كانت أنقرة ستكون المركز الجديد للحركة.

ويرى مراقبون أن تركيا ربما تهدف من خلال استقبال هنية إلى وضع نفسها كوسيط في الصراع وربما تولي دور قطر، خاصة مع اخفاق دول أخرى في هذه المحادثات مثل مصر.

فبعد الهجوم الذي نفذته حماس ضد إسرائيل، في السابع من أكتوبر، قفزت تركيا الكثير من الخطوات وعرضت بشكل سريع التوسط بين الطرفين فيما يتعلق بوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.

لكن ما قدمته أنقرة في ذلك التوقيت كان متسرعا وغير عقلاني، لأن الجميع كان يعلم أن إسرائيل وقتها لم تكن لتقبل أي شيء قبل الانتقام من حماس، وشعرت بعدها تركيا بالإحباط من أنه لم تؤخذ واسطتها بشكل جدي.

ويبدو أن تركيا تحاول حاليا للمرة الثانية أن تستخدم علاقتها وصلاتها مع حماس كميزة وورقة ضغط أمام إسرائيل، لكن التصريحات المتكررة من أنقرة دفاعا عن الحركة وانتقادها لإسرائيل علانية منذ بدء الحرب، جعلها بعيدة طوال الفترة الماضية عن تقبلها في دور الوسيط من قبل المجتمع الدولي

ولا يستبعد المراقبين أن تكون تركيا هي المركز المقبل لحماس، مشيرين إلى خيارات محدودة أمام الحركة، أغلبها مرتبطا بشكل أو بآخر بمناطق النفوذ والسيطرة الإيرانية، مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن، وهي الوجهات التي لا يفضلها المجتمع الدولي وخصوصا الإدارة الأميركية، كما أن حماس نفسها ليس من مصلحتها أن تكون تحت النفوذ الإيراني بشكل كامل لأن هذا يقوض من قوتها ويشكل خطرا عليها.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إذا غادرت حماس قطر، فإن هذه الخطوة يمكن أن تقلب المحادثات الحساسة لإطلاق سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، ومن المرجح أن تجعل من الصعب على إسرائيل والولايات المتحدة تمرير رسائل إلى مجموعة تصنفها واشنطن كمنظمة إرهابية.

ويعيش قادة حماس في الدوحة، العاصمة القطرية، منذ عام 2012 في ترتيب تدعمه الولايات المتحدة.

وأثارت هجمات السابع أكتوبر، عندما قتل مسلحون في غزة، وفقا للسلطات الإسرائيلية، 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطفوا أكثر من 200 آخرين، اقتراحات في إسرائيل بأن قطر ربما كانت مسؤولة جزئيا بسبب علاقاتها مع حماس.

ويطالب بعض المشرعين الأميركيين والساسة الإسرائيليين منذ أشهر البيت الأبيض بإجبار قطر على قطع العلاقات مع حماس ومواجهة إجراءات عقابية بسبب ما يقولون إنه يصل إلى حد دعم الإرهاب.

وينفي المسؤولون القطريون والأميركيون مزاعم الإرهاب. ويقولون إن قطر نسقت مع إسرائيل بشأن تعاملاتها السابقة مع حماس، وأشاد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، بالدبلوماسية القطرية الأخيرة في أعقاب هجمات 7 أكتوبر.

ويقول المسؤولون إن قادة حماس السياسيين موجودون في الدوحة بناء على طلب واشنطن، وإلا سينتهي بهم الأمر في مكان يصعب على المسؤولين الغربيين التواصل معهم، مثل إيران أو سوريا. ولفتوا إلى أن قدرة قطر على التعامل مع حماس أمر بالغ الأهمية، حيث يُمنع المسؤولون الأميركيون والأوروبيون من الاتصال بهم مباشرة بسبب تصنيف حكوماتهم للجماعة كمنظمة إرهابية.