أردوغان يرفع سقف الطموحات التركية من مشروع طريق التنمية

إسطنبول- ربط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشاركة بلاده في إنجاز طريق التنمية المشترك مع العراق والإمارات وقطر بغايات ومطامح إستراتيجية قال إن بلاده ستحققها من خلال المشروع.
وقال في كلمة ألقاها أمام منتدى “ممرات النقل العالمية” الذي عقد الجمعة بإسطنبول إنّ بلاده ستعمل على تحويل الإمكانات الجيوسياسية إلى ميزة اقتصادية عبر الطريق الذي سيمتد من جنوب العراق إلى الحدود التركية ومنها إلى ساحل المتوسط ما سيجعل من تركيا عقدة مواصلات بين منطقة الخليج وأوروبا.
ولفت أردوغان إلى أهمية احتضان بلاده لهذا المنتدى في وقت حرج يشهد إعادة تشكيل مسار التجارة العالمية مثمنا استضافة ممثلين من سبعين دولة ضمن فعالياته. وقال مخاطبا المؤتمرين “نأمل أن تُتاح لكم فرصة مناقشة العديد من القضايا مثل فرص التعاون عبر الحدود وخطوات التحول الرقمي واستثمارات البنية التحتية ومواءمة عمليات النقل العابر.”
"الممر الأوسط" هو البديل للممر الشمالي الرابط بين الصين وأوروبا ويعبر من تركيا إلى منطقة القوقاز، ومنها يعبر بحر قزوين إلى تركمانستان وكازاخستان وصولا إلى الصين
وأكد أن المنتدى سيكون منصة مهمة تُبرز رؤية تركيا وقدرتها القيادية في مجال النقل للعالم أجمع أكثر من كونه مجرد اجتماع دولي.
وبشأن مشروع طريق التنمية قال إن تأثيره على الإنتاج سيتجاوز 50 مليار دولار خلال 10 سنوات ومن المتوقع أن يوفر 63 ألف فرصة عمل في المتوسط سنويا.
وأشار إلى أنه سيتم تحويل الإمكانات الجيوسياسية إلى ميزة اقتصادية شاملة تعود بالنفع على المنطقة برمتها عبر المشروع المذكور.
و”طريق التنمية” طريق بري وسكة حديدية تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها يبلغ طوله 1200 كيلومتر داخل العراق ويهدف إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج.
واعتبر أردوغان أن التوترات في الشرق الأوسط وحالة الغموض التي سادت في مضيق هرمز والمجالات الجوية “ذكرتنا بمدى أهمية ممرات النقل الآمنة،” لافتا إلى أنّ أهمية خطوط النقل اللوجستي التي تُسهّل حركة الأشخاص والبضائع في الاقتصاد العالمي تتزايد يوما بعد يوم، ومشيرا إلى أن الدول التي تُحسّن قدراتها في مجال النقل، لا تُسهم في ازدهارها فحسب، بل تعزز أيضا تنميتها الثقافية والعلمية.
وقال إنّ “هذا النهج هو الدافع الأساسي وراء الاستثمارات الكبرى التي قامت بها تركيا في الطرق البرية والجوية والبحرية، إضافة إلى خطوط الاتصالات والطاقة، لاسيما خلال السنوات الاثنتين والعشرين الماضية،” مذّكرا بأن حكومته استثمرت ما يقارب 300 مليار دولار في البنية التحتية للنقل والاتصالات.
177
مليار دولار تم إنفاقها على الطرق السريعة والسكك الحديدية والخطوط الجوية..
كما أشار إلى أنه تم إنفاق 177 مليار دولار منها على الطرق السريعة و64 مليار دولار على السكك الحديدية و25 مليار دولار على الخطوط الجوية، و4 مليارات دولار على النقل البحري و25 مليار دولار على البنية التحتية للاتصالات.
وتابع الرئيس التركي قوله “بلغ تأثير هذه الاستثمارات على الإنتاج تريليونا و65 مليار دولار. وبفضل استثماراتنا في النقل، حققنا أيضا زيادات ملحوظة في التوظيف، وتأثرت قطاعات عديدة، من الصناعة إلى الصادرات، ومن السياحة إلى الخدمات اللوجستية، بصورة إيجابية بهذه الاستثمارات”.
وتطرق أردوغان خلال كلمته إلى “الممر الأوسط” ولفت إلى أنه يتوقع بلوغ حجم التجارة في ذلك الممر للسكك الحديدية الذي يربط أوروبا بآسيا عبر تركيا 75 مليار دولار.
و”الممر الأوسط” هو البديل للممر الشمالي الرابط بين الصين وأوروبا ويعبر من تركيا إلى منطقة القوقاز، ومنها يعبر بحر قزوين إلى تركمانستان وكازاخستان وصولا إلى الصين.
ويعتبر هذا الممر من بين ثلاث ممرات للتجارة العالمية انطلاقا من الصين إلى أوروبا هي الممر الشمالي عبر روسيا، والجنوبي عبر إيران، بالإضافة إلى الممر البحري عبر قناة السويس. ويبلغ طول الممر الأوسط 4 آلاف و256 كيلومترا بين طرق برية وسكك حديدية، إضافة إلى 508 كيلومترات عبر البحر.
وتركّز السياسات التركية في عهد أردوغان على تثبيت مكانة البلد كممر لتدفق السلع والأفراد بين مناطق متباعدة في العالم، وهو توجّه يخدم طموحات القيادة الحالية في مد النفوذ وتوسيعه ومنافسة قوى تقليدية في ذلك وهو ما ينطبق على مشروع طريق التنمية الذي يعتبر مدخلا مناسبا لتثبيت النفوذ التركي في العراق الذي عرف خلال العقدين الأخيرين كموطن رئيسي للنفوذ الإيراني.