أردوغان يتودد لبايدن: مصالحنا المشتركة تفوق الخلافات

أنقرة - أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء السبت رغبته في إقامة علاقات بين تركيا والولايات المتحدة ترضي الطرفين، وذلك في نبرة تودد، بعد أن كان اتهمها بدعم الإرهاب.
وقال أردوغان في مقطع مصور نشرته الرئاسة التركية عبر تويتر "إن المصالح المشتركة بين تركيا والولايات المتحدة تفوق الخلافات".
وتلقت تركيا بحذر فوز جو بايدن بالرئاسة الأميركية خوفا من أن تشدد الإدارة الأميركية الجديدة من موقفها حيالها على صعيد ملفات عدة.
وشهدت العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي توترا في عدة قضايا. وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات على أنقرة في ديسمبر لشرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400.
وتسلمت تركيا في عام 2019 منظومات الدفاع الجوي الروسية "إس-400"، ما تسبب بأزمة في العلاقات التركية الأميركية، ومعارضة إدارة دونالد ترامب، الذي أكد مراراً رفض بلاده للصفقة المبرمة في 2017، بحجة أن هذه الأسلحة الروسية لا تتماشى مع نظام دفاع حلف شمال الأطلسي.
وقال أردوغان إن أنقرة ترغب في تعزيز التعاون عبر "رؤية بعيدة المدى" تعود بالفائدة على الطرفين.
وأضاف الرئيس التركي "ستستمر تركيا في تنفيذ ما عليها بأسلوب جدير بمستوى التحالف والشراكة الإستراتيجية بين البلدين". مشيرا إلى أن العلاقات التركية-الأميركية "تعرضت لاختبار خطير" في الآونة الأخيرة.
وطالبت تركيا، التي قالت إنها تريد علاقات أفضل تحت قيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن، واشنطن بوقف دعمها لوحدات حماية الشعب بالوقوف بجانب المسلحين الذين قالت إنهم أعدموا 13 تركيا في شمال العراق الشهر الجاري في حين انتقدت الولايات المتحدة أنقرة بسبب الحقوق والحريات.
ولئن أعلنت الخارجية الأميركية أنها "تأسف لمقتل رعايا أتراك"، فإن أنقرة اعتبرت الموقف الأميركي ضعيفا ما أجج التوترات ودفع أردوغان إلى اتهام واشنطن بدعم "الإرهابيين" الأكراد.
وترافق هجوم أردوغان على واشنطن مع احتجاج دبلوماسي تمثل باستدعاء السفير الأميركي في أنقرة إلى وزارة الخارجية التركية المستاءة من رد فعل واشنطن على مقتل الرعايا الأتراك الثلاثة عشر.
وقال أردوغان في خطاب إن "تصريحات الولايات المتحدة مؤسفة. تقولون إنكم لا تدعمون الإرهابيين لكنكم بالواقع تقفون إلى جانبهم".
وتعكس تصريحات أردوغان الرافضة للموقف الأميركي عدم ثقة أنقرة بواشنطن في ما يتعلق بسياستها إزاء الأكراد.
وفي مكالمة هاتفية الشهر الجاري، كانت أول اتصال رسمي بين البلدين منذ تقلد بايدن المنصب، قال إبراهيم كالين مستشار أردوغان للسياسة الخارجية لجيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي إن الخلاف حول منظومة إس-400 يحتاج إلى حل.
وبحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن مسألة منظومة إس-400 وغيرها من الخلافات في أول اتصال بينهما.
وتعاقدت تركيا مع شركة أرنولد أند بورتر القانونية في واشنطن للضغط لإعادتها إلى برنامج المقاتلة الأمريكية إف-35 الذي استبعدتها واشنطن منه بسبب المنظومة الدفاعية الروسية. وترفض أنقرة زعم واشنطن بأن المنظومة تشكل تهديدا لطائرات إف-35.