أردوغان يبحث كسر الجمود مع بوتين بعد خيبة اللقاء ببايدن

الرئيس التركي يلتقي فلاديمير بوتين بعد عجزه عن حلّ خلافاته مع واشنطن حول ملفات حارقة في مقدمتها منظومة أس - 400.
الخميس 2021/06/17
مراجعة للعلاقات مع الحليف الروسي

أنقرة – لم يكن لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الأميركي جو بايدن موافقا لطموحاته، ويبدو أن محاولاته لتحسين العلاقات مع الحلفاء الغربيين باءت بالفشل، مما دفعه إلى توجيه بوصلته مجددا نحو روسيا.

وقال أردوغان إن المناقشات التي جرت على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل الاثنين، كانت "مثمرة وصادقة" وشدد مرارا على أنه يأمل في أن يكون هناك تعاون في المستقبل، بما في ذلك في مجال الدفاع والتجارة، لكنه لم ينجح في عقد اتفاقات لحلّ المسائل الخلافية، بما في ذلك الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية وشراء تركيا للأسلحة الروسية أس - 400.

وبشأن قرار واشنطن إخراج تركيا من برنامج الطائرة المقاتلة أف - 35 قال الرئيس التركي "هناك العديد من القضايا المتعلقة بالصناعات الدفاعية ما زالت مطروحة على الطاولة. أهم هذه القضايا هي قضية الطائرة أف - 35".

ورأى محللون أن الرئيس التركي يحاول بتصريحاته تعزيز صورة بلاده وسط تصدعات خطيرة في العلاقات مع واشنطن، في المقابل سارع لترتيب لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث أعلن الخميس أنه سيلتقي الزعيم الروسي في وقت قريب، لمناقشة العلاقات بين البلدين والقضايا الثنائية.

ويأتي اللقاء بعد فتور شاب العلاقات بين البلدين نتيجة الكثير من الملفات الخلافية، لعلّ من أهمها موقف تركيا من التوتر الأخير بين موسكو وكييف.

وأجج إحياء تركيا الذكرى السنوية لتهجير تتار القرم والشركس من قبل روسيا الشهر الماضي غضب موسكو، التي هددت بالرد على أنقرة في حال مواصلة خطابها "المغرض" تجاهها، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "تصريحات تركيا بشأن تتار القرم وشبه جزيرة القرم مثيرة للقلق، إذا لم تتغير هذه التصريحات فسنضطر إلى إثارة المشاكل الدينية والعرقية في تركيا".

ومن مظاهر الفتور في العلاقة بين البلدين أيضا، استمرار حظر السفر إلى تركيا الذي باءت محاولات أنقرة لإلغائه بالفشل، بل قررت روسيا تمديده إلى الـ21 من الشهر الجاري، وهي بصدد دراسة إرسال وفد لمعاينة الوضع الصحي في تركيا قبل التفكير في إلغاء الحظر.

وكانت تركيا أقدمت على تزويد قاذفتين أميركيتين بالوقود خلال تحليقهما في البحر الأسود، وهي خطوات رأت فيها روسيا محاولة من أردوغان لكسب ود بايدن.

وشنت القوات السورية بدعم روسي الأسبوع الماضي هجمات على فصائل موالية لأنقرة في شمال غرب سوريا، والتي عدت بمثابة رسالة تحذيرية من موسكو لأنقرة من مغبة اللعب بالنار، حيث إنها تملك أوراق ضغط كثيرة في مواجهتها ومنها تغيير الستاتيكو القائم في الشمال السوري.

ولا يمكن لأردوغان التصعيد مع روسيا في وقت تعاني فيه بلاده من شبه عزلة بسبب المواقف الأوروبية - الأميركية الرافضة لسياسات أنقرة التوسعية، كما ترفض هذه القوى التحركات التركية المهددة لعمليات التنقيب التي تقوم بها دول عديدة في شرق المتوسط، لاسيما قبرص واليونان.

ويواجه أردوغان اقتصادا متدهورا وتراجعا لشعبيته في الداخل، وهو ما يضاعف تحدياته لإنقاذ نفسه وبلاده التي تمرّ بأزمة اقتصادية حادة منذ العام 2016، لاسيما ارتفاع نسب التضخم وتراجع قيمة الليرة، وسط تأكيد خبراء اقتصاديين أن هذه المشكلات تعود إلى سوء إدارة الأزمات. وأضحت البلاد مصنفة عند مستوى مرتفع المخاطر من جانب وكالات التصنيف الائتماني الثلاث الرئيسية.