أردوغان وكليتشدار أوغلو على حلبة التصويت في الخارج

إسطنبول – بدأ الناخبون الأتراك المقيمين في الخارج اليوم السبت الإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في تركيا الأحد المقبل، تزامنا مع دعوات المرشحين المتنافسين على التصويت بكثافة.     

وتوجه الناخبون في العديد من الدول إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس بلادهم المقبل، في عملية تستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري.

ويتنافس في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية التركية كل من الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، ومنافسه كمال كيليتشدار أوغلو حيث لم يتمكن أي منهما من حسم الفوز في الجولة الأولى التي جرت الأحد الماضي.

وحصل كليتشدار أوغلو، مرشح تحالف المعارضة المؤلف من ستة أحزاب، على تأييد نحو 45 بالمئة من الناخبين في الجولة الأولى من انتخابات رئاسة تركيا الأحد الماضي بينما حصل أردوغان على 49.5 بالمئة، وهو أقل بقليل من الأغلبية اللازمة لتجنب جولة إعادة.

وقال كليتشدار أوغلو، في رسالة صوتية، تم تسجيلها على تويتر "أينما كنتم في العالم، فإن التوجه إلى صناديق الاقتراع في تلك الانتخابات، واجب وطني".

وأشار إلى استفتاء في عام 2018 أعطى أردوغان، الذي يحكم البلاد منذ فترة طويلة، سلطات واسعة، بما في ذلك على السلطة القضائية.

وقال كليتشدار في مقطع فيديو، تم نشره مساء الجمعة "رأيتم ما حدث بعد الاستفتاء السابق. هذا هو المخرج النهائي لبلدنا. تعالوا إلى صناديق الاقتراع.. وصوتوا لوطنكم".

وتعهد بتقديم حوافز للمغتربين الأتراك، من تخفيضات ضريبية إلى خدمات عامة متساوية أثناء إقامتهم في البلاد.

وأضاف "أنا أؤمن من كل قلبي بأنكم ستدعمون هذا الكفاح من أجل الديمقراطية".

وفي المقابل ركز أردوغان على دعم الأكراد لمنافسه، مكررا اتهاماته لمعسكر كليتشدار أوغلو بالتواطؤ مع حزب العمال الكردستاني المحظور، ومع "وسائل إعلام عالمية وإمبرياليين".

وأضاف في تغريدة مساء الجمعة "إن شاء الله سوف ننهي تلك الصورة المخزية جميعا بـ85 مليون صوت في 28 مايو".

وكان أردوغان قد التقى مساء الجمعة منافسه في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية السياسي التركي القومي المتطرّف سنان أوغان.

ونشرت الرئاسية التركية صوراً من اللقاء الذي لم يعلن عنه مسبقاً، واستمر ساعة، دون أن يصدر عنه على الفور أي بيان بشأن اللقاء.

وجاء اللقاء بعد لقاء آخر جمع، في وقت سابق الجمعة، مرشح المعارضة كليتشدار أوغلو مع زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ، مؤسس تحالف "آتا" (الأجداد) الذي رشح أوغان للانتخابات.

وتشكّل مسألة الطرف الذي سيدعمه أوغان، في الجولة الثانية من الانتخابات، الشغل الشاغل للرأي العام في تركيا، في ظل مساعي لاستقطابه من قبل المرشحين الرئاسيين، أردوغان وكليتشدار أوغلو.

وقال أوغان، في مقابلة مع "فرانس برس"، الأربعاء، إنّه "منفتح على الحوار" مع كلا المرشّحين. وأضاف "سيتخذ القرار بعد محادثات مع أردوغان وكليتشدار أوغلو"، موضحاً أنه لا يدعم "أيّاً من المرشّحَين".

ويضع أوغان على رأس قائمة شروطه قيام المرشح الذي سيدعمه بتحديد موقف واضح من الأكراد والتعهد بعدم تقديم أيّ تنازلات لهم، وهو شرط من الصعب القبول به خاصة من مرشح المعارضة الذي كان لدعم الأكراد دور مؤثر في النتيجة التي حصل عليها.

كما شدد أوغان على أنه لن يدعم إلا مرشّحا ينفّذ حملة أمنية ضد المهاجرين ويكافح "الإرهاب"، وهو المصطلح المستخدم في تركيا لدى الحديث عن المقاتلين الأكراد.

ومع فشل تخطي أي مرشح النسبة المطلوبة وهي 50 بالمئة زائد واحد، انتقلت البلاد إلى جولة ثانية من الانتخابات في 28 مايو الجاري، فيما حقق المرشح الرئاسي الثالث سنان أوغان 5.1 بالمئة من الأصوات.

ويتمتع أكثر من 64 مليون تركي بحق التصويت في ما يقرب من 192 ألف مركز اقتراع. ويشمل العدد أكثر من ستة ملايين مارسوا هذا الحق للمرة الأولى في 14 مايو.

وتبقى نسبة المشاركة في الانتخابات التركية عالية بشكل عام. وبلغت في الجولة الأولى 88.9 بالمئة من إجمالي الناخبين.

وفي تركيا، يتوجه 61 مليون ناخب إلى مراكز الاقتراع في 28 مايو للاختيار بين المرشحين.

وستكون هذه هي أول مرة في تاريخ تركيا تجري فيها جولة إعادة للانتخابات الرئاسية.

وفي الخارج، يدلي نحو 3.4 ملايين ناخب بأصواتهم في الممثليات الخارجية وعند المنافذ الحدودية.

وتستضيف ألمانيا أكبر جالية تركية في العالم والتي تضم 3 ملايين شخص من أصول تركية، يحق لنحو 1.5 مليون شخص منهم التصويت في الانتخابات التركية.

وفي ألمانيا، سيكون بإمكان الناخبين الأتراك الإدلاء بأصواتهم حتى يوم 24 مايو في أي موقع من بين 17 موقعا، وفقا لهيئة الانتخابات التركية.

وفي مدينتي آخن وريغنسبورغ، يمكن للناخبين الأتراك الإدلاء بأصواتهم بين الساعة 9.00 و18.00 حتى 21 مايو.

وفي العاصمة القطرية الدوحة بدأ الناخبون الأتراك الإدلاء بأصواتهم في 3 صناديق اقتراع، الذي يستمر حتى الساعة العاشرة مساءً.

ويوجد في قطر 10 آلاف و868 ناخباً يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية حتى 22 مايو الجاري بمقر السفارة التركية.

في لبنان بدأ الناخبون الأتراك الادلاء بأصواتهم في الصناديق المخصصة التي وُضعت في السفارة التركية في بيروت، أيام السبت والأحد والإثنين.

وقال السفير التركي علي باريش أولوصوي، إنه بإمكان الأتراك التصويت من الساعة الثامنة صباحا ولغاية العاشرة مساء بالتوقيت المحلي، بين 20 و22 مايو الجاري.

وتنتهي عملية التصويت في لبنان، الساعة العاشرة من مساء الإثنين.

وكان لبنان شهد مشاركة 35 بالمئة من الأتراك في الجولة الأولى من الانتخابات.

وفي إسبانيا يصوت الناخبون الأتراك بالسفارة التركية في مدريد والقنصلية في برشلونة، وتستمر عملية تصويت حتى 22 مايو الجاري، بين الساعة الثامنة صباحا والعاشرة مساء بالتوقيت المحلي.

كما توجه الناخبون الأتراك في الخارج إلى صناديق الاقتراع في دول عديدة، السبت، بينها أذربيجان وتركمانستان وقرغيزستان وأوزبكستان وكازاخستان.