أردوغان لا يتوقف عن إرسال إشارات التودد للأسد: ما رأيكم نلتقي في نيويورك

الرئيس التركي يريد أن يعوض اختفاءه عن أزمتي غزة ولبنان بالتقرب من الأسد ومحاولة الظهور كعضو "شرفي" في "محور المقاومة".
الأحد 2024/09/22
مواقفه مبنية على المصلحة

إسطنبول- لا يتوقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن طلب لقاء الرئيس السوري بشار الأسد وإرسال إشارات التودد إليه، بالرغم من رفض دمشق عروضا سابقة للقاء الرئيسين بهدف تطبيع الوضع بين البلدين، وهذه المرة يعرض أردوغان على الأسد اللقاء في نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.

ولا يعرف إن كان الأسد سيشارك في اجتماعات نيويورك أم أن أردوغان يريد أن يسجل موقفا جديدا يظهر رغبته في تطبيع العلاقات مع دمشق، وليلفت الأنظار إليه في وقت يتجه فيه العالم لما يجري في لبنان.

ويريد أردوغان أن يعوض اختفاءه عن أزمة غزة والتصعيد في لبنان بالتقرب من الأسد ومحاولة الظهور كعضو “شرفي” في ما يسمّى محور المقاومة.

أردوغان: تركيا تريد أن تؤدي دورا في وضع حد للفظائع المرتكبة في غزة

ولم تفد التصريحات السابقة للرئيس التركي التي تنتقد إسرائيل وتكيل التهم لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في أن تجعله مقبولا من جمهور “المقاومة” بما في ذلك جمهور حركة حماس، الذي كان يعتقد بأن أردوغان سيكون الداعم الأول للحركة قبل أن يكتشف أن الموقف التركي مبني على المصلحة.

ولا يستطيع الرئيس التركي أن يبدو محسوبا مباشرة على إيران أو حزب الله، لكنه يحاول فتح قنوات التواصل مع دمشق لأن مصلحة بلاده تقتضي تسوية خلافها مع الأسد أسوة بدول إقليمية أخرى.

وقال أردوغان للصحافيين قبل توجهه للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث من المقرر أن يتحدث الاثنين “طلبنا لقاء بشار الأسد من أجل تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا. ونحن الآن ننتظر الرد من الطرف الآخر”.

ودعّم الرئيس التركي جهود المعارضة السورية للإطاحة بنظام بشار الأسد، لكنه يسعى منذ عدة أشهر إلى التقارب معه ودعاه لزيارة تركيا، من دون نتيجة حتى الآن.

ويراهن أردوغان على علاقته الوطيدة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لترتيب لقاء ثلاثي يجمع بينهما وبين الأسد ليكون فاتحة لكسر القطيعة وفتح الباب أمام تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.

ولا يبدو أردوغان مهتما بالترتيبات الخاصة بالتسوية من الجانب التركي بما في ذلك مناقشة وضع المعارضة السورية التي احتمت بأنقرة لأكثر من عشر سنوات ووضْع الفصائل المسلحة التي تنتمي إليها، ويمكن أن يناقش أيّ ترتيب يخصها بما في ذلك تسليمها إلى الأسد ضمن حزمة تفاهمات فضفاضة تحمل مسمّيات توحي بالحل مثل دمجها في القوات الحكومية.

◄ أردوغان لا يستطيع أن يبدو محسوبا مباشرة على إيران أو حزب الله، لكنه يحاول فتح قنوات التواصل مع دمشق لأن مصلحة بلاده تقتضي تسوية خلافها مع الأسد أسوة بدول إقليمية أخرى

وتستقبل أنقرة التي تسيطر على أجزاء كبيرة من الأراضي في شمال غرب سوريا بدعم من فصائل سورية معارضة، أكثر من 3.2 مليون لاجئ سوري، بحسب بيانات رسمية للأمم المتحدة، من أصل عدد سكان يبلغ 85 مليون نسمة.

وكان الأسد قد أبدى إيجابية تجاه دعوة سابقة لأردوغان، لكنه قال إن المشكلة ليست في حصول اللقاء بحدّ ذاته إنما في مضمونه.

وتساءل الرئيس السوري “ما هي مرجعية اللقاء؟ هل ستكون إلغاء أو إنهاء أسباب المشكلة التي تتمثل بدعم الإرهاب، وانسحاب (القوات التركية) من الأراضي السورية؟”، مضيفاً “هذا هو جوهر المشكلة”.

وقال الرئيس التركي في تصريحاته السبت إن “غزة ستكون في صميم” مناقشاته في نيويورك، مؤكدا أن “تركيا تريد أن تؤدي دورا في وضع حد للفظائع المرتكبة في غزة”.

وأضاف “سأناقش الإجراءات المشتركة التي يمكن اتخاذها ضد الإبادة الجماعية في غزة وسياسات إسرائيل العدوانية”.

واعتبر أن “الهجمات الأخيرة التي نفذتها إسرائيل ضد لبنان تبرر مخاوف تركيا بشأن مخاطر توسع النزاع”.

وتابع أردوغان “يجب على المجتمع الدولي، وخاصة الدول الغربية، التوقف عن تأمّل عمليات القتل التي ترتكبها إسرائيل واتخاذ إجراءات رادعة”.

وأكد “من ناحيتنا، كتركيا، سنسعى جاهدين لنرى ما يمكننا القيام به ضد عاصفة الموت التي تطلقها الصهيونية العالمية في الشرق الأوسط”.

وأوضح الرئيس التركي “سأبحث مع كل القادة الذين سألتقي بهم وقف إراقة الدماء في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في غزة”.

1