أردوغان الطامح لزعامة إقليمية يدعو لتشكيل تحالف إسلامي ضد إسرائيل

إسطنبول - دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس السبت الدول الإسلامية لتشكيل تحالف ضد ما وصفه "بالتهديد التوسعي المتزايد" من جانب إسرائيل، مما أثار انتقادات من وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس.
ويسعى أردوغان الذي أطلق قبل حرب غزة بأشهر خطوات لإعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، إلى زعامة العالم الإسلامي من خلال خطابات وخطوات سياسية ودبلوماسية هي أقرب للضجيج الإعلامي.
وأدلى بتصريحاته السبت بعد أن قال مسؤولون فلسطينيون وأتراك إن امرأة تحمل الجنسيتين الأميركية والتركية قُتلت برصاص القوات الإسرائيلية خلال مشاركتها الجمعة في مسيرة مناهضة للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
وقال الجيش الإسرائيلي بعد واقعة الجمعة إنه يحقق في تقارير تفيد بمقتل امرأة أجنبية "نتيجة إطلاق نار في المنطقة. تفاصيل الواقعة والظروف التي أصيبت فيها قيد المراجعة".
وقال أردوغان خلال فعالية لجمعية للمدارس الإسلامية بالقرب من إسطنبول "الخطوة الوحيدة التي ستوقف الغطرسة والبلطجة الإسرائيلية والإرهاب الحكومي الإسرائيلي هي تحالف الدول الإسلامية".
وتابع "ما يحدث في غزة ليس حربا بين إسرائيل وفلسطين، بل صراع بين الصهيونية التوسعية والمسلمين المدافعين عن وطنهم"، محذرا من أن "إسرائيل لن تتوقف في غزة، بل ستحتل رام الله أيضا إن استمرت بهذا الشكل وستضع مناطق أخرى نصب عينيها إلى أن يأتي الدور على دول أخرى في المنطقة مثل لبنان وسوريا".
وأضاف "سيطمعون في أراضي وطننا بين نهري دجلة والفرات ويعلنون صراحة من خلال الخرائط التي يلتقطون الصور أمامها، أنهم لن يكتفوا بغزة"، مشيرا إلى أن هذا ما يدفعه للقول إن "حماس تقاوم باسم المسلمين وتدافع ليس عن غزة فحسب، بل عن الأراضي الإسلامية وعن تركيا أيضا".
وشدد الرئيس التركي على ضرورة "يقظة الدول الإسلامية في مثل هذه الفترة الحرجة، وإدراك الخطر المحدق وتعزيز التعاون في ما بينها"، مضيفا أن الخطوات التي اتخذتها تركيا في الآونة الأخيرة لتحسين علاقاتها مع مصر وسوريا تهدف إلى "تشكيل خط تضامن ضد التهديد التوسعي المتزايد"، والذي قال إنه يهدد أيضا لبنان وسوريا.
وردا على تلك التصريحات، قال وزير الخارجية الإسرائيلي في بيان إن تصريحات أردوغان "كذبة خطيرة وتحريض"، مضيفا أن الزعيم التركي يعمل منذ سنوات مع إيران لتقويض الأنظمة العربية المعتدلة في المنطقة.
واستقبل أردوغان نظيره المصري عبدالفتاح السيسي في أنقرة الأسبوع الماضي وناقشا حرب غزة وسبل إصلاح العلاقات الفاترة منذ فترة طويلة، وذلك خلال أول زيارة لرئيس مصري إلى تركيا منذ 12 عاما.
وبدأت العلاقات بين البلدين في التحسن في عام 2020 عندما بدأت تركيا جهودا دبلوماسية لتخفيف حدة التوتر مع دول في المنطقة منها الإمارات والسعودية.
وقال أردوغان في يوليو الماضي، إن تركيا ستوجه دعوة إلى الرئيس السوري بشار الأسد "في أي وقت" لإجراء محادثات محتملة لاستعادة العلاقات بين الجارتين بعد انقطاعها في عام 2011 في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية السورية.