أردنية تتحرر من الوظيفة بعربة بيع الرشوف

عمان – عبّرت أردنية عن سعادتها بالتحرر من الوظيفة والعمل في بيع حساء الرشوف الشعبي في عربة متنقلة تتجول بها في الطرقات.
واعتبرت ساجدة أسعد (31 عاما) التي قضت 11 عاما كموظفة موارد بشرية في شركة قطاع خاص، أن توقفها عن العمل بسبب كورونا، مثل فرصة لا تعوض لاستعادة حريتها الشخصية في العمل بعيدا عن ضغوط الوظيفة.
وقالت “لم تشفع لي شهادتي الجامعية ولا سنوات خبرتي أمام أزمة كورونا، فقد أجبرت على ترك وظيفتي، وبعد بحث وتمحيص قررت العودة إلى الجذور، وذلك ببيع الرشوف وهي وجبة أردنية تقليدية من خلال عربة طعام متنقلة في شوارع عمان”.
وحساء الرشوف أكلة شعبية يتم تناولها دافئة وتتكون من العدس والقمح والجميد (الزبادي الأردني المجفف).
وأشارت أسعد إلى أن “بيع الرشوف حررها تماما من القيود الإدارية للوظيفة، إذ صار بإمكانها العمل متى ما أرادت دون خوف من خصم الراتب أو أي تتبعات أخرى”، مضيفة أنها “تلقت عدة عروض عمل جديدة ومغرية، لكنها تفضل مواصلة العمل على العربة الذي جعلها ربة عمل نفسها والمسؤول الوحيد عن نجاحه أو فشله”.
وأوضحت أن سبب اختيارها لهذه الوجبة التقليدية بالذات يكمن في أن “هذه الأكلة دخلت طي النسيان بالنسبة للكثير من الناس، وفي الآن ذاته تلقى قبولا عند كل من يجربها، لأن مكوناتها تتشارك مع باقي الأكلات في الأردن وبلاد الشام”.
ورفضت أسعد عروض الوظائف الجديدة، بسبب ما لمسته من قبول لفكرتها وتفاعل كبير معها، قائلة “صار لي زبائن أوفياء، قد يكون الفضول دافعهم للمجيء إلي في بادئ الأمر، لكن إعجابهم بالأكلة والفكرة جعلهم يقصدونني أكثر من مرة”.
وتابعت “تمكنت من كسب عدد كبير من الزبائن سواء عن طريق خدمة التوصيل أو من خلال عربتي المتجولة”.
وقال عصام علان، أحد زبائن أسعد، “من الجميل أن ينجح أحدهم في قلب الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم بسبب الجائحة والتي تسببت في خسارة الكثيرين لأعمالهم، إلى أمر مفيد وناجح مثل ما فعلت صاحبة عربة الرشوف”.
