أربيل تدعو بغداد إلى تشكيل قوة مشتركة في مواجهة فلول داعش

بغداد - دعا رئيس إقليم كردستان شمالي العراق نيجيرفان بارزاني السبت الحكومة الاتحادية العراقية إلى تشكيل قوة مشتركة لسد الفراغات الأمنية في المناطق المتنازع عليها بين الجانبين.

وتأتي هذه الدعوة في أعقاب هجمات عنيفة شنها في الغالب مسلحو "داعش" الإرهابي على حواجز أمنية في تلال ناحية، التون كوبري، بأطراف كركوك (شمال)، وخلفت 7 قتلى و10 جرحى من قوات "البيشمركة" وهي القوات المسلحة للإقليم.

وقال بارزاني في بيان "نبهنا الحكومة الاتحادية والتحالف الدولي عدة مرات من مخاطر تنظيم داعش واستفادته من الفراغات الأمنية في المناطق المتنازع عليها".

وطالب رئيس الإقليم، البرلمان والحكومة المركزية والتحالف الدولي المناهض لداعش "بالاستعجال في تشكيل قوة مشتركة من البيشمركة والجيش العراقي في مناطق النزاع حتى لا تستغل هذه المنطقة من قبل التنظيم الإرهابي".

وأشار بارزاني إلى "وجود مخاطر على أمن إقليم كردستان والعراق وجميع المنطقة والعالم"، مبديا استعداد الإقليم للتعاون التام من أجل الإسراع بتشكيل هذه القوة.

وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على داعش باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014. إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة ويشن هجمات بين فترات متباينة.

وتعد الفراغات الأمنية بين قوات الجيش العراقي والبيشمركة، أحد أبرز التحديات أمام جهود محاربة فلول داعش.

وتمتد الفراغات من الحدود السورية شمالاً عند محافظة نينوى مرورا بمحافظة صلاح الدين وكركوك وصولا إلى ديالى على حدود إيران.

وتشكلت الفراغات نتيجة التوتر بين الجيش والبيشمركة في أعقاب استفتاء الاستقلال الباطل عام 2017، إذ تمتد بينهما ما يشبه الأرض الحرام بين جيشين وفي بعض المناطق تكون بعمق بضعة كيلومترات وتعد ملاذا لتحرك مسلحي داعش دون وجود قوات أمنية.

والعام الماضي شكّل الجانبان أربعة مراكز تنسيق مشتركة لتبادل المعلومات ومحاربة فلول التنظيم في مناطق الفراغات الأمنية بينهما، لكن لم يجر أي عمل مشترك فعلي على أرض الواقع، ولا يزال مسلحو التنظيم يتحركون بسهولة في تلك المناطق.

وكان الهجوم على البيشمركة واحدا من سلسلة هجمات عنيفة شنها في الغالب مسلحو داعش على قوات عراقية في بغداد وكركوك (شمال) والأنبار (غرب) وخلفت العشرات من القتلى والجرحى خلال 24 ساعة الماضية.

والسبت، قتل ضابطان في الجيش العراقي أحدهما برتبة عميد في انفجار عبوة ناسفة بمحافظة الأنبار غربي البلاد.

ورجح مصدر أمني وقوف مسلحي داعش الإرهابي وراء زرع العبوة حديثا، باعتبار أن تلك المنطقة سبق وأن تم تطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة.

ومساء الجمعة، قتل كوكبة من قوات البيشمركة الكردية وأصيب آخرون في هجوم شنه تنظيم داعش على مواقع للبيشمركة في منطقة التون كوبري في محافظة كركوك  شمال بغداد.