أربيل تحتفي بيوم اللغة والثقافة التركمانية

أربيل (العراق) - احتفت مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الأحد بيوم اللغة والثقافة التركمانية الموافق لـ17 نوفمبر/تشرين الثاني، في خطوة تظهر الحرص على التعايش بين الأقليات واحترام خصوصياتها الثقافية، بينما تشهد محافظة كركوك المتنازع عليها خلافات حول تركيبة الحكومة المحلية.
واعلنت الجبهة التركمانية رفضها المشاركة في الحكومة المحلية وتنتظر قرارا قضائيا لحسم الخلافات بعد أن تقدمت بشكوى للقضاء تطعن فيها في شرعية حكومة المحافظة.
لكن الخلافات السياسية التي تخيم على محافظة كركوك لم تمنع اربيل من الاحتفاء بيوم اللغة والثقافة التركمانية.
وأُنتخب يوم العاشر من شهر أغسطس/اب الماضي محافظ كركوك ورئيس مجلس محافظتها في بغداد من دون مشاركة أعضاء كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني وعدد من النواب العرب، إذ تم تعيين ريبوار طه محافظا ومحمد حافظ رئيسا لمجلس المحافظة.
وقال أيدن معروف وزير شؤون المكونات العرقية والدينية في حكومة الإقليم بشمال العراق وعضو الهيئة التنفيذية للجبهة التركمانية العراقية، إنهم قاموا بزيارة مدرسة أتابيك التركمانية المتوسطة بمناسبة اللغة والثقافة التركمانية.
وأكد معروف أن 17 نوفمبر/تشرين الثاني يمثل تاريخا مهما للتركمان وجميع المجموعات العرقية والدينية في المنطقة، مشيرا إلى أنه تم الاحتفال بهذا اليوم في مكتب الوزارة مع الطلاب القادمين من المدارس التركمانية.
وأكد أنهم جددوا مطالبهم بالاعتراف بيوم التركمان الوطني في العراق وإقليم كردستان بشكل رسمي، إلى جانب الاعتراف باللغة التركمانية كلغة رسمية.
وقال رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في منشور على منصة 'إكس' "أهنئ بصدق مواطنينا التركمان بمناسبة يوم اللغة والثقافة التركمانية"، مجددا تأكيده على دعم حقوق هذه الطائفة وجميع الطوائف الأخرى، قائلا "إقليم كردستان ملك لنا جميعا ونؤكد أنه سيكون دائما مركزا للتعايش".
وفي يناير/كانون الثاني 2020، وافق برلمان إقليم كردستان بأغلبية الأصوات على مشروع قانون يقضي بالاعتراف بيومين خاصين بالتركمان بشكل رسمي. وتم اعتماد 17 نوفمبر/تشرين الثاني يوم اللغة والثقافة التركمانية و25 فبراير/شباط "يوم الصحافة التركمانية".
ويعود فتح أول مدرسة تركمانية في أربيل إلى تاريخ 17 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1993، في حين أصدرت أول صحيفة تركمانية في 25 فبراير/شباط من عام 1911.
ويعد التركمان ثالث أكبر مجموعة عرقية في العراق بعد العرب والأكراد ولهم ثقافة وعادات وتقاليد خاصة بهم متأثرة بشكل كبير بتراث الأتراك، حيث يتشاركون في علاقات ثقافية ولغوية متينة مع تركيا.
ولا يزال تركمان العراق يحتفظون بلغتهم (التركمانية) وهي لهجة قريبة من اللهجة المحلية للمحافظات التركية الجنوبية الشرقية مثل ديار بكر وأورفة، كما يتقن البعض العربية ويتحدث آخرون الكردية.
ومن أبرز ما يميز الثقافة التركمانية عن غيرها نوعا من الشعر وهو شعر الخوريات والأغاني، إلى جانب مجموعة من العادات مثل حفلات الزفاف والمناسبات الدينية.
ويسعى التركمان للحفاظ على موروثهم الثقافي الأصيل، حيث تقام المجالس الأدبية والثقافية في اتحاد أدباء التركمان في كركوك وتقام الندوات والأمسيات الشعر التركماني والكلاسيكي والمعاصر الحديث والشعبي.
وتقام ندوات لمناقشة أصناف الشعر التركماني القديم والكلاسيكي والمعاصر الحديث والشعبي، وتقديم القصص والحكايات القصيرة في الإطار الشعري.