أربعة فائزين بجوائز غازي القصيبي في دورتها الأولى

الجائزة تتركز على محور تكريم المتميزين من الأفراد والمنظمات ممّن أبدعوا في مجالات الثقافة وأسهموا في التنمية وفي خدمة المجتمع.
الأربعاء 2022/04/06
الجائزة تخلد ذكرى غازي القصيبي المثقف التنويري

الرياض- أعلنت جائزة غازي القصيبي أسماء الفائزين في دورتها الأولى في أفرعها الثلاثة: الأدب والإدارة والتنمية والتطوّع.

وهنأ رئيس الهيئة الإشرافيّة للجائزة الدكتور عبدالواحد الحميد، الفائزين، مؤكّداً أنّ العمل في الجائزة بدأ قبل تدشينها، حيث تستهدف تشجيع التميّز الأدبي، وإلقاء الضوء على الجهات التي تميّزت في إدارة أزمة كورونا، إضافةً إلى ترسيخ ثقافة التطوّع بتكريم الجهة الأميز فيها.

من جهته، أوضح الأمين العام للجائزة الدكتور عمر السيف، أنّ الاجتماعات توالت لدراسة الملفات المقدمة، وبُذلت الجهود من قبل الأمانة العامّة للتعريف بالجائزة، لضمان استقطاب الجهات الأهمّ، ممّا أثمر عن ترشّح الكثير من الجهات المهمّة والأعمال المميزة، إضافةً إلى التواصل مع الجامعات والمؤسسات الأدبيّة التي تولّت ترشيح الجهات الأهمّ والأعمال الأميز.

◙ الجائزة خصصت هذه الدورة للجهات التي أسهمت في تخفيف الآثار الاقتصادية والإنسانية التي سببتها الجائحة

واختارت اللجنة العلميّة الفائزين وفق معايير وضعت بعناية، حيث حازت سيرة الدكتور حمزة المزيني “واستقرّت بها النّوى” على المركز الأوّل في “فرع الأدب”؛ إذ تميّزت بعمق التجربة الشخصيّة لكاتبها وتنوّعها، مع القدرة التعبيريّة على صوغ الأحداث ورسم الشخصيّات ووصف الأماكن، مع الالتزام بمعايير السيرة الذاتيّة بأسلوب سهل، وقدرة على تلمّس الجزئيات الدقيقة وإبرازها.

وفاز قطاع الأمن العام وتطبيق “توكلنا”، بجائزة “فرع الإدارة والتنمية” بالمناصفة؛ نظير ما قُدّم في إدارة أزمة جائحة كورونا، حيث كان تطبيق توكلنا الأميز افتراضيًّا، وهو الحلّ التقني المبتكر والإبداعي الذي أسهم في المحافظة على سلامة المواطنين، ورفع إنتاجيّة القطاعات المختلفة أثناء الجائحة، فيما قدم الأمن العام جهوداً واضحة في الميدان، وكان له دور في ضبط منع التجوّل، والتعامل مع إيواء العائدين من الخارج، بخدمات مبتكرة، وأسهم في تطبيق الإجراءات الاحترازيّة في الميدان.

أما جائزة “فرع التطوّع”؛ ففازت بها جمعية غوث للتوعية والإنقاذ التي تعدّ إحدى الجمعيات التي قدّمت أداءً مميزاً في العمل التطوعي في مجال الخدمات الإسعافية والإنقاذية والتوعية من الأخطار.

واستقبلت الأمانة العامة للجائزة في استقبال المشاركات والترشيحات في الفروع المحدّدة عبر المنصة الإلكترونية الخاصة بالجائزة، واستمرت في تلقي الترشيحات حتى يوم الثاني والعشرين من يناير من عام 2022، وتبلغ القيمة المالية للجائزة مئة ألف ريال لكل فرع من فروعها.

وأكد رئيس الهيئة الإشرافية للجائزة الدكتور عبدالواحد الحميد أن الجائزة تعبر عن التقدير والعرفان لهذه الشخصية الوطنية، التي أسهمت بعطاءات وطنية راسخة وشاهدة حتى يومنا هذا، حيث جاءت المجالات المحددة في الجائزة معبّرة عن اهتماماته، وتستهدف الجائزة رفع مستوى الحراك العلمي والفكري في السعودية.

وأشار الحميد إلى أن كرسي غازي القصيبي للدراسات التنموية والثقافية المشرف على الجائزة يمثل ركيزة فاعلة نحو دعم البحث العلمي والباحثين وتشجيع الإبداع والمبدعين من أبناء الوطن وبناته، وتكوين مناخ إبداعي يتفرّد بمحتواه الثقافي والأدبي والتنموي، وخير شاهد على ذلك ما قدّمه من أعمال نوعية في إنتاج الكتب والأبحاث والندوات والمحاضرات والمسرحيات منذ تأسيسه.

عمر السيف: الاجتماعات توالت لدراسة الملفات المقدمة، وبُذلت الجهود من قبل الأمانة العامّة للتعريف بالجائزة

يُذكر أنّ جائزة غازي القصيبي في فرع التنمية والإدارة، خصصت هذه الدورة للجهات التي أسهمت في تخفيف الآثار الاقتصادية والتجارية والإدارية التي سببتها جائحة كوفيد – 19، وحددت تسعة معايير لتقويم الجهات المتقدمة من القطاع العام والخاص والقطاع غير الربحي (القطاع الثالث)، ومن تلك المعايير أن تكون المنتجات والخدمات المقدمة ابتكارية وإبداعية.

وتُمنح الجائزة مرة واحدة كل سنتين للمبدعين في مجالات الأدب والإدارة والتنمية والتطوّع. وتتركز على محور تكريم المتميزين من الأفراد والمنظمات ممّن أبدعوا في مجالات الثقافة وأسهموا في التنمية وفي خدمة المجتمع وذلك تقديرًا لأعمالهم وإنجازاتهم، وتحفيزًا وتشجيعًا لغيرهم على طريق الإبداع والعطاء بمختلف صوره وأشكاله، وحصول الفائزين على مكافأة مالية قدرها مئة ألف ريال لكل فرع من الفروع.

والقصيبي الشاعر والأديب والوزير والسفير السعودي كان من أوائل المواجهين للصحوة الدينية، وتميزت أعماله بالصرامة الفكرية التي أحرز فيها موقعا عربيا وسعوديا متقدما برزت في مجادلاته لرموز مرحلة الصحوة التي وقفت بالمرصاد لكل فكر وطني تقدمي.

وأصدر القصيبي أكثر من 20 ديوانا شعريا بين عامي 1960 و2008، كان أوّلها بعنوان “أشعار من جزائر اللؤلؤ” (1960) وأتبعه في عام 1965 بـ”قطرات من ظمأ”، لتتوالى بعدها المجموعات مثل “أنت الرياض” و”الحمى” و”ورود على ضفائر سناء” و”حديقة الغروب”، وصولا إلى “البراعم” (2008)، آخر الدواوين الصادرة في حياته.

ومن المعروف أنّ للقصيبي العديد من الروايات منها “شقة الحرية” و”دنسكو” و”أبوشلاخ البرمائي” و”الجنية”، وصولا إلى “الزهايمر” التي نُشرت بعد وفاته، إضافة إلى كتاباته الصحافية وترجماته؛ لتصل مؤلفاته إلى أكثر من 60 مؤلفا، عدا المناصب والوزارات التي تولاّها في بلده السعودية، والأوسمة والتكريمات التي نالها فيها أو خارجها.

والاحتفاء بالقصيبي من خلال تخصيص جائزة باسمه هو احتفاء برمز تنويري وقف بمفرده في زمن سابق ضد كل الأفكار المنغلقة ورسّخ مشروعا أدبيا وفكريا مستقبليا رهانه فيه الإنسان العربي في محاولة لكسر أطواق الرجعية والذهاب أبعد إلى المستقبل.

 

12