أرباح عمالقة وادي السيليكون تستعيد زخمها

نيويورك - تمكن عمالقة التكنولوجيا في وادي السيليكون من تحقيق انتعاش في أعمالهم مجددا في الأشهر الأولى من العام الماضي، رغم التباطؤ الاقتصادي العالمي.
وتجاوزت إيرادات وأرباح أكبر شركات القطاع في الولايات المتحدة خلال الربع الأول من عام 2023 توقعات السوق، بفضل لجوئها إلى عمليات صرف جماعي وإصدارها عددا من المنتجات المتطورة.
وتجاوزت نتائج أبل التي نشرتها مساء الخميس الماضي توقعات المحللين بصورة كبيرة، إذ بلغت إيرادات المجموعة الأميركية نحو 95 مليار دولار بين يناير ومارس الماضيين، فيما وصلت أرباحها الصافية إلى 24 مليار دولار.
وشهدت مبيعات هواتف آيفون ارتفاعا بسيطا على أساس سنوي لتصل إلى 51.33 مليار دولار، في نتيجة تجاوزت توقعات المحللين أيضا، بينما انخفض الطلب على الأجهزة الإلكترونية بشكل كبير بسبب التضخم.
وبالتوازي مع ذلك، ارتفع نشاط الخدمات التي توفرها الشركة وتشمل الموسيقى والترفيه والتخزين عبر الإنترنت والمدفوعات بشكل طفيف على أساس سنوي، محققا نحو 21 مليار دولار في الربع الثاني من سنتها المالية المتعثرة، التي بدأت في سبتمبر الماضي.
ونقل بيان عن الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك قوله “سعداء لأننا حققنا رقما قياسيا لناحية الخدمات ونتيجة قياسية أخرى لمبيعات آيفون خلال الربع الثاني من السنة المالية الحالية، حيث إنّ أبرز أجهزتنا النشطة وصلت إلى أعلى مستوياتها”.
وقال خلال مكالمة عبر الهاتف مع المحللين “حققنا عائدات قياسية عبر آبل ستور (متجر تطبيقات هواتف آيفون)”، لافتا إلى أنّ “أكثر من 975 مليون اشتراك مدفوع” سُجّل لخدمات توفرها الشركة.
وأشار المحلل في شركة ويدبوش سيكيوريتيز دان إيفز إلى أنّ أبل سجّلت نقاطا كثيرة في الربع الفائت، لافتا إلى انّ التقدم الذي شهدته نتائج آيفون يظهر أنّ الشركة “تواصل كسب حصة من السوق في الصين رغم الأوضاع الاقتصادية السيئة”.
وشهدت عائدات مجموعة كوبرتينو وصافي أرباحها انخفاضا طفيفا على أساس سنوي، إلا أنّ السوق توقعت نتائج أسوأ.
فالطلب على الأجهزة الإلكترونية الذي ارتفع كثيرا خلال فترة الجائحة والحجر الصحي المرتبط بها، قد انخفض خلال الأشهر الأخيرة بسبب التضخم.
وخلال النصف الثاني من العام الماضي، تراجعت مبيعات الهواتف المحمولة في مختلف أنحاء العالم إلى أدنى مستوى لها منذ العام 2014، بحسب شركة كاناليس.
وكان المحلل لدى كاناليس لو شوان تشيو قد أشار في أواخر يناير الماضي إلى أنّ “الشعبية التي تحظى بها أجهزة آيفون لناحية تمتعها بميزة الاحترافية تساعد أبل على زيادة حصتها في السوق، رغم الضغوط التي يشهدها الطلب”.
وذكر شوان أنّ “الصعوبات غير المتوقعة في الإمدادات المرتبطة بهذه الأجهزة دفعت أبل إلى تسريع عملية التنويع للتخفيف من تأثير هذه المشكلة”.
وكانت أبل قد أطلقت خلال الشهر الماضي حساب توفير بمعدلات فائدة مرتفعة عند 4.15 في المئة على أساس سنوي مقارنة بنحو 0.37 في المئة كمتوسط في الولايات المتحدة لحاملي بطاقات أبل كارد التي باتت متاحة في الأسواق عام 2019.
وتم إيداع نحو 990 مليون دولار في هذه الحسابات خلال الأيام الأربعة الأولى، بحسب مجلة فوربس الأميركية.
وتراجعت مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية في بداية العام، فيما لم تنجُ من هذا التراجع أجهزة ماك من أبل، إذ حققت عائدات بنحو 7.2 مليار دولار خلال الربع الماضي، مقارنة بحوالي 10.4 مليار دولار في الفترة نفسها قبل عام.
وخلال الأسبوع الماضي، طمأنت كل من مجموعة ألفابت مالكة غوغل، ومايكروسوفت وميتا مالكة فيسبوك وإنستغرام وواتساب، وأيضا أمازون الأسواق بنتائج ربع سنوية أفضل من المتوقع، رغم التباطؤ في نموها.
127
مليار دولار قيمة إيرادات شركة التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية
وعلى الرغم من تخفيض المعلنين ميزانياتهم، ارتفعت عائدات ميتا وغوغل في مجال الإعلان الرقمي بشكل طفيف على أساس سنوي، لتصل إلى نحو 70 مليار دولار بالنسبة لغوغل و29 مليار دولار لشركة مارك زوكربيرغ.
ولاقت قراراتهما بالاستغناء عن خدمات عدد كبير من الموظفين استحسان المستثمرين، تماما كخطة أمازون، التي قررت التخلي عن قرابة 27 ألف وظيفة.
وتجاوزت إيرادات شركة التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية نحو 127 مليار دولار، مع تسجيلها زيادة بثلاثة مليارات دولار عن النتيجة المتوقعة.
وأسعدت مايكروسوفت بورصة وول ستريت بإيرادات مدعومة بالحوسبة السحابية. وتستفيد الشركة من النجاح الذي حققته في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال دمجها في خدماتها أدوات ابتكرتها شركة أوبن أي.آي الناشئة التي أطلقت برنامج تشات جي.بي.تي.
وكان إيفز قد لفت أواخر أبريل الماضي إلى أنّ بيئة الاقتصاد الكلي ليست مزدهرة، لكنّ التكنولوجيا تخطتها بشكل أفضل مما توقعه جميع المتشائمين.
وقال حينها إن “مع خفض التكاليف والرسملة الضخمة كشبكة أمان، نتوقّع أن يتخطى القطاع العاصفة بسهولة أكبر من القطاعات الأخرى”.
