أرباح المراعي السعودية تنمو رغم بعض المنغصات

الرياض – حققت شركة المراعي السعودية نموا في أرباحها الصافية العام الماضي على الرغم من تأثر إيراداتها بانخفاض قيمة الجنيه المصري، وتراجع مبيعات الأعلاف من عملياتها في الولايات المتحدة.
وقالت الشركة التي تُعتبر الأكبر في مجال تصنيع الأغذية والمشروبات في الشرق الأوسط إن “الأرباح نمت بنسبة 16 في المئة على أساس سنوي في 2023، لتبلغ 2.05 مليار ريال (546 مليون دولار)”.
وتأتي الأرباح متماشية إلى حد كبير مع التوقعات التي أشارت إلى تحقيق المراعي أرباحا بنحو 2.1 مليار ريال (560 مليون دولار) عن عام 2023 بأكمله.
560
مليون دولار حجم أرباح عام 2023 مرتفعة بنحو 16 في المئة على أساس سنوي
وذكرت الشركة في إفصاح للبورصة الأحد الماضي، إن إيراداتها السنوية زادت 5 في المئة إلى 5.23 مليار دولار، بدعم من النمو المحقق في قطاعي الدواجن والألبان في الأسواق الرئيسية في دول الخليج، والذي بلغ 8 في المئة، إلى جانب ضبط التكاليف والنفقات.
وأوضحت أن نمو الأرباح الصافية يعود بشكل رئيسي إلى الاستحواذ والدمج الكامل لعمليات المراعي في كل من مصر، وهي سوق رئيسية للشركة، والأردن من خلال فرعيها شركتي بيتي وطيبة، رغم ارتفاع تكاليف التمويل بسبب زيادة أسعار الفائدة.
وتأثرت إيرادات الشركة بتراجع العملة المصرية، إذ بلغ سعر الصرف في السوق السوداء إلى 57 جنيها للدولار من 39 قبل اندلاع حرب غزة في أكتوبر الماضي، وظل السعر الرسمي ثابتا عند 30.85 جنيها للدولار منذ مارس الماضي.
وتملك المراعي أراضي في جنوب غرب الولايات المتحدة لزراعة البرسيم الحجازي، الذي يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه لتوفير العلف لقطيعها الضخم من الأبقار بينما البلد الخليجي يعاني من شح المياه.
وليست المزارع التي تبلغ 4 آلاف هكتار منها 2500 هكتار مستأجرة باستثمارات طويلة الأجل، سوى مثال واحد على الأراضي التي تعمل بها الشركة والفروع التابعة لها خارج السعودية.
ولدى الشركة المدرجة في بورصة تداول المحلية، والبالغة قيمتها نحو 17.1 مليار دولار، أيضا مزارع للعلف في دول مثل الأرجنتين وأوكرانيا وهولندا وكندا، تسهم في دعم قدرتها على تغطية حاجة 170 ألف رأس من الأبقار.
وكانت المراعي قد بدأت العام الماضي برفع أسعار بعض منتجاتها لتغطية الزيادات المتتالية في تكاليف مدخلات الإنتاج والشحن وأسعار الأعلاف، جراء انعكاسات الحرب في أوكرانيا.
وتنتج الشركة، التي توظف 2750 شخصا في خمس وحدات لها في السعودية، أكثر من 1.2 مليار لتر من الحليب سنويا، حيث تدر كل بقرة قرابة 40 لترا يوميا بمتوسط سنوي يبلغ 14.6 ألف لتر، مما يوازي ضعف المعدل الأوروبي.
17.1
مليار دولار قيمة الشركة المدرجة في بورصة تداول المحلية
ووفق المنصة الإلكترونية للشركة، فإن منتجاتها تصل إلى قرابة 220 ألف متجر للبيع بالتجزئة في ثماني دول، تشمل دول الخليج العربي والأردن ومصر.
وخلال الربع الأخير من 2023، بلغت الأرباح الصافية 99 مليون دولار، بنمو 4.2 في المئة على أساس سنوي. لكن، ومقارنة بالربع السابق، تراجع صافي الربح العائد للمساهمين بنسبة 24 في المئة، بسبب ما اعتبرته المراعي تغيرا موسميا في الأنماط الاستهلاكية.
وجنت الشركة أرباحا في الربع الثالث من العام الماضي دون التوقعات، إذ بلغت 130 مليون دولار، فيما أشار متوسط التوقعات إلى تحقيق أرباح بقيمة 168 مليون دولار، لكنها زادت بنحو 5 في المئة على أساس سنوي.
ونمت أرباح الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 بنسبة 20 في المئة، على الرغم من انخفاض قيمة الجنيه المصري، فضلا عن أن ضبط التكاليف التشغيلية واستقرار تكاليف السلع ساعدا في دعم الأرباح.
وتستعد المراعي لاقتحام السوق الأفريقية من بوابة الشراكات التي أعلنتها سابقا على غرار الشراكة مع الجزائر، مما يعكس بحسب محللين رغبة الرياض في خوض غمار تجربة الاستثمار في القارة في ظل تزايد الاهتمام العالمي بها.
وأقر مجلس إدارة الشركة في مايو 2021 ضخ استثمارات بقيمة 1.76 مليار دولار للتوسع في قطاع الدواجن لمضاعفة حصتها محليا وستتم على مراحل لمدة خمسة أعوام.