أرباح أمازون تتضاعف رغم عقبات سلاسل التوريد

نيويورك - تجاوزت أرباح أمازون توقعات المستثمرين والمحللين خلال فترة أعياد نهاية السنة الأساسية رغم تراجع في ربحها التشغيلي بسبب كلفة العمل والصعوبات المرتبطة بشبكة الإمدادات.
وأعلن عملاق التجارة الإلكترونية أنه حقق إيرادات قدرها 137.4 مليار دولار بالربع الأخير من 2021 عكس ما كان يتوقعه محللو شركة فاكسيت عند 120.9 مليار دولار. كما ضاعف أرباحه الصافية لتصل إلى 14.3 مليار دولار.
وأوضحت الشركة في إفصاح لبورصة نيويورك في وقت مبكر الجمعة أنها سجلت “أفضل عطلة نهاية أسبوع للتبضع”، في فترة الحسومات الممتددة من بلاك فرايداي إلى سايبر مانداي أي الفترة الممتدة بين الجمعة والاثنين بعد عيد الشكر الأميركي.

وقال أندرو جاسي الرئيس التنفيذي لشركة، الذي خلف المؤسس جيف بيزوس في يوليو الماضي "كما كان متوقعا خلال العطلات شهدنا ارتفاعا في التكاليف مدفوعا بنقص المعروض من العمالة والضغوط التضخمية".
وأضاف "لقد استمرت هذه المشكلات بسبب المتحور أوميكرون وعلى الرغم من هذه التحديات قصيرة المدى، مازلنا نشعر بالتفاؤل والحماس بشأن الأعمال التجارية مع خروجنا من الوباء".
واستفادت الأرباح الصافية للشركة بشكل كبير من عودة الاستثمارات بفضل المساهمات في شركة صناعة السيارات "ريفيان" التي طرحت أسهمها في البورصة في نوفمبر الماضي.
كما زادت المبيعات في نشاطها الإعلاني حيث تدفع العلامات التجارية للحصول على منتجاتها أولا عندما يبحث المتسوقون على موقع أمازون بنسبة 32 في المئة.
ويعود الفضل في تحقيق الشركة هذه الإيرادات لنمو مبيعات أعمال الحوسبة السحابية والتي تساعد في تشغيل العمليات عبر الإنترنت لشركة نتفليكس وماكدونالدز وشركات أخرى بنسبة 40 في المئة.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها أمازون عن تفاصيل نشاطها الإعلاني سريع النمو، ففي السابق جمعت عائدات إعلاناتها في فئة “الأعمال الأخرى” فقط.
وبسبب هذه البيانات ارتفعت قيمة أسهم أمازون بواقع 14 في المئة خلال التعاملات الإلكترونية الخميس الماضي عند إقفال بورصة نيويورك إثر يوم شهد تراجعا كبيرا.
وقال أندرو ليبسمان المحلل لدى إي ماركتر لوكالة الصحافة الفرنسية إن “أمازون نجحت في تجاوز التوقعات على صعيد الإيرادات كما الأرباح رغم أن فترة الأعياد كانت أقل حيوية للتجارة الإلكترونية عموما".

وكانت الشركة ومقرها في سياتل من كبار الرابحين خلال الجائحة، فقد دفعت قيود الإغلاق المستهلكين الذين كانوا حتى الآن مترددين إلى اللجوء إلى التجارة الرقمية بأعداد كبيرة بدءا بأمازون ووعودها بعمليات تسليم سريعة جدا وخدمات تستند على الحوسبة السحابية.
ويبدو أن هذه العادات ترسخت إذ حققت أمازون خلال العام الماضي حوالي 470 مليار دولار من العائدات بارتفاع بلغ 21 في المئة، وأكثر من 33 مليارا من الأرباح الصافية أي بزيادة تقدر بحوالي 57 في المئة على أساس سنوي.
لكن شأنها في ذلك شأن شركات أخرى، عانت المجموعة من مشاكل مرتبطة بسلاسل التوريد والتضخم المرتفع والصعوبات في التوظيف.
وخلال الربع الأخير من 2021 سجلت أرباحها التشغيلية وهي المؤشر الرئيسي للربحية 3.5 مليار دولار أي نصف ما كان مسجلا قبل عام.
وأوضح مدير الشركة أندي جاسي خلال مؤتمر مع محللين أن النقص في اليد العاملة كلف أمازون التي تشغل حاليا أكثر من 1.6 مليون شخص حول العالم أربعة مليارات دولار خلال تلك الفترة. وقال إن "متحور أوميكرون المتزايد أدى إلى مرض العديد من الموظفين ما تسبب في ضعف في الإنتاجية".