أرامكو توسع تجربة تطوير المحركات الهجينة

الشركة السعودية تقترب من إبرام صفقة مع رينو وجيلي لتأسيس مشروع مشترك.
الأربعاء 2023/01/18
الدقة محور ارتكاز توظيف التكنولوجيا

وسع عملاق النفط السعودي أرامكو من أعماله في قطاع السيارات الهجينة مع اقترابه من عقد صفقة مع شركتي رينو وجيلي لتأسيس مشروع مشترك يتوقع خبراء أنه سيسهم في دعم جهود هذه الصناعة في التحول نحو الاستدامة.

بكين/باريس - كشفت مصادر مطلعة الثلاثاء أن شركتي صناعة السيارات رينو الفرنسية وجيلي الصينية تعملان على وضع اللمسات الأخيرة على صفقة لجذب شركة أرامكو السعودية مستثمرا وشريكا لتطوير وتوريد محركات البنزين والتكنولوجيات الهجينة.

وقالت المصادر لرويترز إن "أرامكو دخلت في مناقشات متقدمة للاستحواذ على حصة تصل إلى 20 في المئة في شركة تكنولوجيا مجموعات نقل الحركة لجيلي ورينو"، التي سبق الإعلان عنها وتعمل شركتا صناعة السيارات على تأسيسها لكن لم يعلن لها اسم بعد.

وأفادت وثيقة أعدتها الشركتان بأن الهدف هو إنشاء شركة لمجموعات نقل الحركة هذا العام بطاقة إنتاجية تزيد على خمسة ملايين "محرك منخفض الانبعاثات وهجين وناقل حركة" سنويا.

أحمد الخويطر: التحدّي يكمن في إيجاد وقود لأنظمة الاحتراق فائقة القدرة
أحمد الخويطر: التحدّي يكمن في إيجاد وقود لأنظمة الاحتراق فائقة القدرة

وأشارت المصادر، التي وصفت الخطوط العريضة للصفقة التي يجري التفاوض عليها وطلبت عدم ذكر أسمائها لأنه لم يتم الإعلان عنها بعد، إلى أن هذا الاستثمار من جانب أرامكو سيترك لكل من رينو وجيلي 40 في المئة من المشروع المشترك.

ومن المقرر أن يجمع المشروع الذي ستستحوذ فيه أرامكو على 20 في المئة بين الإنتاج الحالي لمحركات الاحتراق لشركة السيارات الفرنسية وتكنولوجيا جيلي لمحركات البنزين والهجينة والأصول ذات الصلة.

وأكد مصدران أن المشروع المشترك الجديد الذي أطلق عليه الاسم الرمزي “هورس” من قبل رينو و”روبيك” من قبل جيلي سيقوم بتطوير محركات بنزين وأنظمة هجينة أكثر كفاءة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت ينصب فيه تركيز معظم شركات تصنيع السيارات على تكثيف رأس المال على التحول إلى المركبات الكهربائية البحتة.

ولم تُعرف حتى الآن الشروط المالية للاستثمار المحتمل من قبل أرامكو في المشروع المشترك، لكن وثيقة الصفقة تظهر أن استثمار أرامكو سيُستخدم لدعم تطوير تقنيات خفض انبعاثات الكربون لمحركات البنزين.

وأشارت الوثيقة إلى أن شركة النفط السعودية ستساهم أيضا في البحث والتطوير لتقنيات مجموعات نقل الحركة، وخاصة حلول الوقود الاصطناعي وتقنيات الهيدروجين من الجيل التالي.

ولطالما أكدت أرامكو منذ 2018 أن تحسين كفاءة محركات السيارات التقليدية يعتبر الطريقة الأكثر فعالية للتصدي للتغير المناخي، أكثر من انتظار السيارات الكهربائية إلى أن تحصل على حصة سوقية لا بأس بها.

وفي مارس الماضي أبرمت أرامكو شراكة لمدة عامين مع مجموعة هيونداي موتور الكورية الجنوبية لدراسة أنواع الوقود المتقدمة التي يمكن استخدامها في المحركات الهجينة لتقليل انبعاثات السيارات من ثاني أكسيد الكربون.

وبينما ستقدم هيونداي أحدث وأكثر محركات السيارات الخفيفة تطورا، فإن فريق الباحثين بمركز أبحاث الاحتراق النظيف في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وهي الطرف الثالث في الاتفاقية، سيتولى عملية إجراء الاختبارات.

تركيز تام على التحول إلى المركبات الكهربائية
تركيز تام على التحول إلى المركبات الكهربائية 

ولدى الشركة الكورية نماذج مختلفة من الطرز المزودة بالمحركات الهجينة مثل سوناتا وآي 30.

وقال كبير الإداريين التقنيين في أرامكو أحمد الخويطر حينها إن “التحدّي الحقيقي يكمن الآن في اتخاذ خطوات مهمة لإيجاد الوقود الأمثل لأنظمة الاحتراق فائقة القدرة مع انتشار السيارات الكهربائية الهجينة".

وتنتظر الصفقة المرتقبة موافقة مجلسي الإدارة في كل من رينو وجيلي، والتي من المتوقع أن تساعدها في اقتحام سوق نظيفة آخذ في النمو لتثبت أقدامها بقوة وسط منافسة شرسة من العديد من المصانع مثل تويوتا.

وقال أحد المصادر إن "صفقة شركة النفط مع جيلي ورينو لا تزال بحاجة إلى موافقة مجلسي إدارة شركتي صناعة السيارات”. فيما أكد آخر أن الشركات الثلاث تعمل على استكمال خطاب نوايا في الأسابيع المقبلة.

◙ 20 في المئة نسبة حصة شركة النفط في مشروع هورس/روبيك الذي لم يُعلن عن كلفته

وكانت جيلي، ورينو التي كشفت في 2019 عن نموذج هجين اطلقت عليه اسم "سينيك"، قد قالتا العام الماضي عندما أعلنتا عن المشروع الجديد أنه سيوظف قرابة 19 ألف شخص في 17 مصنعا لمجموعات نقل الحركة وثلاثة مراكز للبحث والتطوير.

ومن خلال اقتطاع أعمالها الخاصة بمحركات الاحتراق الداخلي، تخطط رينو للتركيز على السيارات الكهربائية في إطار جهودها لتجديد تحالفها مع شركة نيسان اليابانية.

وفي إطار ذلك، يحاول الصانع الفرنسي إقناع شريكه، وهو أحد أضلاع تحالف يضم كذلك شركة ميتسوبيشي اليابانية، بالاستثمار في وحدتها الجديدة للسيارات الكهربائية.

وبالنسبة إلى جيلي، فإن الصفقة مع رينو توسع لنهجها في بناء الشراكات للتوسع خارج الصين. وأعلنت الشركة سابقا عن صفقة تطوير محرك بنزين هجين مع مرسيدس بنز وتمتلك حصة في شركة صناعة السيارات الألمانية.

والمشروع المشترك بين جيلي ورينو ليس الشركة الوحيدة التي تستثمر في وجهة النظر بأن السيارات الهجينة الموفرة للوقود ستظل جزءا من المزيج حتى مع طرح المزيد من شركات صناعة السيارات لسيارات كهربائية.

وكان أكيو تويودا الرئيس التنفيذي لشركة تويوتا قد دافع عن استمرار استثمار شركته في السيارات الهجينة، مثل بريوس، قائلا إن “السيارات الكهربائية لا تزال باهظة الثمن”، وإن "البنية التحتية للشحن غير مكتملة".

 نحو استخدام أمثل للتكتولوجيا المتطورة
بداية التركيز الحقيقي على التكنولوجيا العصرية 

اقرأ أيضا: 

          ولادة كيان استثماري سعودي جديد لتمكين السياحة والترفيه والرياضة

 

10