أرامكو تكتفي بحصتها في مشروع المحركات الهجينة مع رينو وجيلي

ميلانو (إيطاليا) - استبعدت شركة أرامكو السعودية زيادة حصتها في مشروع المحركات الحرارية المشترك هورس باورترين، بينما تواصل استكشاف المزيد من الفرص لتعزيز تواجدها في قطاع التكرير وتوزيع المنتجات النفطية.
واستحوذت أرامكو في يونيو الماضي على 10 في المئة في المشروع المشترك بين شركتي رينو الفرنسية وجيلي الصينية، في إطار اهتمام عملاق النفط بقطاع صناعة السيارات بما يشمل ما يعرف بـ”الوقود الاصطناعي”.
ويأتي تأسيس المشروع البالغ قيمته 8.2 مليار دولار في وقت ينصب فيه تركيز معظم الشركات العالمية لتصنيع السيارات على تكثيف رأس المال على التحول إلى المركبات الكهربائية البحتة.
وقال ياسر مفتي، النائب التنفيذي للرئيس في قطاع الأعمال للمنتجات والزبائن في أرامكو، خلال مقابلة مع رويترز بمدينة ميلانو حيث كان يحضر سباق فورمولا 1 للسيارات في مونزا هذا الأسبوع إن “الحصة تلبي جميع الأهداف المالية والإستراتيجية للشركة”.
وفي أول تعليق من مسؤول تنفيذي كبير في أرامكو على أهداف الشركة المتعلقة بمشروع هورس باورترين، قال مفتي “سمعت الكثير من التكهنات حول الأمر لكن هدفنا كان دائما هو 10 في المئة”.
وستصل ملكية كل من جيلي ورينو إلى نحو 45 في المئة في المشروع المشترك الذي يهدف إلى إنتاج محركات البنزين والأنظمة الهجينة ونواقل الحركة لمحركات الاحتراق الداخلي. ومن المتوقع إتمام الاتفاق في وقت لاحق من العام الجاري.
وأوضح مفتي أن هورس باورترين تهدف إلى أن تصبح موردا عالميا لشركات صناعة السيارات التي يمكنها شراء محركات “جاهزة” متوافقة مع الوقود المتطور.
وقال “بحلول عام 2050، سيظل نصف أسطول (السيارات العالمي) يعمل بالمحركات التقليدية أو الهجينة”.
وفي العام الماضي أعلنت أرامكو عن شراكة مع هيونداي الكورية الجنوبية لدراسة أنواع وقود متطورة يمكن استخدامها في محركات هجينة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ومن المتوقع أن تجري أرامكو المزيد من عمليات الاستحواذ بعد تلك التي أبرمتها في الأشهر الاثني عشر الماضية، بما يعزز محفظة أعمالها في قطاع الطاقة.
وتضمنت الصفقات شراء شركة إسماكس للتوزيع في تشيلي والاستحواذ على حصة في شركة غاز ونفط باكستان المحدودة وشركة مد أوشن للطاقة ومقرها الولايات المتحدة، والتي تعد أول استثمار دولي لأرامكو في الغاز الطبيعي المُسال.
وقال مفتي “نحن منخرطون للغاية في هذا المجال”. وأضاف “لدينا الفرصة لإبرام صفقات دمج واستحواذ في مجال التكرير والتوزيع. وحاليا في الغاز الطبيعي المسال أيضا. الأهداف والأسواق موجودة، ونستفيد من الفرص حينما تأتي”.
تأسيس المشروع يأتي في وقت ينصب فيه تركيز معظم الشركات العالمية لتصنيع السيارات على تكثيف رأس المال على التحول إلى المركبات الكهربائية البحتة
وأنفقت أرامكو العام الماضي نحو تسعة مليارات دولار على عمليات استحواذ ارتفاعا من 4.2 مليار دولار في 2022، وفقا لبيانات مجموعة بورصات لندن.
وتجري الشركة حاليا محادثات للاستحواذ على حصص في شركتي شاندونغ يولونغ وهنغلي الصينيتين للبتروكيماويات.
وأعلنت الثلاثاء أنها توسع شراكتها مع فريق فورمولا 1 التابع لشركة أستون مارتن، وذلك قبل تنفيذ اللوائح الجديدة للمسابقة في 2026 بما يشمل متطلبات الوقود المستدام.
وقال مفتي إن أرامكو تستثمر “مئات الملايين” لبناء منشأتين تجريبيتين مع شركاء في السعودية وإسبانيا، لتطوير وقود اصطناعي يمكن استخدامه في محركات الاحتراق الداخلي للمساعدة في تقليل انبعاثات الكربون.
والوقود الاصطناعي ليس رخيصا، حيث يجري إنتاجه من خلال تفاعل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المحتجزة والهيدروجين المنتج باستخدام الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة أو الخالية من ثاني أكسيد الكربون.
وتقدر كلفة لتر الوقود الاصطناعي بنحو 2.22 دولار في حالة الإنتاج بكميات كبيرة، وهو ما يعادل أربعة أمثال سعر الجملة للبنزين.
وقال مفتي إن المنشأتين ستكونان “بداية ممتازة” لمساعدة أرامكو على فهم كيفية زيادة إنتاج الوقود الاصطناعي وخفض التكاليف. وأضاف “لدي ثقة بنسبة 100 في المئة في أن هيكل التكلفة الحالي سيتحسن بصورة كبيرة”.
وتقول مجموعة الضغط إي – فيول ألاينس أو تحالف الوقود الاصطناعي إن تكاليف تصنيع هذا النوع من الوقود قد تنخفض إلى ما بين 0.78 و1.47 دولار للتر في عام 2050.