أرامكو تقترح خطة أكثر تكافؤا في الفرص لتحقيق هدف تحول الطاقة عالميا

أرامكو تبدو متفائلة إزاء استهلاك النفط في الصين بعدما اتخذت الحكومة مجموعة من الإجراءات التحفيزية التي تهدف لإنعاش أكبر اقتصاد في آسيا.
الثلاثاء 2024/10/22
جهود مسح البصمة الكربونية

سنغافورة- يشكل اقتراح عملاق النفط السعودي أرامكو اعتماد خطة عالمية تكون فيها فرص التحول الأخضر أكثر تكافؤا دليلا على الصعوبات التي تعترض جهود الحكومات من أجل مسح البصمة الكربونية كما هو مخطط له.

ودعا رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر إلى وضع خطة محدثة لتحوّل الطاقة تكون بمثابة إصدار جديد للخطة الحالية التي أثبتت عدم نجاحها، وأن تأخذ في الاعتبار احتياجات جميع الدول، وخاصة الآسيوية وجنوب العالم بصورة عامة.

وحذّر في كلمته خلال أسبوع الطاقة الدولي بسنغافورة الاثنين من أن الدول النامية قد تحتاج إلى نحو 6 تريليونات دولار سنوياً لتحقيق تحوّل الطاقة، مشيراً إلى أن التكلفة تُقدر عالمياً بين 100 و200 تريليون دولار بحلول 2050.

وبحسب بيان صادر عن الشركة الاثنين قال الناصر إن “عملية التحول تتطلب مبالغ هائلة من الاستثمار الرأسمالي المبدئي وكلفة رأس المال أعلى من ضعفي هذه الكلفة في الدول النامية حيث الحاجة أكبر”.

أمين الناصر: عملية إزالة الكربون تتطلب مبالغ هائلة من الاستثمار
أمين الناصر: عملية إزالة الكربون تتطلب مبالغ هائلة من الاستثمار

وأضاف “ينبغي أن ينصبّ تركيزنا الرئيسي على ما يمكن تطبيقه عملياً وعدم الاكتفاء بالتنظير”. وشدد على ضرورة إعطاء الأولوية لخفض الانبعاثات بشكل منهجي، لتحقيق أقصى تأثير ممكن، وبتكلفة مقبولة، وفي إطار زمني معقول.

كما تطرق إلى أهمية عدم الانحياز لطاقة أو تقنية على حساب أخرى، مع العمل على تناول الأولويات الفعلية لأمن الطاقة وقدرة الدول على تحمل التكاليف والاستدامة ولا يراعي الدول الصناعية على حساب الدول النامية.

وتبدو أرامكو متفائلة إزاء استهلاك النفط في الصين بعدما اتخذت الحكومة مجموعة من الإجراءات التحفيزية التي تهدف لإنعاش أكبر اقتصاد في آسيا.

وأعاد الناصر التأكيد على هدف أرامكو المتمثل في تعزيز طاقتها من تحويل السوائل إلى مواد كيميائية لتبلغ 4 ملايين برميل يوميا، مع التركيز على السوق الصينية.

وتتزايد خشية خبراء المنظمات المعنية بالمناخ من أن البطء في تحديد خارطة طريق لمكافحة الاحتباس الحراري ووضع أهداف للانبعاثات الصفرية قد يقوض جهود العالم للتحول الأخضر وفق قواعد واتفاقات تم التعهد بها على مستوى الدول.

وتعد أحدث دراسة تتطرق إلى هذه المسألة الحساسة بمثابة جرس تحذير آخر من أن الطريق لا يزال طويلا للغاية من أجل إثبات أن وعود الحكومات ليس دائما تحقق غاياتها إذا لم تكن ثمة عزيمة وإصرار للتصدي إلى هذه المشكلة العالمية بشكل جماعي ومنسق.

وأظهر مسح سنوي لقياس التقدم العالمي في مكافحة تغير المناخ الكارثي الشهر الماضي أن أكثر من 40 في المئة من الشركات الكبرى والمدن والمناطق لم تحدد بعد أيّ أهداف لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي.

وأشار تحالف من مجموعات بحثية بجامعة أكسفورد إلى أنه في حين أصدرت المزيد من الحكومات والشركات تعهدات بالصفر الصافي منذ 2023، فقد تحول انتباهها بشكل أكبر بسبب الحروب والانتخابات والتحديات الاقتصادية، مما ترك “فجوة التزام” كبيرة.

6

تريليونات دولار احتياجات الاقتصادات النامية سنويا لتجسيد برامج الانتقال الأخضر

وأشار الباحثون في دراستهم إلى أنه مع استعداد البلدان لتقديم أهداف مناخية جديدة لعام 2035 للأمم المتحدة، يكافح صناع السياسات ومجالس إدارة الشركات لترجمة الأهداف طويلة الأجل إلى عمل ملموس، مع افتقار خطط الانتقال إلى القوة والتفاصيل.

وقال جون لانج، الذي يرأس وحدة الطاقة واستخبارات المناخ في منظمة نيت زيرو تراكر المعنية بالبيئة والمناخ إن “الموضوع المشترك في هذا التقرير هو الافتقار المستمر إلى النزاهة في جميع المجالات”.

ونظر التقرير في التزامات وخطط عمل تتعلق بصافي صفر انبعاثات من 198 دولة و706 منطقة فرعية و1186 مدينة، ونحو ألفي شركة مدرجة في مختلف البورصات على مستوى العالم.

وخلص الباحثون إلى أنه في حين قدم 1750 كيانا من أكثر من أربعة آلاف من التعهدات الرسمية بصافي الصفر، فإن ما يقرب من 1700 لم تحدد أهدافا من أيّ نوع.

وفي وقت سابق هذا الشهر ألغت الشركة خططاً لبناء مشروع للتكرير والكيميائيات في البلاد، وتقوم حاليا بمراجعة ثلاثة مشاريع أخرى في وقت تقوم فيه بتقييم خطط الإنفاق مع التركيز على التوسع في آسيا.

ويُعد الإلغاء علامة على أن أرامكو تعيد توجيه إنفاقها على المواد الكيميائية إلى آسيا، إذ تسعى إلى سلسلة من الصفقات في الصين من شأنها أن تضمن أيضاً الطلب على المدى الطويل على الخام السعودي.

وتنتج دول الشرق الأوسط الغنية بالنفط منذ فترة طويلة بعض البتروكيماويات التي تدخل في تصنيع منتجات مثل البلاستيك والتغليف كوسيلة للاستفادة من إمدادات الطاقة الرخيصة.

11