أرامكو تعيد هيكلة أصولها استعدادا لإدراج أسهمها في الأسواق

محللون يرحبون بخطط إعادة هيكلة الأصول غير النفطية لشركة أرامكو السعودية، ويؤكدون أنها تعطي زخما قويا لعملية تقييم الشركة قبل تنفيذ أكبر طرح أولي في العالم.
الثلاثاء 2018/06/05
خطوات إصلاح حاسمة

الظهران (السعودية) – كشفت مصادر مطلعة أمس أن أرامكو السعودية أسست وحدة تابعة لتضم صندوقها لمعاشات التقاعد الذي تقدر قيمته بالمليارات من الدولارات، وأنها قد تفصل وحدة الطيران التابعة لها.

وتأتي هذه الخطوة في وقت يعيد فيه عملاق صناعة النفط هيكلة بعض أصوله غير المرتبطة بالنفط والغاز قبل طرحها العام الأولي المزمع خلال وقت لاحق العام الجاري أو مطلع العام المقبل.

ونسبت وكالة رويترز لمصادر بالقطاعين المالي والنفطي قولها إن التحرك يهدف إلى تبسيط عمليات أرامكو وقد يزيد من سهولة تقييمها لأن مخاطر عملها ستكون أوضح وربما يساعد ذلك في تحقيق سعر أعلى لأسهمها.

وقال مصدر مطلع على خطط أرامكو إن هذه الإجراءات “ستجعل من أرامكو شركة أصغر حجما”، بينما امتنعت الشركة المملوكة للدولة عن التعقيب بشأن تلك الخطوات.

وتقول مصادر مطلعة إن أرامكو أسست شركة تابعة جديدة خاصة بوحدتها لإدارة صندوق معاشات التقاعد بها التي تقدر قيمتها بالمليارات من الدولارات قبل 6 أشهر.

وقال أحد المصادر لرويترز إن “الصندوق، الذي يطلق حاليا عليه اسم ‘وصاية’ يديره فريق صغير من المتخصصين بالقطاع المالي في الظهران، حيث يقع المقر الرئيسي لأرامكو”.

وذكر مصدر ثان مطلع على الخطوة لرويترز أن “هذا أفضل تصرف. إنه يرسم خطوطا جيدة واضحة تمنع استخدام المال من أجل أنشطة أعمال أخرى”.

وإلى جانب صندوق التقاعد، قال مصدران إن أرامكو قد تقسم بعض وحداتها غير النفطية مثل وحدة الطيران، إما عبر تأسيس مشروع مشترك لإدارته وإما جلب شركة خارجية لإدارة الأسطول.

وتشغل وحدة الطيران التابعة لأرامكو نحو عشر طائرات منها بوينغ 737 وإمبراير 170 وكذلك طائرات هليكوبتر تنقل الموظفين والزائرين إلى منشآت النفط والتكرير في أنحاء السعودية.

ويعتبر إدراج أرامكو الركيزة الأساسية لخطة الحكومة الطموحة “رؤية المملكة 2030”، التي يقودها ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان والهادفة لتنويع اقتصاد البلاد بعيدا عن الاعتماد على إيرادات النفط.

ويتوقع الأمير محمد بن سلمان أن يقيم الطرح العام الأولي أرامكو عند تريليوني دولار على الأقل، مما يعني أن بيع خمسة بالمئة قد يجمع 100 مليار دولار.

ويقيم محللون في القطاعين المالي والنفطي، قيمة أرامكو عندما تتراوح بين تريليون و1.5 تريليون دولار.

270 مليار برميل، احتياطات مؤكدة لدى أرامكو حاليا، في حين كانت تبلغ 260.8 مليار برميل في 2016

وفي العادة تكلف الحكومة ذراعها أرامكو، أكبر مجموعة نفطية على مستوى العالم، بتنفيذ مشاريع حكومية لها أهداف اجتماعية ومشروعات ضخمة لا يتحملها القطاع الخاص، مثل بناء المدن الصناعية وملاعب كرة القدم والمراكز الثقافية.

ولدى أرامكو مدارسها ومساكنها وأسطولها الخاص للطيران ومستشفياتها والتي يستخدمها موظفوها البالغ عددهم نحو 55 ألف موظف وكذلك عائلاتهم.

ولكن المصادر بالقطاع المالي تقول إن المستثمرين المحتملين في الطرح العام الأولي المتوقع أن يكون الأكبر في التاريخ ربما لا يريدون الانكشاف على مثل ذلك النسق المعقد من الأصول والذي لن يكون مربحا مثل أنشطة أرامكو النفطية الأساسية.

وأسست أرامكو مشروعا مشتركا مع مجموعة جاكوبس للهندسة وهي شركة بناء أميركية العام الماضي لتولي إدارة مشاريع البنية التحتية الحكومية ومشاريع أخرى غير مرتبطة بالنفط في إطار الاستعدادات لطرحها العام الأولي.

وهناك مشروع مشترك آخر يقع خارج النطاق التقليدي لشركة نفط، وهو مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي الذي تأسس في عام 2013 ليقدم المستشفى الأميركي الرعاية الصحية لموظفي أرامكو وعائلاتهم.

وأشار أحد تلك المصادر إلى أن المشروع المشترك ربما يُفتح أمام الجمهور ولا تقتصر الخدمات التي يقدمها على موظفي الشركة.

وتدافع أرامكو عادة عن تولي مشاريع خارج نشاطها الأساسي بقطاع النفط والغاز قائلة إنها “جزء من مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع”.

لكن مشاركة أرامكو في مشروعات مثل استاد الجوهرة لكرة القدم في جدة أو إدارة تصريف مياه السيول تثير انتقادات داخلية بأن الأيدي العاملة لا تُدار على نحو فعال.

وقال مصدر بقطاع النفط يعمل في السعودية إن “أرامكو لا تنظر فقط إلى مصالحها المرتبطة بالنفط والغاز وهذا يستنزف موارد الشركة من حيث المال والعاملين الأساسيين”. وأضاف “إذا كنت مستثمرا فيجب أن يكون واضحا جدا في ما استثمرت. لا يمكن أن يكون الأمر غامضا”.

وقامت الشركة بمراجعات كثيرة منذ بداية العام تمثلت في تصحيح كمية احتياطاتها النفطية المؤكدة التي لا تقل عن 270 مليار برميل، بينما كان الرقم المعلن في المراجعة السنوية للشركة نفسها للعام 2016 أقل من ذلك عند 260.8 مليار برميل.

11