أرامكو تسعى إلى استكشاف المزيد من الفرص في الصين

بكين - كشف عملاق النفط السعودي أرامكو أنه يسعى إلى استكشاف المزيد من الفرص في الصين خلال المرحلة المقبلة بعد أن نجح في القيام بمشاريع في قطاع النفط والتكرير في السنوات الأخيرة بفضل العلاقات القوية التي تجمع البلدين.
وقال رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين، أمين الناصر في كلمته بمنتدى التنمية الصيني إن أرامكو “تواصل على نحو جاد استكشاف فرص استثمارية جديدة وإضافية في الصين التي تشكل سوقاً كبيرة للشركة وعنصرا رئيسيا في الإستراتيجية العالمية لها.”
وتتوزع استثمارات الشركة حاليا في مقاطعات فوجيان ولياونينغ وتشجيانغ وتيانجين، وتسعى حاليّا أيضا إلى مواصلة اقتناص فرص إضافية، تشمل الطاقة والمواد الكيميائية، وكذلك تطوير التقنية، وفق الناصر.
وكرر موقف بلاده بأن أرامكو تدعم أمن الطاقة والمواد الكيميائية في الصين من خلال الاستثمار في مشاريع متعددة بقطاع التكرير والكيمياويات والتسويق.
واستثمرت الشركة في عدة مصاف في الصين قادرة على إنتاج المزيد من المنتجات الكيميائية وتقليل وقود النقل.
وتهدف إلى امتلاك حصص تتراوح بين 10 و20 في المئة في مثل هذه المشاريع، مع تأمين عقود لتوريد حوالي 60 في المئة من احتياجات المنشأة من النفط، ما يضمن طلباً طويل الأجل.
وفعليا، تجري أرامكو محادثات لشراء حصة تبلغ 10 في المئة في شركة هينغلي بتروكيميكالز الصينية، وتسعى لإبرام صفقات مماثلة مع شركتين صينيتين أخريين.
وكانت قد أبرمت صفقة منفصلة قيمتها 3.4 مليار دولار لشراء حصة في شركة رونغشينغ بتروكيميكال خلال العام قبل الماضي.
واعتبرت محللون أن الصفقة ستُسهم في زيادة توسيع وجود الشركة السعودية بشكل كبير في أعمال التكرير والكيميائيات والتسويق في الصين.
وحددت أرامكو أنها ستعمل من خلال الشراكة على تصدير 480 ألف برميل يوميا من النفط الخام العربي إلى شركة جيجيانغ للنفط والبتروكيمياويات المحدودة التابعة لشركة رونغشنغ، بموجب اتفاقية مبيعات طويلة الأجل.
وفي نوفمبر 2024 أعلنت الشركة عن بدء تشييد مشروع بتروكيماويات جديد، يُسمى بالمرحلة الثانية من “فوجيان غولي”، وذلك بالشراكة مع سينوبك وفوجيان بتروكيميكال الصينيتين.
وتقوم الشركة المملوكة للدولة، والتي استثمرت أكثر من 80 مليار دولار في أعمال البتروكيماويات والتكرير منذ عام 2016، بالفعل باتخاذ خطوات في الصين، حيث اشترت حصة في إحدى الشركات العام الماضي، وتجري محادثات لشراء شركتين أخريين.
وترى السعودية أن الطلب على البتروكيماويات المستخدمة في صناعة السلع مثل البلاستيك سيستمر في الارتفاع خلال العقود المقبلة، حتى مع احتمال تراجع استخدام النفط في النقل مع تحول الطاقة العالمية.
أرامكو ستعمل من خلال الشراكة على تصدير 480 ألف برميل يوميا من النفط الخام العربي إلى شركة جيجيانغ للنفط والبتروكيمياويات المحدودة التابعة لشركة رونغشنغ
ويتوقع الناصر أن يتحول الطلب على النفط في الصين من الاستخدام كوقود في مجالات النقل الخفيف إلى الاستخدام في صناعة البتروكيمياويات بسبب الحاجة المتزايدة إلى البلاستيك والألياف الصناعية وغيرها من المواد المتطورة.
وأشار إلى أن توفير إمدادات موثوقة من هذه المواد سيكون ضروريا لقطاعات النمو المهمة وعالية الجودة في الصين، فهذه المواد تدخل في مجالات مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وصناعة السيارات والفضاء والبناء والتشييد.
ويعتبر الناصر من ضمن الرؤساء التنفيذيين الذين سافروا إلى بكين لحضور المنتدى والذي تضمن لقاء مع الرئيس الصيني شي جينبينغ عقد الاثنين.
وفي العام الماضي زاد استهلاك أكبر اقتصاد في آسيا من النفط بمقدار 180 ألف برميل فقط يومياً، وهو أقل من خمس النمو الذي شهده عام 2023، حيث تتصارع الصين مع مجموعة من التحديات الاقتصادية، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
وتتوقع الوكالة، التي تتخذ من باريس مقراً لها، أن يرتفع النمو بشكل طفيف إلى 220 ألف برميل يومياً في عام 2025، في حين يظل مقيداً بمؤشرات على دوامة انكماشية عميقة.
ويرجع هذا الضعف جزئياً إلى انخفاض أسعار النفط بنسبة 3 في المئة العام الماضي، وهو ما فاق تأثير المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.