أرامكو تدعم بصمتها الكربونية بأكبر صندوق للاستثمار الجريء

الرياض- أطلقت شركة النفط السعودية العملاقة (أرامكو) الأربعاء صندوقا بقيمة 1.5 مليار دولار لدعم تحول عالمي شامل في مجال الطاقة والمضي قدما في مسح البصمة الكربونية للبلد الخليجي.
وكشفت الشركة عن الصندوق، الذي يُعد أحد أكبر صناديق رأس المال الجريء على مستوى العالم، خلال فعاليات النسخة السادسة لمبادرة مستقبل الاستثمار التي تختتم فعالياتها الخميس في العاصمة الرياض.
وسيستهدف “صندوق الاستدامة” التابع لعملاق النفط السعودي استثمارات على المستوى العالمي مع تركيز مبدئي على مجالات تشمل عزل الكربون وتخزينه وخفض الانبعاثات الضارة، وكذلك الهيدروجين والأمونيا والوقود الصناعي.
وبحسب بيان الشركة “يُعد الصندوق الذي ستديره أرامكو فينتشرز ذراع أرامكو السعودية لرأس المال الجريء، امتدادا لجهود الشركة لتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري”.
1.5
مليار دولار حجم صندوق الاستدامة الذي سيركز على احتجاز الكربون وتخزينه
وسيسعى الصندوق للاستثمار في التقنيات التي تدعم طموح أرامكو بالوصول إلى الحياد الصفري للانبعاثات في أعمالها التشغيلية في 2050، بالإضافة إلى تطوير أنواع وقود جديدة منخفضة الكربون.
وستشمل مجالات تركيز الصندوق، احتجاز الكربون وتخزينه، وحلول انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتقدم في كفاءة الطاقة، والحلول المناخية القائمة على الطبيعة، وحلول الاستدامة الرقمية، والهيدروجين.
ونقل البيان عن رئيس مجلس إدارة أرامكو ياسر الرميان قوله “يُعد التغيّر المناخي قضية بالغة الأهمية، ولذلك فإن إطار الاستدامة متكامل مع إستراتيجية أرامكو السعودية وقراراتها الاستثمارية”.
وأضاف “تهدف أرامكو إلى تمكين تحول مستقر وشامل للطاقة، يلبّي احتياجات العالم من الطاقة مع انبعاثات أقل”.
وجاءت الخطوة بعد يوم من إطلاق السعودية أول مزاد لتداول تعويضات الكربون في الشرق الأوسط شارك فيه 15 كيانا من السعودية والمنطقة، حيث عرضت 1.4 مليون طن من الائتمان الكربوني.
وقال صندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي) في بيان إن “الائتمان الكربوني يتوافق مع كورسيا”، وهو برنامج تديره منظمة الطيران المدني الدولي، وهو مسجل لدى فيرا، أكبر شركة للتحقق من التعويضات في العالم.
ويأتي الإعلان عن إطلاق صندوق الاستدامة في الوقت الذي قال فيه مسؤولون سعوديون إن التحول عن مصادر الطاقة الكربونية يمكن أن يستغرق عقودا، الأمر الذي يجعل من الضروري مواصلة الاستثمار في الموارد التقليدية.
وحذرت السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، والدول الأخرى الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من نقص الاستثمار في مصادر الوقود الأحفوري خاصة في ظل وجود فائض ضعيف في الطاقة الإنتاجية بينما مازال الطلب قويا نسبيا رغم قوة الرياح المعاكسة في المشهد الاقتصادي.
وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو أمام منتدى اقتصادي أعلن خلاله تأسيس صندوق الاستدامة الجديد “خطة التحول الراهنة معيبة للأمانة”. وأضاف “إنها غير مثمرة للحقيقة. ما نحتاج إليه هو خطة تحول واقعية مثلى”.
ومضى قائلا “نحتاج إلى أن ندرك أن الاختيارات المتاحة اليوم ليست جاهزة لتحمل العبء الثقيل المتمثل في الطلب المتنامي على الطاقة ولذلك نحتاج إلى العمل بالتوازي إلى أن تكون البدائل جاهزة”.
وتسعى السعودية ودول خليج عربية أخرى لتعزيز جهودها في مجال الطاقة النظيفة. وقالت الرياض في العام الماضي إنها تهدف إلى التخلص تماما من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، التي ينتج معظمها عن حرق الوقود الأحفوري، بحلول 2060.
وقال وزير المالية محمد الجدعان أمام مؤتمر إن “التفكير في الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة وتغير المناخ أصبح الآن هو الأكثر واقعية، لأن الانتقال في الواقع لن يستغرق سنة واحدة، ولا عشر سنوات، ولكن ربما 30 سنة”، مما يستلزم مواصلة الاستثمار في الموارد التقليدية لضمان أمن الإمدادات.
وأوضح أنه في الوقت الذي يواجه الاقتصاد العالمي “ستة أشهر صعبة للغاية”، فإن التوقعات بالنسبة إلى الدول الخليجية المنتجة للنفط “جيدة جدا” مع احتمال أن تظل كذلك خلال السنوات الست المقبلة.
ومضى الجدعان قائلا “في المنطقة نبذل جهودا كبيرة لتقليل الانبعاثات فعليا ونستثمر الكثير في الطاقة التقليدية ولكننا نستثمر أيضا في مبادرات (مكافحة) تغير المناخ”.
وأشار إلى أن التعاون العالمي ضروري لتحقيق الاستقرار وأن دول الخليج العربية ستساعد دول المنطقة في مواجهة آفاق اقتصادية “شديدة الصعوبة”.