أرامكو تحث الخطى للتوسع في مشاريع الغاز

الرياض - يحث عملاق النفط السعودي أرامكو الخطى لاستكشاف الفرص التي تخول للشركة التوسع في مشاريع الغاز الطبيعي، في سياق خطة بعيدة المدى للاستثمار في هذا المورد والمنافسة لانتزاع حصة من السوق العالمية في المستقبل.
وفي أحدث خطوة بهذا الاتجاه، كشفت مصادر مطلعة لرويترز الأربعاء أن أرامكو تجري محادثات مع شركتي تيلوريان ونيكست ديكيد الأميركيتين بشأن مشروعين منفصلين للغاز الطبيعي المسال وسط مساع من الشركة للتوسع في تجارة وإنتاج الغاز.
وتعطي التحركات السعودية المتسارعة باتجاه توسيع الاستثمار في مجال صناعة الغاز لمحة أكثر وضوحا عن نوايا الدولة الخليجية الغنية بالنفط لمزاحمة جارتها قطر، التي تواجه تحديات للانفراد بالسباق العالمي.
وتسابق الرياض الخطى لإنجاز مشروعها الإستراتيجي بالتوسع في إنتاج الغاز والدخول بقوة إلى أسواقه وتلبية حاجاتها والمنافسة في هذا القطاع الحيوي، بوتيرة تنقلها من الاكتفاء الذاتي إلى التصدير المباشر والاستثمار في مصادره الخارجية بشراكات عالمية.
ولطالما تجاهلت أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، الغاز واعتبرته أمرا تكميليا وأقل ربحية من النفط رغم امتلاكها رابع أكبر احتياطي في العالم.
عملاق النفط السعودي يبحث شراء حصة في محطة دريفت التابعة لشركة تيلوريان وإبرام اتفاق لشراء الغاز مع نيكست ديكيد
لكن رؤية 2030 التي تهدف إلى استثمار كل الإمكانات التي تمتلكها البلاد، والتي تثاقلت أو تساهلت في استغلالها تعزز الآن هذا التوجه الجديد، فضلا عن تلبية الطلب المحلي المتزايد على الكهرباء.
وازدهر إنتاج الغاز في الولايات المتحدة على مدى العقد الماضي في ظل تنافس شركات نفط كبرى ومنافسين لأرامكو، مثل قطر للطاقة، على بناء عدة مشاريع لتصدير الغاز إلى أوروبا وآسيا.
وتجري أرامكو محادثات مع تيلوريان لشراء حصة في محطة دريفت وود للغاز الطبيعي المسال التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 27.6 مليون طن سنويا وتقع بالقرب من بحيرة تشارلز بولاية لويزيانا الأميركية.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها نظرا لأن المحادثات غير معلنة إن “مسؤولي أرامكو زاروا الموقع ثلاث مرات الشهر الماضي وإن مسؤولين تنفيذيين من شركة وودسايد الأسترالية كانوا بصحبتهم في إحدى تلك الزيارات”.
وتجري أرامكو أيضا محادثات مع شركة الغاز الطبيعي المسال الأميركية نيكست ديكيد سعيا لإبرام اتفاق طويل الأجل لشراء الغاز من وحدة معالجة خامسة مزمعة في منشأتها في ريو غراندي البالغة قيمتها 18 مليار دولار.
وامتنعت أرامكو عن التعليق. وقالت تيلوريان إنها لا تعلق على تكهنات السوق. وقالت وودسايد إنها تقيم باستمرار فرص النمو العضوي وغير العضوي لكنها امتنعت عن التعليق أكثر من ذلك. ولم ترد نيكست ديكيد بعد على طلب رويترز للتعليق.
أرامكو تسعى لتعزيز مكانتها في سوق الغاز الطبيعي المسال التي من المتوقع أن تنمو بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2030
وتسعى الشركة السعودية لتعزيز مكانتها في سوق الغاز الطبيعي المسال التي من المتوقع أن تنمو بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2030، وخصوصا في الولايات المتحدة حيث من المتوقع أن تزيد القدرة الإنتاجية لنحو المثلين تقريبا خلال السنوات الأربع المقبلة.
وأمضت تيلوريان سنوات وأنفقت مئات الملايين من الدولارات في محاولة لتمويل وبناء محطة دريفت وود.
وفي الخريف الماضي، حذرت تيلوريان المستثمرين من أن الشركة قد لا تتمكن في غضون عام من تغطية تكاليف التشغيل والديون بسبب استمرار الخسائر وتضاؤل الاحتياطيات النقدية.
وقال كوشال راميش، نائب رئيس شركة ريستاد أنيرجي لأبحاث الغاز، إن “الاستثمار في أرامكو يمكن أن يوفر التحول الذي تحتاجه محطة دريفت وود للغاز الطبيعي المسال”.
ولن تتأثر دريفت وود بوقف الرئيس الأميركي جو بايدن مؤقتا مشروعات تصدير الغاز الطبيعي المسال، إذ إن لديها بالفعل تصريحا من وزارة الطاقة لتصدير الغاز فائق التبريد الخاص بالمحطة إلى البلدان التي ليست لديها اتفاقيات تجارة حرة مع الولايات المتحدة.
ومددت لجنة تنظيم الطاقة الاتحادية الأميركية في فبراير تصريحا لتيلوريان ثلاث سنوات لاستكمال بناء دريفت وود.
وأرامكو أحد أكبر منتجي النفط في العالم وأكبر مصدر له، إذ تضخ نحو 10 في المئة من إمدادات النفط الخام في العالم. ومع ذلك، فإن وجودها في سوق الغاز الطبيعي المسال يتضاءل أمام قطر. كما تتمتع أدنوك الإماراتية بوجود أكبر في هذه السوق.
وقامت الشركة السعودية بأول استثمار لها بهذا المورد في الخارج عندما اشترت حصة في شركة ميد أوشن أنيرجي ومقرها الولايات المتحدة مقابل نصف مليار دولار العام الماضي.
وذكرت رويترز في مارس الماضي، أن أرامكو تجري محادثات للاستثمار في مشروع بورت آرثر التابع لشركة سيمبرا إنفراستراكتشر في تكساس.
كما أنها تنافس شركة شل لشراء أصول شركة بافيليون أنيرجي لتجارة الغاز الطبيعي المسال المملوكة لشركة تيماسيك.