أرامكو تبرم شراكة مع رينو وجيلي لتطوير محركات هجينة

التحالف لم يطلق اسما على الشركة بعد ولكنها ستعمل في مجال تطوير وتوريد محركات الاحتراق الداخلي والتقنيات الهجينة.
الجمعة 2023/03/03
استثمار مدروس نتائجه مربحة

باريس/بكين - توصلت شركة أرامكو السعودية النفطية العملاقة الخميس إلى اتفاق للاستحواذ على حصة أقلية في شركة جديدة لتقنيات نقل الحركة تعتزم شركة رينو الفرنسية وجيلي الصينية للسيارات الاشتراك في تأسيسها.

وتأتي هذه الخطوة في وقت ينصب فيه تركيز معظم الشركات العالمية لتصنيع السيارات على تكثيف رأس المال للتحول إلى المركبات الكهربائية البحتة.

وكانت رويترز قد نقلت عن مصادر في يناير الماضي قولها إن "أرامكو في مرحلة متقدمة من المحادثات للاستحواذ على حصة تصل إلى 20 في المئة في شركة لتقنيات نقل الحركة مشتركة بين جيلي ورينو سبق الإعلان عنها".

ولم يطلق هذا التحالف اسما على الشركة بعد ولكنها ستعمل في مجال تطوير وتوريد محركات الاحتراق الداخلي والتقنيات الهجينة.

لوكا دي ميو: المشروع يسهم في نقل المحركات إلى مستوى متقدم
لوكا دي ميو: المشروع يسهم في نقل المحركات إلى مستوى متقدم

وقالت رينو وجيلي في بيان مشترك الخميس إن "من المتوقع أن تحتفظ جيلي ورينو بحصتين متساويتين في الكيان المستقل الجديد"، لكن لم يتم الإفصاح عن حجم حصة كلتيها وحجم استثمار أرامكو في الشركة الجديدة.

ويهدف المشروع المشترك الجديد إلى تطوير محركات بنزين أكثر كفاءة وأنظمة هجينة في وقت يركز معظم قطاع صناعة السيارات على التحول إلى السيارات الكهربائية تماما الذي يتطلب رؤوس أموال كبيرة.

وتوقع لوكا دي ميو الرئيس التنفيذي لشركة رينو أن تسهم الشراكة مع أرامكو وجيلي في نقل الشركة الجديدة إلى مستوى متقدم، وتعزز ريادتها في تقنية نقل الحركة لمحركات الاحتراق الداخلي منخفضة الانبعاثات بدرجة كبيرة.

وبتأسيس نشاطها في قطاع محركات الاحتراق الداخلي، تعتزم رينو التركيز على السيارات الكهربائية في إطار إعادة هيكلة واسعة النطاق للشركة الفرنسية تشمل أيضا عملية إصلاح لتحالفها المستمر منذ عقود مع نيسان موتور اليابانية.

وقال دي ميو “مشاركة أرامكو بخبرتها الفريدة في أعمالنا ستعزز لدينا تطوير الابتكارات المتقدمة في مجالات الوقود الصناعي والهيدروجين”.

وستجعل هذه الصفقة أرامكو أول شركة كبيرة منتجة للنفط تستثمر في قطاع السيارات، حيث ينذر انتشار السيارات الكهربائية بخفض الطلب على أنواع الوقود التقليدية.

وفي العام الماضي أعلنت أرامكو عن شراكة مع هيونداي موتور لدراسة أنواع وقود متطورة يمكن استخدامها في محركات هجينة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وبالنسبة إلى جيلي تعزز الصفقة مع رينو محاولاتها لبناء شراكات من أجل التوسع خارج الصين. وسبق أن أعلنت جيلي عن صفقة لتطوير محرك بنزين هجين مع مرسيدس بنز وتملك حصة في شركة صناعة السيارات الألمانية.

وقالت الشركتان إن “طاقة إنتاج الشركة الجديدة ستبلغ أكثر من خمسة ملايين من محركات الاحتراق الداخلي والمحركات الهجينة والمحركات الهجينة المدمجة ونواقل الحركة سنويا”.

وهذا الإعلان جاء مع إطلاق السعودية خطة استثمارية تقودها أرامكو وسابك للكيماويات بقيمة 51.2 مليار دولار، في إطار مبادرة تدعمها الحكومة.

والمشروعات جزء من برنامج تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص (شريك)، وهو مبادرة لضخ استثمارات بقيمة 1.34 تريليون دولار أعلنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في عام 2021.

◙ المشروع المشترك الجديد يهدف إلى تطوير محركات بنزين أكثر كفاءة وأنظمة هجينة في وقت يركز معظم قطاع صناعة السيارات على التحول إلى السيارات الكهربائية

ونسبت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إلى عبدالعزيز العريفي الرئيس التنفيذي المكلف لبرنامج شريك قوله إن "البرنامج وافق على الحزمة الأولى من المشاريع، بما في ذلك خمسة استثمارات لأرامكو في البتروكيماويات والحوسبة السحابية ومحركات السفن".

وستتلقى شركة أكوا باور دعما لبناء أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم، فيما ستحصل شركة معادن على الدعم لزيادة إنتاج الأسمدة الفوسفاتية، وستشيد سابك أول مركز لتصنيع المحفزات في المملكة.

وستحصل استثمارات أخرى في الاتصالات السلكية واللاسلكية والخدمات اللوجستية على دعم برنامج شريك.

وكان الأمير محمد قد أعلن عن استثمارات بقيمة 3.2 تريليون دولار تخطط لها بلاده بحلول 2030، وتشمل برنامج شريك، و800 مليار دولار من الصندوق السيادي، و540 مليون دولار في الاستثمارات الأجنبية.

وفي إطار تلك الخطط، ضغط المسؤولون على شركات عالمية للاستثمار في السعودية ونقل مقارها الإقليمية إلى الرياض للاستفادة من العقود الحكومية.

لكن السعودية تبذل جهودا لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وهو أحد ركائز رؤية 2030، الذي بلغ ما يقل قليلا عن 4.1 مليار دولار في النصف الأول من عام 2022، وهو جزء صغير من الهدف البالغ 100 مليار دولار في نهاية العقد.

11