أديس أبابا تنفي التوجه لحرب مع أسمرة للوصول إلى البحر الأحمر

أديس أبابا - أكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اليوم الخميس أن حكومته لن تسعى إلى الصراع مع إريتريا بشأن مسألة الوصول إلى البحر الأحمر، وذلك بعد تحذير مسؤولين وخبراء في المنطقة من خطر نشوب حرب محتملة بين الدولتين.
وقال أبي أحمد في منشور لمكتبه على منصة إكس "ليست لدى إثيوبيا أي نية للدخول في صراع مع إريتريا بغرض الحصول على منفذ إلى البحر".
وأضاف في خطاب ألقاه أمام البرلمان أن على الرغم من أن الوصول إلى البحر الأحمر هو مسألة وجودية بالنسبة لإثيوبيا الحبيسة فإن حكومته تريد معالجة الأمر سلميا عن طريق الحوار.
ورفض رئيس الوزراء الإثيوبي مزاعم الحرب ووصفها بأنها لا أساس لها من الصحة، وأكد أن إثيوبيا "لا تخشى أي غزو".
ويسعى آبي أحمد من خلال تصريحاته إلى تهدئة التوترات ونزع فتيل الأزمة بين البلدين، حيث أشار إلى أن إثيوبيا ترغب في علاقات حسن جوار مع جميع دول المنطقة، وأنها تسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري معها.
وتصاعدت التوترات بين إثيوبيا وإريتريا في الأشهر الأخيرة بسبب مسألة الوصول إلى البحر الأحمر، حيث تسعى إثيوبيا إلى الحصول على منفذ بحري، في حين ترفض إريتريا ذلك.
ودعت إريتريا الثلاثاء المجتمع الدولي إلى "ممارسة الضغط" على إثيوبيا لاحترام "سيادة الدول المجاورة وسلامة أراضيها"، في سياق متوتر بشكل متزايد بين البلدين في القرن الأفريقي.
وإثيوبيا، ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، بنحو 120 مليون نسمة، يعاني اقتصادها من القيود بسبب افتقارها إلى الوصول إلى البحر الأحمر، وهو شريط ضيق من المياه بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية.
وفقدت إثيوبيا سواحلها بعد انفصال إريتريا عن أديس أبابا وإعلان استقلالها رسميا في عام 1993 بعد حرب استمرت ثلاثة عقود، ما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين.
وبين عامَي 1998 و2000، اندلعت حرب دامية بين البلدين على خلفية نزاعات إقليمية ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.
وعام 2018، أبرم رئيس الوزراء الإثيوبي اتفاق سلام مع الرئيس أسياس أفورقي الذي يحكم إريتريا بقبضة من حديد منذ 1993.
ثم توترت العلاقات مجددا في نوفمبر عام 2022 بعد استبعاد إريتريا من محادثات إنهاء الحرب في إقليم تيغراي (شمال) حيث دعم الجيش الإريتري القوات الإثيوبية ضد المتمردين.
وأثارت طموحات آبي أحمد في حصول إثيوبيا على منفذ إلى البحر غضب أسمرة التي اتهمتها بالتطلع إلى ميناء عصب الاريتري.
وقال وزير الإعلام الإريتري يماني جبر ميسكل على منصة إكس مساء الثلاثاء إن "إريتريا تربكها طموحات إثيوبيا الخاطئة والقديمة المرتبطة بالوصول إلى منفذ بحري 'من خلال الدبلوماسية أو القوة العسكرية'" داعيا المجتمع الدولي إلى "الضغط على إثيوبيا لاحترام سيادة الدول المجاورة وسلامة أراضيها".
واعتبر أن "استعدادات إريتريا المزعومة للحرب ضد إثيوبيا" بأنها "اتهامات كاذبة".
وفي فبراير الماضي، أكّدت منظمة "هيومان رايتس كونسيرن إريتريا" غير الحكومية (HRCE) إن أسمرة أمرت "بتعبئة عسكرية وطنية" لجميع المواطنين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما.
وقال الجنرال تسادكان جبري تينساي، الخبير الاستراتيجي للقوات في تيغراي التي تتشارك حدودا طويلة مع إريتريا، إن "حربا بين إثيوبيا وإريتريا قد تندلع في أي لحظة".
وأي تجدد للاشتباكات بين اثنين من أكبر الجيوش في أفريقيا سينهي تقاربا تاريخيا نال بسببه أبي أحمد جائزة نوبل للسلام في 2019 كما يخاطر بوقوع كارثة إنسانية في منطقة تعاني بالفعل من تداعيات الحرب في السودان.
وشهدت المنطقة واحدة من أعنف الحروب في العقود الأخيرة قُتل فيها 600 ألف شخص على الأقل، فيما كانت مسرحا لاشتباكات منذ أسابيع بين فصيلين من الحزب الحاكم في تيغراي.