أديس أبابا تراهن على عملية محدودة للتخلص من صداع "تيغراي"

أديس أبابا - لم يظهر الصراع في إقليم تيغراي الواقع شمالي إثيوبيا أي بوادر للتهدئة على الرغم من الضغوط الدولية على حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد والفصيل العرقي القوي الذي قاد الائتلاف الحاكم لعقود من أجل خفض التصعيد.
وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي الجمعة أن العمليات العسكرية التي شنّتها قواته في إقليم تيغراي أهدافها واضحة ومحدودة في وقت تزداد المخاوف من احتمال اندلاع حرب طويلة الأمد في البلاد.
وكتب رئيس الوزراء في تغريدة إن "أهداف العمليات الجارية التي تنفّذها قوات الدفاع الفيدرالية في شمال إثيوبيا واضحة ومحدودة ويمكن تحقيقها وهي إعادة حكم القانون والنظام الدستوري وحماية حقوق الإثيوبيين في العيش بسلام أينما كانوا في البلاد".
وقال آبي إن حكومته "حاولت بصبر على مدى شهور حل الخلافات سلميا مع قادة جبهة تحرير شعب تيغراي. لجأنا إلى الوساطات والمصالحة والحوار".
وأضاف " فشلت جميع المحاولات بسبب العجرفة الإجرامية وتعنّت جبهة تحرير شعب تيغراي. وكان هجوم الجبهة على القيادة العسكرية الشمالية التي تتخذ في تيغراي مقرا القشة التي قصمت ظهر البعير".
وتقاتل القوات الحكومية الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي ظلت لعقود القوة السياسية المهيمنة في الائتلاف الحاكم متعدد الأعراق في إثيوبيا حتى تولى آبي المنتمي إلى عرقية "الأورومو" السلطة قبل عامين.
ويواجه آبي ضغوطا دبلوماسية دولية لوقف الحملة العسكرية على الإقليم.
وعبّر أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه البالغ إزاء القتال في تيغراي.
وقال غوتيريش في رسالة على تويتر الجمعة "استقرار إثيوبيا مهم لمنطقة القرن الأفريقي بأسرها. أدعو إلى خفض فوري للتصعيد وحل النزاع سلميا".
وتخشى دول المنطقة أن تتصاعد الأزمة إلى حرب شاملة تحت قيادة آبي الذي حصل على جائزة نوبل للسلام العام الماضي بعدما أنهى نزاعا استمر على مدى عقود مع إريتريا المجاورة، لكنه فشل في منع اندلاع اضطرابات عرقية.
وأعلن نائب رئيس هيئة الأركان الإثيوبي برهانو جولا الخميس، أن المسلحين في ولاية تغراي أجبروا الجيش على دخول "حرب لا معنى لها".
وقال الجنرال جولا في بيان، إن المتطرفين هاجموا القيادة الشمالية للجيش في الولاية الأربعاء.
وأضاف أنه تم إرسال الجيش الإثيوبي إلى تغراي لإحباط أي هجمات وهو الآن "يضطلع بمسؤوليته في إعادة المنطقة إلى النظام الدستوري".
وأضاف المسؤول العسكري أن القوات الإثيوبية لا تتوقع أن يأتي أي هجوم من هذا القبيل من السلطات الإقليمية.
وبحسب برهانو، ستجري قوات الدفاع الإثيوبية عمليات تركز على القضاء على القوات المتطرفة لجبهة تحرير شعب تغراي.
وشنت قوات "جبهة تحرير شعب تغراي" أكبر حركة سياسية في الولاية هجوما على القوات الوطنية في وقت كان فيه الجيش الإثيوبي يساعد في جهود مكافحة انتشار الجراد الصحراوي في المنطقة.
والأربعاء، كشف رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أن "الهجوم على قوات الدفاع الوطني تم إحباطه"، مشيرا إلى أنه أمر الجيش بالتحرك ضد الجبهة.
وعلى إثره، أعلن مجلس الوزراء الإثيوبي في اجتماعه الاستثنائي الحادي والعشرين، حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر في ولاية تغراي.
وشكل هجوم جبهة تحرير تيغراي فرصة لرئيس الوزراء للتحرك وضرب الجبهة التي شكلت له صداعا مزمنا.
وكان قادة الإقليم الذين هيمنوا على السياسة الوطنية لثلاثين عاما قبل وصول آبي أحمد إلى السلطة في 2018، رفضوا تمديد البرلمان الفيدرالي لولاية النواب - الوطنيين والمحليّين - وقرّروا تنظيم انتخابات في منطقتهم في سبتمبر.
ومنذ ذلك الحين، يعتبر كل معسكر المعسكر الآخر غير شرعي. وصوّت أعضاء مجلس الشيوخ الإثيوبي في أوائل أكتوبر لمصلحة قطع الاتصالات والتمويل بين السلطات الفيدرالية والمسؤولين في تيغراي.
وفي إطار هذا التوتر فرضت عمليات مراقبة على الطواقم والمعدّات العسكرية في الإقليم.
ومنعت جبهة تحرير شعب تيغراي الجمعة جنرالا عيّنته أديس أبابا من تولّي منصبه هناك واضطر إلى العودة أدراجه بعدما تمّ إبلاغه بأن "تعيينه لا يعتبر شرعيا".
ويعتبر آبي أحمد أول رئيس وزراء مسلم يرأس حكومة في إثيوبيا، من عرقية الأورومو وهي أكبر مجموعة عرقية في البلاد، اعتادت الشكوى من الاضطهاد الحكومي ضدها لعقود سبقت تولي آبي السلطة.