أديس أبابا تتهم الخرطوم بقصف منطقة حدودية متنازع عليها

أديس أبابا - قال مسؤول إثيوبي إن القوات المسلحة السودانية أطلقت نيران المدفعية الثقيلة خلال اشتباكات في منطقة شرقية متنازع عليها على الحدود مع إثيوبيا، في أحدث هجوم في نزاع طويل الأمد على حدودهما المشتركة، فيما نفى الجيش السوداني ما قال إنه تقارير عن تحركات واحتجاز أسرى لجنود إثيوبيين في منطقة الفشقة.
وتمكن السودان الثلاثاء من السيطرة على منطقة جبل قلع اللبان، القريبة من الحدود المتنازع عليها، على إثر قصف مدفعي وضربة جوية، بحسب مصدر عسكري سوداني طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث إلى الصحافة.
وقال آسفا آشيجي، وهو مسؤول أمني كبير في منطقة أمهرة الإثيوبية، إن الجيش السوداني أطلق نيران المدفعية بعيدة المدى من صباح الاثنين حتى بعد ظهر الثلاثاء، لكن لم يصب أحد بأذى.
ونقلت رويترز عن اثنين من السكان قولهما إن الجيش السوداني سيطر على جبل قلع اللبان ودمر قاعدة عسكرية هناك، ولم يتضح ما إذا كانت القاعدة تابعة للجيش الإثيوبي أم ميليشيا حليفة.
ولم يرد متحدث باسم الجيش السوداني على طلب للتعليق. ولم يرد المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية ليجيسي تولو حتى الآن على طلبات للتعليق.
ونفى الجيش السوداني في بيان ما قال إنه تقارير عن تحركات واحتجاز أسرى.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة "قد تواترت اليوم (الثلاثاء) على بعض القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية أنباء عاجلة غير صحيحة ومضللة، منسوبة للجيش السوداني ومصادر عسكرية، عن تحركات للقوات وأسر جنود إثيوبيين في منطقة الفشقة".
وأضاف البيان الذي نقلته وكالة السودان للأنباء "تؤكد القوات المسلحة السودانية عدم إصدارها لأي تصريحات أو بيانات لهذه القنوات أو لغيرها من المواقع الإلكترونية، في أي شأن يتعلق بالموقف اليوم على حدودنا الشرقية. كما ينوه المكتب بأنه المصدر الوحيد المعتمد لأخبار القوات المسلحة السودانية، وأن نشر أي محتوى لأي مصدر غيره تتحمل مسؤوليته وتبعاته القانونية جهة الإصدار".
وتصاعد الخلاف حول الفشقة، التي تقع داخل الحدود الدولية للسودان لكن يسكنها مزارعون إثيوبيون منذ عقود، في السنوات الماضية إلى جانب الخلاف الدبلوماسي بشأن بناء إثيوبيا سد النهضة لتوليد الطاقة الكهرومائية.
ونفى الجيش الإثيوبي الثلاثاء أن يكون أعدم سبعة جنود ومدنيا سودانيين أسروا عند الحدود مع السودان. كما اتهمته الخرطوم الاثنين، مؤكدا أنه يتصرف "في إطار القانون".
ووفقا للخرطوم، خطف الجيش الإثيوبي جنودا سودانيين من داخل الأراضي السودانية في الثاني والعشرين من يونيو الحالي في منطقة حدودية قرب منطقة الفشقة المتنازع عليها.
وعلى العكس، تقول أديس أبابا إن الجنود السودانيين دخلوا الأراضي الإثيوبية. وأكد الجيش الفيدرالي الإثيوبي أن مواجهة وقعت بينه وبين ميليشيا محلية، وليس جنودها غير المتواجدين في المنطقة.
وأوضح مدير العلاقات العامة في قوات الدفاع الإثيوبية العقيد جيتنت الثلاثاء للصحافيين "أنه خلافا للحقيقة الواقعية على الأرض، فإن اتهام قوات الدفاع الوطني الإثيوبية أمر غير مقبول على الإطلاق ولا أساس له من الصحة".
وقال جيتنت "الجيش الإثيوبي لم يكن موجودا في موقع الحادث الذي يتحدث عنه السودان".
وتابع "إذا أصدرت حكومتنا أوامر بالتحرك... سنطرد الجيش السوداني من أرضنا التي استولى عليها بالقوة، ونعيد بسط سيادة إثيوبيا على طريقة جيش نظامي وحديث بطريقة واضحة، ولن نختبئ مثل قطاع الطرق كما يدعون".
وفي بيان أكد الجيش الإثيوبي أن المواجهات أوقعت خسائر في الجانبين.
وأضاف "من المعروف أن الجيش الإثيوبي ينفذ مهامه وفق القانون والإجراءات المرعية"، مؤكدا أنه "مستعد للتعاون مع كل من يريد التحقيق لإثبات الحقيقة في وجه المعلومات الكاذبة التي تستهدف جيشنا".
ومساء الاثنين استدعى السودان سفيره في أديس أبابا، على الرغم من نفي سابق للحكومة الإثيوبية، التي يدور نزاع بينها وبين الخرطوم على الأرض والمياه منذ سنوات. وكذلك، أعلنت الخرطوم أنها قدمت شكوى إلى مجلس الأمن الدولي والمنظمات الإقليمية.