أدوار جديدة للمرأة داخل الكنيسة الكاثولوكية

الفاتيكان – غير البابا فرنسيس الاثنين قانون الكنيسة الكاثوليكية في خطوة أخرى نحو المزيد من المساواة بين الرجل والمرأة، ما يسمح لها بالقراءة في القداسات والخدمة في المذبح وتوزيع التمائم.
وأضفى البابا بمرسومه الطابع الرسمي على ما كان يحدث بالفعل في الكثير من الدول منذ سنوات. لكن مع هذا التغيير في نصوص القانون الكنسي لن يكون بإمكان الأساقفة المحافظين منع النساء في الإيبارشيات التي يرأسونها من أداء تلك الأدوار.
وفي رسالة مرفقة بالمرسوم قال البابا إنه أراد أن يحقق “الاستقرار والاعتراف العام” بالنساء اللاتي يؤدين تلك الأدوار بالفعل، فيما قال في المرسوم الذي سمي “روح الرب” إنه فعل ذلك بإلهام لاهوتي.
وتقتصر مهام الراهبات في الفاتيكان على أدوار ثانوية بسبب جنسهن، لذلك نددن بظروف العمل “الجائرة” التي يعشنها يوميا.
وتقول الأخت ماري “غالبا ما تستغل الكنيسة الراهبات. بعضهن يخدمن الأساقفة والكاردينالات في بيوتهن الخاصة، يستيقظن قبل الفجر لتحضير فطور الصباح ولا يذهبن إلى النوم سوى بعد أن يقدمن العشاء، وبشرط أن يكون المنزل مرتبا والثياب مغسولة ومكوية”.
وتوضح أن كل هذا العمل يؤدّى مقابل راتب زهيد أو حتى دون مقابل، وأن الراهبات لا تتم دعوتهن إلى تقاسم الطعام مع الأساقفة.
مهام الراهبات في الفاتيكان تقتصر على أدوار ثانوية بسبب جنسهن، لذلك نددن بظروف العمل “الجائرة” التي يعشنها يوميا
وتتابع ماري “هل من العادي أن يسخّر قديس حياته لخدمة قديس آخر؟ ولماذا الأشخاص الذين يقومون بالأعمال اليومية يكونون تقريبا من النساء دائما؟”. وتشير الراهبة إلى أن بعضهن يتناولن حبوبا لإزالة القلق تساعدهن على مواجهة الوضع.
أما الأخت بول فتشير إلى شكل آخر من التمييز، ويتمثل في تكليف الراهبات الحاملات لشهادات علمية بالأعمال المنزلية. وعن ذلك تقول “أعرف راهبات يحملن شهادات دكتوراه في علوم الدين كلّفن بين عشية وضحاها بمهام الطبخ أو الغسيل”. وتضيف “وراء كل هذا توجد فكرة أن قيمة المرأة أدنى من قيمة الرجل، ولاسيما في الكنيسة الكاثوليكية حيث يعني ذلك أن القس هو كل شيء والراهبة لا شيء”.
ويقول عالم الاجتماع جوسلين تريكو المتخصص في المسائل الجندرية في الدين الكاثوليكي بجامعة باريس “يوجد تاريخيا انعدام مساواة بين الرجل والمرأة في الحياة الدينية”.
ويتابع تريكو أنه عادة ما يتم تكليف النساء بمهام ثانوية، مشيرا إلى أن القس “يتمتع بحرية أكبر في التعبير”. ويضيف أن الراهبات كن في السابق يتمتعن بحرية تنقل أقل من حرية الرهبان.
ويوضح عالم الاجتماع “هناك حالة خاصة جدا بشأن وضعية الراهبات، فهن يأتين من مختلف مناطق العالم ويصبحن بذلك منقطعات عن وسطهن الأصلي، وتكوينهن الجامعي عامة ليس عاليا. إضافة إلى ذلك هن يعشن دوما في بيئة الكنيسة، ما يجعلهن أكثر ضعفا”.
ومسألة مكانة المرأة في الدين الكاثوليكي هي اليوم محل النقاش في روما، حيث تنظم منظمة “صوت الإيمان” سنويا محاضرة دولية تحمل عنوان “لماذا للنساء وزن؟”، والهدف منها فضح عدم المساواة بين الجنسين داخل الكنيسة.
وتوضح “شانتال قوتز” -وهي إحدى المنظمات- أن الكنيسة قائمة على “نظام أبوي على غرار أغلب المؤسسات الدينية”.
مسألة مكانة المرأة في الدين الكاثوليكي هي اليوم محل النقاش في روما
و تقول قوتز “النساء الكاثوليكيات يناضلن لدعم المساواة بين الجنسين، والروح القيادية للنساء داخل الكنيسة مستمرة منذ سنوات عديدة”.
وفي مايو 2016، وجّه البابا فرنسيس نصيحة للاتحاد الدولي للراهبات المسؤولات العامات، جاءت كالتالي “عندما يُطلب منكن القيام بأمر يشي باستعبادٍ أكثر مما يشي بخدمة، فلتكن لديكنّ شجاعة قول لا”. لكنه في المقابل، وفي اللقاء نفسه، حذّر من وجوب “عدم الوقوع في النسوية”، فالبابا الذي عُرف عنه دعمه النساء كي يتبوّأن، في السلك الكنسي وخارجه، وظائف مهمة وأساسية في الفاتيكان، يُعرف أيضاً بحرصه الشديد على عدم تجاوز التقليد الكاثوليكي الروماني المتحفّظ جداً تجاه الدور الواجب إعطاؤه للمرأة داخل الكنيسة، ووقوفه مثلاً ضد ترسيم النساء كهنةً للكنائس.