أدوار المغرب في أفريقيا تدعم أحقيته بمقعد يمثلها في مجلس الأمن

الرباط - يضطلع المغرب بلعب أدوار مهمة في القارة الأفريقية، حيث ساهمت الدبلوماسية المغربية في إشعاع المملكة القاري والدولي، إلى جانب دعم التنمية المستدامة والشاملة بقارة أفريقيا، وفقا لرؤية ملكية شاملة، وهو ما يعتبره مراقبون إنجازا يدعم أحقية المملكة بمقعد يمثل أفريقيا في مجلس الأمن.
وباتت القارة الأفريقية تحظى بالأولوية في السياسة الخارجية للمغرب بقيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس، حيث يؤكد على تلك الأولوية في خطاباته بأن “أفريقيا بالنسبة للمغرب، أكثر من مجرد انتماء جغرافي، وارتباط تاريخي، فهي مشاعر صادقة من المحبة والتقدير، وروابط إنسانية وروحية عميقة، وعلاقات تعاون مثمر، وتضامن ملموس”.
وأطلق المغرب عددا من المبادرات التي تستهدف تعزيز الاستقرار في أفريقيا، منها المبادرة الملكية الأطلسية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، ومن أن تصبح فضاء للتشارك والازدهار وتسريع الاندماج الاقتصادي الإقليمي والإشعاع على الصعيد القاري والدولي، كما تتعزز أحقية المغرب بمقعد في مجلس الأمن، من خلال الدعوات المتصاعدة والمطالبة بإضافة مقعدين دائمين بالمجلس للدول الأفريقية.
وقال المندوب الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال إن بلاده مؤهلة لنيل عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي، في ظل إعلان الولايات المتحدة قبل أشهر دعمها لمقترح منح مقعدين دائمين بالمجلس للدول الأفريقية.
وجاء ذلك في تصريح على هامش الدورة الثالثة عشرة للمؤتمر الدولي السنوي “الحوارات الأطلسية”، الذي ينظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد (غير حكومي) من الثاني عشر إلى الرابع عشر من ديسمبر الجاري. وأوضح المندوب المغربي أن بلاده قادرة “على تمثيل القارة والدفاع عن قضايا ومصالح أفريقيا.”
وبيّن أن “المملكة مؤهلة لأن تصبح عضوا في مجلس الأمن، لأن المعيار الأساسي للحصول على العضوية يتمثل في المساهمة في السلم والأمن في العالم، ولاسيما من خلال المساهمة في قوات حفظ السلام.” وأشار إلى أن “المغرب ظل منذ ستينات القرن الماضي، من أكثر البلدان نشرا لجنوده في إطار مهام حفظ السلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في جهات العالم الأربع.”
واعتبر أن جيش بلاده “اضطلع بدور أساسي، وخاصة في أفريقيا، بفضل معرفته بالثقافة الأفريقية واللغة والعمل الاجتماعي والنهوض بالحوار بين مختلف المجتمعات.” وأكد هلال “هناك معيار آخر للمساهمة في الأمن الدولي ويتعلق بالديمقراطية، حيث ظلت المملكة المغربية دولة الحق والقانون، متشبثة بالقيم الكونية واحترام ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة.”
وبحسب المنظمين للمؤتمر، تشارك أكثر من 66 جنسية من عالم الأعمال والتفكير الإستراتيجي في نقاشات تتطرق إلى عدة مواضيع، أهمها تأثير التوترات السياسية الاقتصادية على الجغرافيا السياسية العالمية والتعددية.
وتدعو دول عديدة منذ سنوات إلى إصلاح هيكلية مجلس الأمن الدولي، في ظل إخفاق آليته الراهنة في ملفات عديدة تهدد السلم والأمن الدوليين. وأعلنت الولايات المتحدة في الثاني عشر من سبتمبر الماضي دعمها لمقترح للرئيس جو بايدن، قبل عامين، بمنح مقعدين دائمين بالمجلس للدول الأفريقية.
وتحظى جهود المغرب بتقدير كبير في الأوساط السياسية والدبلوماسية الأفريقية، وكان رئيس الوزراء السنغالي السابق مصطفى نياس شدد على أن المبادرات التي أطلقها الملك محمد السادس، منذ اعتلائه العرش، من أجل أفريقيا تعكس رؤيته المستنيرة من أجل تنمية واندماج القارة، وتنبع من إرادة ملكية في تعزيز التضامن الأفريقي قصد تمكين القارة من المكانة التي تستحقها على الساحة الدولية.
◙ الولايات المتحدة أعلنت في سبتمبر الماضي دعمها لمقترح الرئيس جو بايدن منْح الدول الأفريقية مقعدين دائمين في المجلس
ويرى الملاحظون أن وعي المغرب بظروف أفريقيا ومشاكلها ساهم في إيجاد الحلول الجذرية التي ستساعد الشعوب الأفريقية على مواجهة مشاكلها على غرار الفقر والتطرف والإرهاب وغيرها.
ويضيفون أن المملكة تتوفر على ثوابت رئيسية في سياستها الخارجية، منها مقاربة ثابتة حول السلام في المنتظم الدولي، على غرار ارتباط السلام بالتنمية في أفريقيا، كما يركز المغرب على احترام الدول للقانون الدولي وعدم اللجوء إلى استعمال القوة وينادي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
ويتألف المجلس من 15 عضوا هم 10 دول يتم انتخابها دوريا و5 دول دائمة العضوية تمتلك سلطة النقض (الفيتو)، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا.
ويعد المجلس المؤسسة الوحيدة التي لها سلطة اتخاذ قرارات تلتزم بتنفيذها الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 دولة)، بموجب المادة 23 من ميثاق المنظمة الدولية.