أدنوك توسع شراكاتها الاستراتيجية باتفاقين مع إيني وأو.أم.في

دخلت تحالفات شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) مرحلة جديدة بإبرام شراكة استراتيجية مع إيني الإيطالية وأو.أم.في النمساوية في قطاع التكرير، لفتح أبواب الأسواق الأوروبية للمشتقات النفطية الإماراتية التي تتجه لتوسعات كبيرة لتحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية.
أبوظبي – شهدت العاصمة الإماراتية أمس توقيع اتفاقيتي شراكة استراتيجية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركتي إيني الإيطالية وأو.أم.في النمساوية للاستحواذ على حصص في شركة أدنوك للتكرير وتأسيس مشروع تجاري مشترك بين الشركاء الثلاثة.
وظهرت أهمية الشراكة الجديدة في حضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي ووزير المالية النمساوي هارتويغ لوغير لمراسم التوقيع في أبوظبي.
وجمعت أدنوك بموجب الاتفاق الأول 5.8 مليار دولار من استحواذ إيني على 20 بالمئة من أسهم شركة أدنوك للتكرير مقابل 3.3 مليار دولار وحصول أو.أم.في على 15 بالمئة من أسهمها مقابل 2.5 مليار دولار.
وتمنح الشراكة حصصا مماثلة في المشروع المشترك للتجارة، في حين تحتفظ أدنوك المملوكة لحكومة أبوظبي بحصة 65 بالمئة في أدنوك للتكرير والمشروع التجاري.
وأكد الشيخ محمد بن زايد أن تلك الشراكة ستسهم في ترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي متكامل للطاقة يضم عمليات وخبرات تغطي جميع مراحل وجوانب قطاع النفط والغاز، بدءاً من الاستخراج وصولا إلى الصناعات المتقدمة في التكرير والمشتقات والبتروكيماويات.
وقال إن الإمارات أصبحت وجهة استثمارية مفضلة ومقصدا لشركاء استراتيجيين عالميين يجذبهم المناخ الاقتصادي المستقر والآمن والبنى التحتية عالمية المستوى والقوانين والتشريعات الداعمة للاستثمار.
ومن المتوقع أن تؤدي الشراكة الجديدة، التي تتضمن إقامة مشروع جديد للتجارة يملكه الشركاء الثلاثة، إلى فتح أبواب الأسواق الأوروبية أمام منتجات أدنوك للتكرير، التي تملك خططا كبيرة للتوسع في إطار استراتيجية تهدف لتحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية لإمارة أبوظبي.
وتسمح الشراكة بتنويع أنشطة إيني التي تتركز نشاطاتها في أفريقيا، وتمنح أو.أم.في نشاطا في قطاع المصب النفطي خارج أوروبا.
وأشاد سلطان الجابر وزير الدولة الإماراتي والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنوك بالصفقة التي وصفها بالفريدة من نوعها. وقال إن قطاع النفط والغاز لم يشهد مثل هذه الصفقة من قبل لا من حيث الحجم ولا التطور.
وقدرت الاتفاقية قيمة شركة أدنوك للتكرير بنحو 19.3 مليار دولار. وتبلغ طاقة التكرير الإجمالية للشركة نحو 922 ألف برميل يوميا، والتي يأتي معظمها من مصفاة الرويس، رابع أكبر مصفاة في موقع منفرد في العالم.
ويتيح مشروع التجارة الجديد حضورا أوسع لمنتجات أدنوك للتكرير في الأسواق، خاصة أنها تصدر نحو 70 بالمئة من الإنتاج.
وقال الجابر إن أدنوك لديها مركز جيد بالفعل في آسيا، وتسعى لزيادة حصتها السوقية. مشيرا إلى أن الشراكة الجديدة ستساعد أدنوك “في دخول الأسواق الأوروبية وما وراءها”.
وأبرمت إيني عدة صفقات في الشرق الأوسط في الأشهر الماضية، وتوسعت خارج أفريقيا التي تحتل فيها المركز الأول كأكبر شركة أجنبية منتجة للنفط والغاز.
وقال كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لإيني إن الشراكة ستزيد طاقة التكرير العالمية لشركته بواقع 35 بالمئة.
وأضاف أن “الصفقة ستتيح لنا الدخول إلى قطاع المصب في الإمارات وستجعل محفظة إيني الإجمالية أكثر تنوعا من الناحية الجغرافية وأكثر توازنا بامتداد سلسلة القيمة، وأكثر فعالية وأكثر مرونة للتكيف مع تقلبات السوق”.
ووصفت أو.أم.في الصفقة، التي من المنتظر إغلاقها في الربع الثالث من 2019، بالعلامة البارزة في ما يتعلق بخطتها “استراتيجية 2025”. وقالت الشركة النمساوية إنها ستمول الصفقة بالأساس من تدفقاتها النقدية.
وتوقع رينر سيلي الرئيس التنفيذي للشركة أن تتمكن أو.أم.في بهذه الصفقة “من بناء مركز قوي متكامل في أبوظبي يمتد من إنتاج المنبع إلى التكرير والتجارة والبتروكيماويات”.
رينر سيلي: الصفقة تمكننا من بناء مركز متكامل في أبوظبي يمتد من الإنتاج إلى التكرير والتجارة والبتروكيماويات
وأجرت أدنوك، التي تأسست في 1971، تغييرات كبيرة منذ تعيين الجابر في 2016 في إطار إصلاحات اقتصادية أوسع يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي. وأظهر التمثيل الرفيع لمسؤولي الإمارات وإيطاليا والنمسا في مراسم توقيع الشراكة الاستراتيجية حجم الرهان على التحالف الجديد في فتح آفاق جديدة في صناعة الطاقة العالمية.
وستقوم إيني وأو.أم.في بتقديم الخبرات والمعرفة التشغيلية والدعم اللازم لتطوير المشروع المشترك بما يضمن تحسين الأنظمة المعتمدة وتعزيز إدارة تدفقات المنتجات النفطية والمكررة على الصعيد العالمي.
ويرى محللون أن الشراكة تعكس جودة أصول أدنوك للتكرير وفرص نموها وتوسعها مستفيدة من موقعها الجغرافي المتميز وقدرتها على توفير احتياجات الأسواق في مختلف أنحاء العالم خاصة في أفريقيا وآسيا وأوروبا.
وسيكون المشروع المشترك، عند اكتمال تأسيسه الجهة العالمية الوحيدة التي تتولى تصدير منتجات أدنوك للتكرير، فيما تستمر أدنوك في إدارة الإمداد المحلي من خلال دائرة التسويق والتجارة في الشركة.