أدنوك تعيد تشغيل أقدم حقول الغاز في الإمارات

أبوظبي - أعلنت شركة أدنوك الإماراتية الخميس عن عودتها للعمل في حقل رأس الصدر لبدء إنتاج الغاز، بعد حفر أول بئر استكشافية في أبوظبي ضمن الموقع خلال فترة خمسينات القرن الماضي، التي شهدت تأسيس قطاع النفط في الشرق الأوسط.
ورغم أن البئر الاستكشافية كانت جافة، وكانت بداية الإنتاج التجاري للنفط في أبوظبي من حقل آخر، يظل رأس الصدر المكان، الذي بدأت فيه صناعة النفط والغاز في الإمارة.
ونجحت أدنوك من خلال استخدام التكنولوجيا المتقدمة والتقنيات الرائدة للشركة في عمليات المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد، في اكتشاف وجود رواسب للنفط والغاز لم يتم العثور عليها سابقا خلال عملية الاستكشاف الأولى في الحقل قبل 75 عاماً.
وتم تحليل البيانات الناتجة عن عملية المسح من خلال مركز ثمامة للتميز التابع لأدنوك باستخدام تقنيات رقمية متقدمة وتطبيقات رائدة للذكاء الاصطناعي، والتي تعمل على تحديد مواقع موارد النفط والغاز، وتسهل عملية استكشافها وتطويرها.ومن خلال الاستفادة من تقنياتها المبتكرة وحلولها المتطورة، نجحت الشركة في الوصول إلى مرحلة الإنتاج خلال فترة سبعة أشهر فقط من عملية الاستكشاف، وهو ما يعد وقتا قياسيا على مستوى قطاع النفط والغاز لإنجاز هذه المرحلة ويرسخ معياراً جديداً للإنتاج.
وأكد عبدالمنعم الكندي الرئيس التنفيذي لدائرة الاستكشاف والتطوير والإنتاج في أدنوك أن التشغيل الناجح للعمليات في حقل يؤكد التزام الشركة بوضع معايير جديدة لقطاع الوقود الأحفوري ضمن الجهود المستمرة لتلبية المتطلبات المتغيرة لأسواق الطاقة العالمية.
ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى الكندي قوله إن “حفر أول بئر استكشافية في رأس الصدر شكل بداية مرحلة استكشاف النفط في أبوظبي التي ساهمت في دفع عجلة النمو الاقتصادي في دولة الإمارات على مدار أكثر من نصف قرن”.
وأضاف أنه “إنجاز يعكس مساهمتنا في دعم ازدهار موارد الدولة واستدامتها، ويؤكد التزامنا الراسخ بالعمل بشكل متناسق مع المجتمعات المحلية لخلق قيمة دائمة ومستدامة” للبلاد.
ومن المقرر أن ينتج حقل رأس الصدر ما يصل إلى 100 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميا، ما يعادل الاحتياجات اليومية للسويد من الغاز، على أن يرتفع الإنتاج ليصل إلى السعة الإنتاجية القصوى بحلول عام 2026.
وستدعم هذه الكميات الاكتفاء الذاتي للبلد الخليجي من الغاز، ويسهم في تلبية الطلب العالمي المتزايد على هذا المورد الحيوي.
100
مليون قدم مكعبة من الغاز يوميا إنتاج حقل رأس الصدر على أن يرتفع بحلول 2026
وتوفر الشركة من خلال ذراعها أدنوك للغاز قرابة 60 في المئة من احتياجات السوق المحلية، كما تصدر الغاز الطبيعي ومنتجات أخرى لمجموعة من الزبائن في أكثر من عشرين دولة.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لأدنوك للغاز حوالي 10 مليارات قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميا، وتقدم الشركة خدماتها لمجموعة كبيرة من العملاء المحليين والدوليين من خلال محفظة واسعة من المنتجات.
وتلتزم أدنوك من خلال تطوير حقل رأس الصدر بالحدّ من الأثر البيئي لعملياتها، والعمل بشكل متناسق مع المجتمعات المحيطة، ودعم برنامج المحتوى الوطني، وتطوير مهارات وقدرات الكوادر الإماراتية.
ويتواجد موقع الإنتاج على بعد حوالي 45 كيلومترا شمال شرق مدينة أبوظبي، وسينتج الحقل الغاز الطبيعي، كما سيتم إنتاج النفط الخام من موقع قريب من الحقل نفسه.
وتقوم أدنوك بتطوير الحقل بالشراكة مع شركة إنبكس وشركة تطوير النفط اليابانية المحدودة جودكو، أكبر شركة يابانية لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز، ما يعزز الشراكة الإستراتيجية في قطاع الطاقة بين دولة الإمارات واليابان.
ويعتبر رأس الصدر ثاني الحقول المكتشفة في منطقة الامتياز، ما يؤكد جاذبية موارد النفط والغاز عالمية المستوى في أبوظبي.
وتهدف خطة أدنوك الرئيسية للغاز المتكامل إلى ربط مكونات سلسلة قيمة بهذا القطاع في الإمارات لضمان توفير إمدادات مستدامة واقتصادية من الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المتنامي في الأسواق المحلية والعالمية.
وتتضمن الخطة كذلك استخدام مناهج وتقنيات جديدة لتمكين زيادة استخراج الغاز من الحقول الحالية وتطوير الموارد غير المستغلة.