أدنوك تعقد مع ألمانيا صفقة طويلة الأجل لتوريد الغاز

أبوظبي - استكملت دولة الإمارات خططها المتعلقة ببيع الغاز الطبيعي المسال عبر عقود آجلة، في مسعى لمنافسة قطر، أكبر منتجي منطقة الشرق الأوسط، من خلال صفقة ثانية خلال العام الحالي أبرمتها هذه المرة مع ألمانيا.
وأبرمت شركة أدنوك الاثنين اتفاقية لتوريد مليون طن سنويا لمدة 15 عاما مع شركة سيفي للتجارة والتسويق المحدودة بي.تي.إي، ومقرها سنغافورة، إحدى الشركات التابعة لشركة تأمين الطاقة لأوروبا سيفي الألمانية.
وكانت الشركة قد وقعت في يناير الماضي صفقة مدتها عشر سنوات لتوريد نصف مليون طن سنويا من الغاز إلى جايل المحدودة، وهي أكبر شركة للغاز الطبيعي في الهند.
وذكرت أدنوك في بيان أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أن “الغاز سيأتي من مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال التابع لها، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2028”.
1
مليون طن سيتم شحنها سنويا من مجمع الرويس إلى سيفي بي.تي.إي ومقرها سنغافورة
وزاد البلد الخليجي تركيزه على الغاز باعتباره وقودا انتقاليا في الوقت الذي يحاول فيه العالم الحد من انبعاث الغازات الدفيئة ومع احتدام المنافسة على الغاز منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
وتهدف خطة أدنوك الرئيسية للغاز المتكامل إلى ربط مكونات سلسلة قيمة بهذا القطاع في الإمارات لضمان توفير إمدادات مستدامة واقتصادية من الغاز الطبيعي بُغْية تلبية الطلب المتنامي في الأسواق المحلية والعالمية.
ومن المتوقع أن يضاعف مجمع الرويس في أبوظبي إنتاج أدنوك من الغاز الطبيعي المسال إلى نحو 15 مليون طن سنويا من ستة ملايين طن حاليا.
وقالت فاطمة النعيمي، نائب الرئيس التنفيذي لإدارة أعمال معالجة الغاز والتكرير والبتروكيماويات في أدنوك، “يغطي الغاز ما يقرب من ربع استخدام الطاقة الأولية في ألمانيا، ونحن نتطلع إلى دعم جهودها لتعزيز أمن الطاقة وتنويع مصادرها”.
وأضافت أن “الاتفاقية لتوريد الغاز من مشروع الرويس منخفض الانبعاثات، والتي تعد الأولى من نوعها مع شركة أوروبية تعزز مكانة أدنوك كمزود عالمي موثوق ومسؤول للطاقة”.
ومن المتوقع اتخاذ قرار الاستثمار النهائي بشأن الرويس هذا العام. وبدأت في المشروع بالفعل الأعمال المدنية الأولية. وبفضل الكهرباء من المصادر المستدامة سيكون من أقل منشآت الغاز في العالم من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية، وممكنا رئيسيا لتنفيذ هدف أدنوك الطموح بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2045.
وسيتكون المشروع عند اكتماله من خطين لتسييل الغاز الطبيعي تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل واحدٍ منهما 4.8 مليون طن سنويا، وبسعة إجمالية تبلغ 9.6 مليون طن سنويا.
وقال فريدريك بارنو، الرئيس التنفيذي لشركة سيفي، إن “الاتفاقية تمثل توريد الغاز من مشروع الرويس والذي من المخطط أن يكون أحد مشاريع الأقل من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية في العالم بداية فصل جديد لشراكاتنا”.
وأضاف “نهدف إلى مواصلة البناء على هذه الشراكة واستكشاف المزيد من المشاريع المشتركة في مجال الطاقة منخفضة الكربون”.
وأصدرت أدنوك هذا الشهر إشعارا محدودا لتحالف مشترك بقيادة شركة تكنيب إنيرجيز ويضم شركتي جي.جي.سي كوربوريشن والإنشاءات البترولية الوطنية لتنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والتشييد الأولية.
أدنوك تؤكد أن الغاز سيأتي من مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال التابع لها، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2028
وأدنوك ليست الشركة الوحيدة التي يزداد تركيزها على الغاز إذ تبحث شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط أيضا عن مساحة في السوق.
كما أعلنت قطر ذات الوزن الثقيل في هذه الصناعة بالمنطقة مؤخرا عن توسيع إضافي لمشروع حقل الشمال، وهو ما سيعزز وضعها كواحد من أكبر مصدري الغاز في العالم.
وستركز أدنوك للغاز، التي تأسست أواخر عام 2022 وبدأت العمل رسميا مطلع عام 2023، على جني مكاسب مشاريع الغاز، إذ تملك البلاد سابع أكبر احتياطيات في العالم، حيث تستهدف زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال ثلاث مرات إلى 15 مليون طن سنويا.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لأدنوك للغاز قرابة 10 مليارات قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميا، وتقدم الشركة خدماتها إلى مجموعة كبيرة من الزبائن المحليين والدوليين من خلال محفظة واسعة من المنتجات.
وتوفر الشركة حوالي 60 في المئة من احتياجات السوق المحلية، كما تصدر الغاز الطبيعي ومنتجات أخرى إلى مجموعة من الزبائن في أكثر من عشرين دولة.
واستثمرت أدنوك للغاز وغيرها من شركات الطاقة العملاقة مليارات الدولارات لمواكبة الطلب المتوقع في المستقبل، خاصة مع تحقيقها أرباحا قياسية في عام 2022 مع ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية.