أدنوك تجني ثمار تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في أعمالها

أبوظبي- أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) الثلاثاء عن تحقيق نتائج تجارية إيجابية للغاية من خلال تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في أعمالها.
وقالت في بيان خلال منتدى قيادات أدنوك الذي انعقد في مركز أبوظبي للطاقة إنها “حققت قيمة تجارية بقيمة 1.84 مليار درهم (500 مليون دولار) في 2023 من استخدام الذكاء الاصطناعي.
وأوضحت أدنوك أنها “نجحت في تحقيق هذه القيمة التجارية من خلال دمج أكثر من 30 من تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي الرائدة على مستوى القطاع في أعمالها على امتداد سلسلة القيمة، بما يشمل عمليات الحقول ودعم اتخاذ قرارات سريعة وذكية”.
وتشكل الاستدامة ركيزة أساسية ضمن إستراتيجية أدنوك طويلة المدى الهادفة إلى خفض الانبعاثات من عملياتها، وكذلك الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والوقود النظيف.
وأكدت شركة النفط الحكومية العملاقة في بيانها الذي أوردتها وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أن استخدام الذكاء الاصطناعي ساهم في خفض انبعاثات عملياتها من ثاني أكسيد الكربون بما يصل إلى مليون طن في 2022 و2023.
وأشارت إلى أن ذلك يعكس الإنجاز نجاح إستراتيجية أدنوك طويلة الأمد لتطوير ونشر تقنيات رائدة مثل الذكاء الاصطناعي، والأتمتة الروبوتية، وتحليلات البيانات المتقدمة.
كما تمثل هذه الإنجازات بداية تطبيق برنامج لتسريع نشر ودمج حلول الذكاء الاصطناعي على امتداد أعمال أدنوك لتعزيز معايير السلامة بالتزامن مع خفض الانبعاثات وزيادة القيمة.
وقال سلطان الجابر الرئيس التنفيذي للمجموعة “تعمل أدنوك على التوسع في دمج أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لضمان مواكبة أعمالها للمستقبل وتحقيق قيمة أكبر وأكثر استدامة من أصول وموارد الشركة”.
وأضاف “سيتكون ذلك بالتزامن مع تطوير وتوسعة محفظة أعمالها المتنوعة لضمان استمرار مساهمتها في توفير إمدادات آمنة وموثوقة من الطاقة بشكل مسؤول”.
ويدعم توظيف أدنوك للذكاء الاصطناعي طموحها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2045، والوصول إلى صافي انبعاثات قريبة من الصفر لغاز الميثان بحلول عام 2030
وتقوم أدوات الذكاء الاصطناعي مثل إيميشن إكس بجمع البيانات بشكل فوري من مئات المصادر في المواقع التشغيلية بما يساهم في تقديم تنبؤات دقيقة لمصادر الانبعاثات لمدة تصل إلى 5 سنوات قادمة، ويمكّن فرق العمل التشغيلية من اتخاذ إجراءات وقائية فعالة.
وتشمل أدوات الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها الشركة تقنيات طورتها شركة إيه.آي.كيو، وهي مشروع مشترك بين أدنوك وجي 42 التي تأسس في 2020.
وقالت صوفيا هيلديبراند رئيسة قطاع التكنولوجيا في أدنوك إن “الذكاء الاصطناعي يدخل في عمليات أدنوك، بما في ذلك أنشطة الإنتاج وإدارة مرافق التخزين ورفع القدرة”.
وأضافت “تمخض الكثير من هذه المبادرات عن المزيد من الأتمتة وتحيين عملياتنا وحسنت الكفاءة وساعدتنا على إدخال تحسينات على النفقات الرأسمالية والنفقات التشغيلية ورأس المال العامل والإنتاج… في الحقيقة، أشياء يمكنك لمسها وقياسها”.
وتابعت “قدرتنا على القيام بالمزيد تتنامى بنمو التكنولوجيا”، مضيفة أنها تتوقع “ارتفاع القيمة التي يولدها الذكاء الاصطناعي”، لكنها امتنعت عن تقديم أرقام.
واكتسبت إستراتيجية أدنوك الساعية إلى أن تكون لاعبا مهما على الصعيد العالمي في مجال مسح البصمة الكربونية، المزيد من الزخم برصد المزيد من الاستثمارات لتوسيع مشاريع الطاقة الخضراء في عملياتها للمساهمة في تحقيق هدف الحياد الكربوني.
500
مليون دولار القيمة التجارية التي جنتها الشركة من هذه التكنولوجيا في عام 2023
وقررت الشركة في يناير الماضي زيادة مخصصات الاستثمار في مشاريع تستهدف تقليل الانبعاثات، والحلول والتقنيات منخفضة الكربون، بأكثر من النصف، في سياق تسريع خططها للتحول النظيف.
وقال المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي إن مجلس إدارة الشركة خلال اجتماعه السنوي الذي يرأسه رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد “اعتمد زيادة المبلغ المخصص للاستثمار ليصل إلى 84.4 مليار درهم (23 مليار دولار)”.
وتستخدم أدنوك برنامج التحليلات والتشخيصات المركزية (سي.بي.أي.دي) الذي يوظف الذكاء الاصطناعي في مرافق الاستكشاف والتطوير والإنتاج والتكرير والتصنيع والتسويق لمراقبة المعدات التشغيلية المهمة عن بعد.
ونجحت الشركة عبر البرنامج في تحقيق خفض كبير في فترات التوقف غير المخطط لها لصيانة المعدات، وتنظيم عمليات الصيانة الدورية بالتزامن مع تحسين الكفاءة التشغيلية لتمكين الشركة من إنتاج المزيد من الطاقة بأقل الانبعاثات.
وتشمل قائمة تطبيقات وأجهزة شركة أي.آي.كيو” الأخرى المستخدمة في أدنو”، تطبيق سمارتي، وهو نظام رؤية حاسوبي متطور يوظف تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف عن مخاطر السلامة في العمليات الصناعية والتشغيلية للشركة.
وعلاوة على ذلك، هناك جهاز أي.آر 360 الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لرسم صور عن المكامن النفطية تُستخدم في تحسين عمليات تطوير المكمن، وتقليل الوقت اللازم لإعداد الخطط، وزيادة عمر البئر ورفع معدلات استخلاص النفط.
وتستعين أدنوك أيضا بجهاز روبوويل وجهاز الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتشغيل المعدات عن بعد مثل صمامات التدفق في المرافق والمنشآت في مناطق الاستكشاف والتطوير والإنتاج، مما يقلل من التكلفة ويعزز السلامة ويرفع السعة الإنتاجية.