أدنوك تبرم صفقة طويلة الأجل لتوريد الغاز إلى الهند

أبوظبي - وقّعت شركة أدنوك للغاز الثلاثاء اتفاقا مدته عشر سنوات لتوريد نصف مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال إلى جايل المحدودة، وهي أكبر شركة للغاز الطبيعي في الهند.
وتؤكد هذه الاتفاقية الحضور المتنامي للشركة الإماراتية في أسواق الغاز الطبيعي المسال العالمية، لاسيما في آسيا، كما أنها تعزز العلاقات الثنائية بين البلد الخليجي وثاني أسواق القارة استهلاكا للطاقة.
وتكثف الشركة الأم لأدنوك للغاز، شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، تركيزها على سوق الغاز، إذ ترى فيه وقودا انتقاليا بينما يحاول العالم الحد من انبعاثات الكربون، ومع تزايد المنافسة على هذا المورد منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل عامين.
وتهدف خطة أدنوك الرئيسية للغاز المتكامل إلى ربط مكونات سلسلة قيمة بهذا القطاع في الإمارات لضمان توفير إمدادات مستدامة واقتصادية من الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المتنامي في الأسواق المحلية والعالمية.
وقال أحمد محمد العبري، الرئيس التنفيذي لأدنوك للغاز، “تواصل الهند تأكيد مكانتها سوقا رئيسيا لمنتجات أدنوك للغاز، وتؤكد هذه الاتفاقية التزامنا بترسيخ الشراكات طويلة الأمد التي تعزز الاستهلاك المسؤول للطاقة”.
وأضاف “تمثل هذه الاتفاقية طويلة الأمد لتوريد الغاز الطبيعي المسال تقدما مهما ضمن التزامنا الراسخ بتوفير حلول طاقة موثوقة ومستدامة لشركائنا وعملائنا حول العالم”.
واستثمرت أدنوك للغاز وغيرها من شركات الطاقة العملاقة المليارات من الدولارات لمواكبة الطلب المتوقع في المستقبل، خاصة مع تحقيقها لأرباح قياسية في العام 2022 مع ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية.
وقال وزير النفط الهندي هارديب سينج بوري في وقت سابق من يناير الجاري إن “استهلاك الغاز في الهند سيرتفع إلى أكثر من 500 مليون متر مكعب قياسي يوميا بحلول 2030 من 155 مليونا حاليا”.
وكانت أدنوك وجايل قد أبرمتا في أكتوبر 2022 على هامش معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) اتفاقية لاستكشاف فرص التعاون في توريد الغاز وخفض الانبعاثات شملت عددا من اتفاقيات البيع قريبة وبعيدة الأجل.
وتضمنت تلك الاتفاقية دراسة إمكانية تحسين وتطوير فرص تجارة وتداول الغاز، واستكشاف فرص الاستثمار المشترك في حصص وأسهم مصادر الطاقة المتجددة، ومراقبة غازات الاحتباس الحراري لشحنات الغاز، لدعم إمداداته منخفضة الكربون.
ووفقا للتقرير السنوي للعام المالي 2022 – 2023، تمتلك جايل محفظة من الغاز تبلغ نحو 14 مليون طن سنويا تشمل إمدادات من دول منها الولايات المتحدة وقطر وأستراليا وروسيا.
أدنوك للغاز وغيرها من شركات الطاقة العملاقة استثمرت المليارات من الدولارات لمواكبة الطلب المتوقع في المستقبل
وأبرمت أدنوك للغاز عدة اتفاقات دولية في العام الماضي بقيم تتراوح بين نحو 9.4 و12 مليار دولار مع شركات من بينها توتال إنيرجيز ومؤسسة النفط الهندية وبتروتشاينا الدولية.
وتخطط الشركة لرفع طاقتها الإنتاجية من الغاز المسال إلى أكثر من المثلين لتلبية الطلب العالمي المتزايد من خلال محطة الرويس، التي من المتوقع أن تكون أول منشأة لتصدير الغاز في المنطقة تعمل بالطاقة النظيفة.
وبفضل الكهرباء المنتجة من المصادر المستدامة ستكون من أقل منشآت الغاز في العالم من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية، وممكنا رئيسا لتنفيذ هدف أدنوك الطموح بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2045.
وسيتكون المشروع عند اكتماله من خطين لتسييل الغاز الطبيعي تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل واحد منهما 4.8 مليون طن سنويا وبسعة إجمالية تبلغ 9.6 مليون طن سنويا.
وستركز الشركة، التي تأسست أواخر العام 2022 وبدأت العمل رسميا مطلع 2023، على جني ثمار احتياطيات أبوظبي من الغاز التي تعد سابع أكبر احتياطيات في العالم، حيث تستهدف زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال ثلاث مرات إلى 15 مليون طن سنويا.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لأدنوك للغاز حوالي 10 مليارات قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميا، وتقدم الشركة خدماتها لمجموعة كبيرة من العملاء المحليين والدوليين من خلال محفظة واسعة من المنتجات.
وتوفر أدنوك للغاز قرابة 60 في المئة من احتياجات السوق المحلية، كما تصدر الغاز الطبيعي ومنتجات أخرى لمجموعة من الزبائن في أكثر من عشرين دولة.