أدباء يحيون ذكرى سيد درويش "أيقونة" ثورة 1919

سيد درويش غير مفهوم الغناء وتطرق لموضوعات لم يجرؤ أحد على تناولها مثل أغاني العمال، كما كان ثائرا حقيقيا.
السبت 2019/03/30
شيخ الفنانين الذي مات شابا

القاهرة - أقامت دار الكتب والوثائق القومية في مصر مؤخرا احتفالا خاصا بالموسيقار الراحل سيد درويش، إحياء لذكرى ميلاده في شهر مارس، وتزامنت ذكرى الفنان الراحل هذا العام مع مئوية ثورة 1919.

تضمّن الاحتفال ندوة عن مسيرة وأعمال درويش الذي لقبه النقاد “بفنان الشعب”، ودوره في استنهاض الحس الوطني إبان الثورة إضافة إلى إسهاماته في تطوير الموسيقى العربية، حيث يعتبر درويش من أهم المجددين في الموسيقى المصرية، حتى أن الكثير من النقاد يرون بأنه باعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي.

وقال هشام عزمي رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق “سيد درويش اقترن اسمه اقترانا وثيقا بثورة 1919 بل إنه يعد الأيقونة الفنية لهذه الثورة”.

وأضاف “لم يكن سيد درويش مجرد مشارك بأعماله الفنية بل كان مشاركا فعليا في الثورة، كان يخرج ويتصدر المشهد في المظاهرات”.

وتابع قائلا “حسب ما قرأت فإن عام 1919 كان الأكثر إنتاجا بالنسبة إلى سيد درويش عبر تاريخه الفني القصير”.

ولد سيد درويش، واسمه الحقيقي السيد درويش البحر، في 17 مارس 1892 وتوفي في 10 سبتمبر 1923 عن عمر ناهز 31 عاما، تاركا خلفه إرثا موسيقيا وغنائيا كبيرا يشمل العشرات من الأغاني والموشحات والمسرحيات الغنائية.

وقال زين نصار، أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون، في مداخلته “سيد درويش كان ثائرا حقيقيا، فقد غيّر مفهوم الغناء وتطرق لموضوعات لم يجرؤ أحد على تناولها مثل الأغاني التي عددت مشاكل الطوائف العمالية، التي اختلط بها في بداية حياته عندما كان يشتغل بأعمال بسيطة”.

وأضاف “من الأمور المدهشة أيضا التي ربما لا يعلمها البعض عن الفنان الراحل أنه كان ناقدا موسيقيا محترفا في المجلات التي كانت تصدر في ذلك الوقت، وكان يوقع مقالاته باسم ‘خادم الموسيقى'”.

وشمل احتفال دار الكتب والوثائق فقرة فنية قدمها كورال جمعية أصدقاء موسيقى سيد درويش بقيادة حفيده محمد حسن السيد درويش، وكذلك فقرة شعرية بالتعاون مع رابطة شعراء مبدعي العامية المصرية.

وتزامن الاحتفال أيضا مع مرور عام على افتتاح قاعة الموسيقى بدار الكتب والوثائق القومية والتي تضم آلات موسيقية نادرة وتقدم بانوراما شاملة لتطور وسائل حفظ وعرض الموسيقى والآلاف من الأغاني.

13