أدباء وفنانون يؤكدون دور العائلة والمسرح في تحفيز خيال الأطفال

مختصون يؤكدون على أهمية المسرح المدرسي في طرح بدائل تعليمية تختلف عن التلقين ودوره في تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلاب.
الاثنين 2023/05/15
القراء الصغار يحتاجون الدعم

الشارقة - أكد عدد من الكتاب والمثقفين أهمية الدعم المبكر للطفل لتحفيز خياله الإبداعي وطاقته الفكرية، مشيرين إلى أن هذا الدعم يأتي بالدرجة الأولى من الأهل ثم المعلمين في المدرسة فالمحيطين بالطفل في سنين الطفولة المبكرة.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية تحت عنوان "قيمة التفكير الإبداعي" ضمن فعاليات الدورة الـ14 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، شاركت بها الرسامة والمصممة عائشة سيف الحمراني وكاتب أدب الأطفال جكيار خورشيد والمؤلفة والبطلة الرياضية إيلي روبنسون.

المهرجان ناقش أهمية الدعم المبكر للطفل لتحفيز خياله الإبداعي وطاقته الفكرية ودور المسرح المدرسي في ذلك
◙ المهرجان ناقش أهمية الدعم المبكر للطفل لتحفيز خياله الإبداعي وطاقته الفكرية ودور المسرح المدرسي في ذلك

وقالت الفنانة عائشة الحمراني إنها كرسامة تتقمص شخصية الطفل لتقترب من تصوراته ومشاعره ورؤيته الخاصة للكون، مشيرة إلى أن البيئة أكبر حافز للإبداع لأننا نبحث عمن يشبهنا من شخصيات تحمل ملامحنا سواء في المحتوى القصصي أو الكرتوني، وهذا لا يقتصر علينا فقد لاحظت أن الناس في كل العالم يميلون إلى من يشبههم ويشبه ثقافتهم، ومرد ذلك القيم العميقة في الذاكرة الجمعية.

وقدم جكيار خورشيد نماذج من كتبه. كما عرض مداخلات لبعض الأطفال يرى أنهم يمتلكون خيالا إبداعيا، من ضمنهم الطفلة حنين كفاح التي قدمت شرحا لابتكارها “رسالة التسام”، مشيرا إلى أن إيمان الأمهات والآباء بالأطفال هو أكبر حافز وملهم لهم لتنشيط ملكاتهم الإبداعية، وهناك عدة وسائل لتمكين الأطفال من ذلك عبر دفعهم إلى التخيل والتأمل قبل النوم والاستمتاع بالطبيعة وتشجيعهم على الثقة بالنفس والتعلم الدائم والعصف الذهني والتعلم من أخطاء المحيط.

ودعت إيلي روبنسون إلى السعي الدائم نحو المعرفة، ورأت في ذلك سر ومحرك العملية الإبداعية، فالعالم يتطور في كل يوم ونرى كيف بدأ الذكاء الاصطناعي يقدم حلولا في مجالات إبداعية عديدة، لكن البشر يحتفظون دائما بتميزهم في جانب المشاعر وصدقهم في إيصال العواطف التي قد لا تتمكن الآلة من ولوجها بنفس العمق، ومازالت هناك فرص عديدة للتعلم والإبداع، والأمر برمته في هذه العملية هو حب اكتشاف المعرفة والتفكير خارج الإطار والحدود النمطية والتعبير عن مشاعرنا بشكل خلاق.

دعوات إلى أهمية إقامة ورش في تأليف نصوص للمسرح المدرسي لإثراء المكتبة العربية والنظر إلى المسرح المدرسي كنشاط حضاري وتربوي

وأكد مختصون في المسرح أهمية المسرح المدرسي في طرح بدائل تعليمية تختلف عن التلقين ودوره في تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلاب وتدريبهم على الابتكار والتعرف على ألوان مختلفة من الفنون، وأشاروا إلى أن ما يقدمه المسرح المدرسي من فرص يحتم على الإدارات التربوية العربية إدراج أنشطته ضمن المناهج التعليمية والعناية بنصوصه للارتقاء بوعي الطفل، والحرص على أن يجمع القائمون على تنشيطه في المدارس بين الخبرة المسرحية والتربوية.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان “أهمية وجود المسرح في المناهج التعليمية”، تحدث خلالها كل من شريفة موسى المازمي الباحثة في مجال المسرح المدرسي والناقد المسرحي هيثم الخواجة والمؤلف والمخرج المسرحي رويستن أبيل.

◙ أهمية المسرح المدرسي تكمن في أنه يشجع الأطفال على الالتزام والمشاركة الإيجابية
◙ أهمية المسرح المدرسي تكمن في أنه يشجع الأطفال على الالتزام والمشاركة الإيجابية

وأكدت شريفة موسى أن المسرح المدرسي يهدف من الناحية التربوية إلى بناء شخصية الطالب وتنمية قدراته المعرفية والفنية والاجتماعية، لذلك يجب أن تكون له مكانة في المناهج التعليمية وأن يتم الاهتمام بجودة نصوصه وأدائه، لأن الطالب الذي يشارك في النشاط المسرحي سواء كان ممثلا أو مشاهدا يستفيد من تجربة متكاملة تمكنه من التعبير عن نفسه وقيادة ذاته والارتقاء بإنسانيته.

وأشار الأكاديمي هيثم يحيى الخواجة إلى أهمية إقامة ورش في تأليف نصوص للمسرح المدرسي لإثراء المكتبة العربية والنظر إلى المسرح المدرسي كنشاط حضاري وتربوي لا يهدف إلى إنتاج الممثلين لأنه جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، ووجوده في أي مدرسة يعني وجود معلم إضافي يعلم الطفل الموسيقى والتعاون والجرأة والخطابة واللغة العربية الفصيحة.

وقال رويستن أبيل إن أهمية المسرح المدرسي تكمن في أنه يشجع الأطفال على الالتزام والمشاركة الإيجابية، وأن الطفل الذي يذهب في رحلة مع المسرح يستمتع بالفن ثم يساهم عندما يكبر في جعل العالم أفضل بكثير، لذلك علينا توجيه اهتمام الأطفال من خلال المسرح إلى ما يصرف أنظارهم عن تضييع الوقت لنخلق منهم بشرا لديهم المواهب المتنوعة التي يساهمون من خلالها في بناء مجتمعاتهم.

ويذكر أن مهرجان الشارقة القرائي للطفل تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، وقد استمرت فعاليات دورته الجديدة حتى الرابع عشر من مايو الحالي في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار "عقول تتشكل"، مستضيفا أهم الكتاب في أدب الطفل والنقاد والمختصين، علاوة على الرسامين والناشرين ومختلف المتدخلين في صناعة كتاب الطفل بهدف تطوير هذه الصناعة وترسيخ القراءة عادة اجتماعية منذ الطفولة، فضلا عن التجديد في كتب الأطفال شكلا ومحتوى لمواكبة العصر وتطلعات القراء الصغار.

◙ ترسيخ القراءة كعادة اجتماعية منذ الطفولة
◙ ترسيخ القراءة كعادة اجتماعية منذ الطفولة

12