أداء قوي لغوغل بفعل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية

صافي دخل شركة التكنولوجيا العملاقة ارتفع بنسبة 34 في المئة إلى 26.3 مليار دولار.
الخميس 2024/10/31
خدمة لا تضاهى

نيويورك - حققت مجموعة ألفابت، الشركة الأم لغوغل، نتائج قوية للربع الثالث من هذا العام، إذ ارتفعت إيراداتها بنسبة 15 في المئة على أساس سنوي إلى 88.3 مليار دولار، مدعومة بالأداء القوي من أنشطتها الإعلانية والنمو في الخدمات السحابية.

وارتفع صافي دخل شركة التكنولوجيا العملاقة بنسبة 34 في المئة إلى 26.3 مليار دولار، في حين زادت الأرباح لكل سهم بنسبة 37 في المئة إلى 2.12 دولار. وتوسعت هوامش التشغيل بشكل كبير، إذ ارتفعت بنسبة 4.5 نقاط مئوية إلى 32 في المئة، مما يعكس تحسن كفاءة التكلفة في واحدة من أكبر شركات العالم.

وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة سوندار بيتشاي إن “التزامنا بالابتكار، فضلا عن تركيزنا واستثمارنا على المدى الطويل في الذكاء الاصطناعي، يؤتي ثماره مع استفادة المستهلكين والشركاء من أدوات الذكاء الاصطناعي لدينا”.

وأظهرت النتائج، التي تم الإعلان عنها في وقت متأخر الثلاثاء أن غوغل تحافظ على مكانتها الرائدة رغم القلق من تأخر المجموعة المشغلة لأبرز محركات البحث الإلكترونية في سباق الذكاء الاصطناعي. وتواجه غوغل أيضا ضغوطا متزايدة، وهي في منافسة متزايدة في قطاع الإعلانات مع مجموعة واسعة من المنصات، بما في ذلك ميتا وأمازون وأبل وتيك توك، وحتى منصات البث التدفقي مثل نتفليكس.

لكن المحللة الرئيسية في إي ماركتر إيفلين ميتشل وولف قالت لوكالة فرانس برس إن غوغل أثبتت أن دفاعها “محكم، وأنها تتجه إلى موسم أعياد نهاية العام في وضع جيد للفوز بميزانيات الإعلانات”.

كما أجابت الشركة عن أسئلة حول ما إذا كان محرك البحث الخاص بها سيصمد في وجه الشعبية المتزايدة لروبوتات الدردشة المولدة للذكاء الاصطناعي مثل تشات جي.بي.تي، التي يمكنها الإجابة مباشرة على الكثير من الاستفسارات بما يغني عن الاستعانة بمحركات البحث على الإنترنت.

◙ 88.3 مليار دولار إيرادات ألفابت في الربع الثالث بنمو قدره 15 في المئة بمقارنة سنوية

وردا على هذه الضغوط، أعادت غوغل في وقت سابق من هذا الشهر ترتيب هيكلية العمل في محرك البحث التابع لها، واستبدلت رئيس القسم بعد مهمة استمرت أربع سنوات. كما نقلت الشركة فريق روبوت الدردشة جيميناي الخاص بها إلى قسم غوغل ديبمايند، ما أدى إلى فصله عن مجموعة البحث.

وأوضح بيتشاي أن خاصية أي.آي أوفرفيوز التي تعرض لمحة موجزة من المعلومات في أعلى صفحة النتائج على محرك البحث، أثبتت نجاحها وباتت متاحة لمليار مستخدم في أكثر من 100 دولة. وقال بيتشاي للمحللين “نحن بالتأكيد نوسع ما هو ممكن في البحث وكان من المشجع حقا أن نرى المستخدمين يتكيفون مع ذلك”.

وحققت خدمة الحوسبة السحابية غوغل كلاود أداء لافتا في الفترة من يونيو إلى سبتمبر، إذ قفزت الإيرادات بنسبة 35 في المئة إلى 11.4 مليار دولار، مدفوعة بزيادة اعتماد الحلول والبنى التحتية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

وتوفر هذه الخدمة، التي لا تزال متأخرة عن منافستيها التابعتين لمجموعتي أمازون ومايكروسوفت، للشركات قوة في الحوسبة وتخزين البيانات وأدوات للذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت.

ونمت خدمات غوغل الأساسية، والتي تشمل محرك البحث ومنصة يوتيوب ومنتجات إعلانية أخرى، بنسبة 13 في المئة إلى 76.5 مليار دولار. وحققت منصة يوتيوب إنجازا مهما، إذ تجاوز إجمالي إيرادات الإعلانات والاشتراكات 50 مليار دولار على مدار الأرباع الأربعة الماضية لأول مرة.

وبعد نشر هذه النتائج، ارتفع سعر سهم غوغل بنسبة 5 في المئة في تداولات ما بعد ساعات العمل. وعلى الرغم من الأرباح القوية، تواجه غوغل تحديات قانونية كبيرة، على الأقل في الأمد البعيد.

وخلال أغسطس الماضي، وجد قاضٍ فدرالي أن غوغل تمارس احتكارا غير قانوني من خلال محرك البحث التابع لها، فيما أشارت الحكومة الأميركية إلى أن تفكيك الشركة العملاقة قد يكون خيارا مناسبا. وكذلك تواجه غوغل دعوى قضائية منفصلة لمكافحة الاحتكار، ما يهدد هيمنتها على قطاع الإعلان عبر الإنترنت.

إلى ذلك، تلقت الشركة أمرا قضائيا بفتح الهواتف الذكية التي تعمل بنظامها التشغيلي أندرويد لمتاجر التطبيقات المنافسة، في أعقاب قضية رفعتها شركة إبيك غايمز المطورة خصوصا للعبة الفيديو فورتنايت، إلا أن هذا القرار معلق حاليا في انتظار الاستئناف.

ومن المتوقع أن تستغرق هذه المعارك القانونية سنوات لحلها، تثار تساؤلات تشكك بإستراتيجية الشركة طويلة الأمد واعتمادها الكبير على عائدات إعلانات محرك البحث.

10