أداء الاتحاد للطيران يقوي تقييمها قبل أول طروحات القطاع في الشرق الأوسط

أبوظبي- رجح محللون أن يعزز الأداء السنوي لمجموعة الاتحاد للطيران الإماراتية من تقييمها قبل الطرح المزمع في وقت لاحق من هذا العام، والذي سيكون الأول من نوعه في قطاع النقل الجوي بمنطقة الشرق الأوسط.
وتضاعف صافي أرباحها العام الماضي بأكثر من ثلاثة أمثال عن مستوى عام 2023، في وقت تمضي فيه المجموعة قدما في خططها لطرح عام أولي في بورصة إمارة أبوظبي.
وتتطلع المجموعة المملوكة للشركة القابضة (أي.دي.كيو)، أحد صناديق الثروة لحكومة أبوظبي، إلى إدراج خلال الربع الحالي، حيث أشارت مصادر لوكالة بلومبيرغ الشهر الماضي أنها ستستهدف المستثمرين المحليين والدوليين.
وتظهر التقديرات أن الشركة قد تجمع مليار دولار، مما يجعلها أول شركة طيران خليجية تطرح أسهمها منذ إدراج طيران الجزيرة الكويتية في 2008.
ويشير هذا الرقم، بحسب الخبراء والمحللين، إلى أن القيمة الإجمالية للاتحاد للطيران عند الطرح قد تصل إلى قرابة خمسة مليارات دولار.
وحققت الاتحاد للطيران أداء جيدا في مؤشرات أعمالها خلال العام 2024، حيث نمت أرباحها بعد اقتطاع الضريبة لتصل إلى 476 مليون دولار، مدفوعا بارتفاع العوائد بنسبة 25 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 6.8 مليارات دولار.
وبحسب بيانات الشركة المنشورة الأربعاء، فقد وصلت الإيرادات من نقل المسافرين إلى قرابة 5.7 مليار دولار، بينما إيرادات الشحن فبلغت حوالي 1.1 مليار دولار، مما يعكس توسّع الشبكة التشغيلية، وزيادة القدرة الاستيعابية.
ونقلت الاتحاد للطيران 18.5 مليون مسافر خلال العام الماضي، محققة نموا بنسبة 32 في المئة بمقارنة سنوية، في مؤشر على الطلب القوي عبر شبكتها المتوسعة.
وقال الرئيس التنفيذي أنتونوالدو نيفيز في بيان “بالنظر إلى المستقبل، أنا واثق من أننا سنستمر في أن نكون شركة طيران قوية ماليا,”
واستمرت الاتحاد للطيران في توسيع عملياتها، حيث رفعت عدد رحلاتها الأسبوعية إلى أكثر من 1700 رحلة، وزادت وتيرتها على 25 مسارا ضمن شبكتها التشغيلية خلال العامين الماضيين.
كما أطلقت أكثر من 20 وجهة جديدة، من بينها بوسطن وجايبور وبالي ونيروبي، بالإضافة إلى وجهات صيفية مميزة مثل أنطاليا، ونيس، وسانتوريني، ومن ضمنها أكثر من 10 وجهات جديدة من المخطط إطلاقها في عام 2025.
وحظي أسطول الشركة بالمزيد من التوسع، حيث تمت إضافة 12 طائرة، منها 6 من طراز أيرباص أي 320 نيو، التي تمثل إضافة جديدة، إلى جانب إعادة تشغيل الطائرة الخامسة من طراز أي 380، ما عزز السعة التشغيلية والقدرة على تلبية الطلب المتزايد.
وقالت مصادر لرويترز في وقت سابق إن “الاتحاد استكشفت المستثمرين الشهر الماضي قبل طرح محتمل يستهدف مستثمرين محليين ودوليين في الربع الحالي.”
وأوضحت المصادر أن شركة الطيران المملوكة للدولة تتطلع إلى بيع محتمل لحصة تبلغ نحو 20 في المئة. ولم تذكر الاتحاد خطط الطرح في بيان الأرباح.
6.8
مليار دولار إجمالي إيرادات عام 2024، بينما بلغ صافي الأرباح حوالي 476 مليون دولار
وسبق أن أكد نيفيز في مقابلة مع صحيفة “صنداي تايمز” أن الاتحاد جاهزة لإدراج حصة في سوق الأسهم. وقال “أي شركة طيران في العالم لديها الطموح للنمو وأن تكون مؤثرة، تحتاج لأن تطرق مصادر مختلفة لرأس المال.”
وأضاف نيفيس، الذي أشرف على طرح شركة أزول ثالث أكبر شركة طيران في البرازيل في بورصة نيويورك في 2017، إن “الطريقة التي أرى بها الطروحات العامة الأولية، أنها مجرد مصدر آخر لرأس المال.”
ويأتي الطرح المرتقب في ظل استمرار جهود الحكومات بالخليج لتنويع اقتصاداتها وتعميق أسواق رأس المال، ويتوقع المشاركون في السوق استمرار موجة الطروحات.
ويرى محللون أن خطط إدراج الاتحاد تعد أحدث مثال على تعويل الإمارات على شركاتها الرائدة لتنمية سوق الأسهم المحلية وتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط.
وبدأت الاتحاد عملياتها في العام 2003، وأنفقت المليارات من الدولارات لشراء حصص أقلية في شركات طيران أخرى لإنشاء شبكة أكبر من خلال مركزها في أبوظبي والتنافس بشكل أفضل مع نظيراتها الخليجية طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية.
لكن هذه الطريقة لم تحقق لها مكاسب، فقد أفلست شركات تستثمر فيها من بينها أير برلين وأليطاليا وجيت أيروايز الهندية وفيرجن أستراليا. وبعد إعادة تنظيم الإدارة وسنوات من تقليص العمليات، توسعت الاتحاد تحت قيادة نيفيز.
وفي إطار إستراتيجيتها المسماة “رحلة 2030″، تخطط الاتحاد للطيران إلى تعزيز دور أبوظبي كمركز سفر يربط آسيا وأوروبا، في مسعى لمنافسة شقيقتها طيران الإمارات، التي تعمل من دبي، وتعد من أبرز شركات النقل الجوي في العالم.