أخطاء وكالة الأنباء الكويتية تسيء لتاريخها وتحرج الحكومة

وقعت وكالة الأنباء الكويتية في خطأ بإدراج صورة أمير البلاد تحت خبر عن وليّ العهد، ما أثار استياء كبيرا على الصعيد الرسمي وانتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ومطالب بإعادة هيكلة الوكالة وتجديد شبابها ومحاسبة المسؤولين، خصوصا أن الأخطاء تتالت في الآونة الأخيرة.
الكويت - أعرب وزير الإعلام الكويتي عبدالرحمن المطيري، عن رفضه للأخطاء المتكررة التي تقع فيها وكالة الأنباء الرسمية الكويتية (كونا) في أخبارها المنشورة خلال الفترة الأخيرة، مؤكدًا أن هذه التصرفات غير المسؤولة تسيء إلى تاريخ الوكالة الرسمية في البلاد.
وكانت الوكالة أرفقت صورة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مع خبر جاء فيه “سموّ ولي العهد يشمل برعايته غدا المباراة النهائية لكأس سموّه بين فريقي الكويت والقادسية”.
وضجت مواقع التواصل بتغريدات عن الخبر، فسارعت الوكالة إلى حذف الخبر وتعديله عبر حسابها على تويتر، ولكن الانتقادات استمرت من قبل الناشطين.
وأكد وزير الإعلام في تصريح صحافي، الاثنين، أنه “تمت إحالة نائب مدير عام الوكالة والفريق المعني بالحادثة إلى التحقيق لمعرفة ملابسات الموضوع ومحاسبة المقصرين لضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلا، وأنه لن يسمح بتكرار هذه الأخطاء”، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.
وقال إن الوكالة لها دور مهم في تغطية الأخبار المحلية والدولية بكل مصداقية وشفافية باعتبارها مصدرا موثوقا، إلا أن الأخطاء التي وقعت تؤثر على مكانتها المرموقة، مؤكدًا أنه سيعمل على إعادة الأمور إلى نصابها في الوكالة.

عبدالرحمن المطيري: نائب مدير عام الوكالة والفريق المعني بالحادثة تمت إحالتهم إلى التحقيق لمعرفة ملابسات الموضوع
وتتحمل وكالات الأنباء الرسمية مسؤولية في التوعية والتثقيف بشأن العديد من القضايا، وتعتبر المصدر الرئيس لتدفق المعلومات والمواد الإخبارية المتميزة بالدقة والمصداقية، لذلك يجب أن تلتزم بدرجة عالية بالمعايير الصحافية وعدم التهاون في الأخبار التي توردها خصوصا عندما يتعلق الأمر بالقضايا المحلية التي تنقلها وسائل الإعلام الأخرى عنها سواء المحلية أو الدولية.
وتسقط وكالات الأنباء التي تسعى إلى نشر الأخبار بسرعة دون التحقق من مصداقيتها، في اختبار المهنية وتفقد ثقة الرأي العام الذي لديه الفرصة للتحقق من صحة الأخبار من خلال المواقع الإلكترونية أو الفضائيات.
وانتقد ناشطون على موقع تويتر الوكالة، ومنهم من طالب بالمحاسبة واستبدال العاملين، ومنهم من وثق الخطأ قبل حذفه من قبل “كونا”. واعتبر صحافيون أنه لا يجب التساهل مع الأخطاء المتكررة بالوكالة. وقال الكاتب الصحافي داهم القحطاني في تغريدة مرفقة بخبر الوكالة على تويتر “هذا خبر رسمي تم نشره في وكالة رسمية. لا تضيع الوقت بفتح تحقيق بائس يخدر. واجعل ما حصل فرصة لتغيير جذري في الوكالة يعيد شبابها. ويجعلها تنتمي لهذا العصر. والكفاءات الصحافية في الكويت كثيرة وقادرة. واجعل هدفك التكويت بنسبة 100 في المئة”.
وتحدثت مصادر كويتية عن مشاكل داخلية في الوكالة. وقد تعرّضت “كونا” للاختراق في يناير عام 2020 ونشر خبر يفيد بانسحاب القوات الأميركية من الكويت عقب مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني. واعتقلت السلطات الأمنية مخترق الوكالة والذي تبين أنه كان يسيطر على جزء كبير من شبكة اتصالها قبل اختراقها بشهور.
وتساءل عدد من المغردين والإعلاميين حول ما تقوم به وكالة أنباء الكويت، وهل أن حساب كونا مخترق إلكترونيا أم وظيفيا.
الوكالة وواجهت انتقادات حادة في يونيو الماضي على خلفية نشرها خبراً وُصف بأنه مسيء ولا يليق بوكالة أنباء رسمية
كما نشرت الوكالة كلمة أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد في القمة الخليجية الواحدة والأربعين قبل أن يلقيها في الخامس من يناير هذا العام.
وواجهت الوكالة أيضا انتقادات حادة في يونيو الماضي على خلفية نشرها خبراً وُصف بأنه مسيء ولا يليق بوكالة أنباء رسمية. وجاء في الخبر “قبضت وزارة الداخلية على وافد عربي حاول الهروب من منطقته المعزولة عزلاً كلياً في الكويت بسبب فايروس كورونا”، مع صورته وهو معتقل رغم محاولة إخفاء وجهه.
واتهم الناشطون على مواقع التواصل وكالة الأنباء الرسمية بعدم مهنيتها، ورأوا أنّ الخبر لا يليق بوكالة رسمية تمثل الدولة، فيما قامت الوكالة لاحقا بحذف صورة الوافد المعتقل وأعادت نشر الخبر دون تقديم توضيح أو اعتذار.
وتساءل متابعون عن المسؤول الذي يسمح بنشر الأخبار في الوكالة الكويتية، وعن وجود مسؤول يتأكد من صحة الخبر قبل النشر ومن فحواه ومدى أهميته.
وكان المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية الشيخ مبارك الدعيج الإبراهيم الصباح، أكد خلال افتتاح أعمال الملتقى الافتراضي الأول لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي “يونا”، أن وكالات الأنباء استطاعت أن تؤكد تواجدها وتثبت قوتها كرافد إعلامي رئيسي لنشر الحقائق يمكنه أن يتجاوز مختلف العقبات ويتحدى مختلف الصعوبات، من أجل أداء رسالتها بكل مصداقية وموضوعية ونشر الحقائق والمعلومات الصادقة والصحيحة لبث الطمأنينة في نفوس أبناء شعوبنا ومحاربة الشائعات والأخبار المغلوطة.
وتحدثت تقارير صحافية عن استقالة الشيخ مبارك الدعيج من منصبه كمدير عام للوكالة ورئيس مجلس إدارتها، الأسبوع الماضي، لكن لم يتم تأكيد الخبر رسميا من قبل الوكالة أو وسائل الإعلام الكويتية.