أحمد داوود أوغلو يرد على أردوغان: متى كنا خونة؟

إسطنبول – بات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعيش في الأيام الأخيرة أحلك فترات حكمه، بعدما وجد نفسه محاصرا يمينا وشمالا بهزائم السياسية واقتصادية وانتخابية وحزبية تلاحقه وتضغط عليه، وتظهره بمظهر الزعيم الضعيف الذي فقد سطوته في التعامل مع خصومه السياسيين وإحكام قبضته على الحكم في تركيا.
ومن أبرز الضغوطات التي سُلطت على أردوغان تصريحات صديقه القديم ورئيس وزرائه الأسبق أحمد داوود أوغلو بعد سلسلة من الاتهامات بينهما، حيث هدّد داوود أوغلو بالمقابل بكشف أسرار قال إنها ستجعل وجوه الكثيرين تسوَّد.
وقال أحمد داوود أوغلو أمام حشد في مدينة صقاريا بمنطقة مرمرة بجسب ما ورد في موقع أحوال التركية: "كثيرون سيخجلون من النظر في وجوه الناس، إذا فتحت دفاتر مكافحة الإرهاب، وستسوَّد وجوه كثيرة".
وكان داوود أوغلو يتمتع بمكانة بارزة في حزب العدالة والتنمية الحاكم، وقد تولى رئاسة الحكومة بين 2014 و2016 قبل أن تدب الخلافات بينه وبين أردوغان، ليبدأ بتوجيه سهام النقد اللاذع لرئيس الحزب وسياسته الداخلية والاقتصادية الفاشلة بامتياز، خاصة في أعقاب خسارة انتخابات بلدية إسطنبول مرّتين خلال 4 أشهر.
وزاد من استياء أردوغان إعلان أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي السابق عن تأسيس حزب جديد أيضا ليعلن القطيعة بصفة تامة مع حزب العدالة والتنمية الحاكم والرئيس أردوغان.
وأكدت مصادر مؤيدة للحكومة أن أردوغان لن يتردد بوصف كل المنشقين عنه بمن فيهم الرئيس التركي السابق عبدالله غول بالخونة في اجتماعات تعقد بأعلى مستوى في البلاد.
وكان ملفتا أن قيادة حزب العدالة والتنمية لم تدع غول وأغلو وباباجان إلى احتفالية ذكرى تأسيس الحزب، التي أقيمت الأسبوع الماضي، بوصفهم من الكوادر المؤسسة.
وواجه داوود أوغلو، الذي يستعد مع وزير الاقتصاد السابق على بابا جان، لتأسيس حزب جديد، الاتهامات ضدّه بالقول: "توليت منصب رئيس الوزراء لهذه البلاد، وجئت عن طريق الانتخابات، ولا يستطيع أحد أن يقول عني خائن. أتذكر جميع أسلافي رؤساء الوزراء، لم يكن أي منهم خائنا أيضا، حتى لو أطلق علينا اسم الخونة".
وتابع رئيس الوزراء التركي الأسبق في هذا السياق مُتسائلا: "كيف يمكن أن يشعر الأشخاص الذين لا ينتمون للحزب الحاكم بالراحة؟ قولوا لي متى كنا خونة؟ قولوا لي، وانا أتحدى إذا كنا قد خطونا خطوة واحدة مخالفة لقضية هذه الأمة ولضميرها".
وعلّق داوود أوغلو على حذف صوره من مقاطع الفيديو الخاصة بذكرى تأسيس حزب العدالة والتنمية، الذي هو من مؤسسيه، بالقول: "إذا بدأت أي حركة مسح تاريخها، فإنّ هذا يعني أنها تصفي نفسها بنفسها".
وخسر حزب العدالة يونيو الماضي منصب رئيس بلدية كبرى المدن التركية أمام حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري، لأول مرّة منذ 25 عاما، وذلك بفارق كبير خلال إعادة الانتخابات. وكان الحزب خسر في الانتخابات الأصلية 31 مارس بفارق ضئيل.
وهو ما دفع أحمد داود أوغلو، الحليف الوثيق السابق لأردوغان، لأنّ يُجدّد ويُوجّه انتقادات شديدة لحزب العدالة والتنمية بعد هزيمته المؤلمة.
وندّد داوود أوغلو بسياسات "العدالة والتنمية" الاقتصادية والقيود التي يفرضها على وسائل الإعلام والضرر الذي قال إنه لحق بالفصل بين السلطات وبالمؤسسات.
للمزيد: